عصر الفوضى المغيبة للحقوق ... والمنتهكة لكافة المبادئ والانظمة والدساتير القانونية ... عصر القوة الطاغية المستبدة ... عصر فرض الوقائع واستغلالها... لصالح فئة دون اخرى ... عصور ما بعدها عصور ... وزمن قاسي تغلب عليه المصالح ... والاجندات الخاصة ... بعيدا كل البعد عن المصالح العامة ... في ظل ما هو مباح وميسر ومقبول ... بلا حساب ... وبلا عقاب ... في واقع شعارات الشفافية والمصداقية والمحاسبة ... شعارات الديمقراطية والحقوق ... وفي واقع مبادئ القانون العام والخاص ... والاحكام الدستورية والانظمة الداخلية ... الملزمة اصلا للجميع ... والتي يداس عليها ... ولم يتبقى منها ... الا شعارات نظرية للخطابة ... واللقاءات والندوات ... والاتفاقيات ... وامام شاشات التلفزة ... والمؤتمرات الصحفية .
ثقافة حارة ابو كلبشة (حارة كل من في ايده الو) ... ثقافة متنامية ومتطورة ... تتسع وتنتشر بسرعة البرق ... بمحاولة هدم كافة القيم والمبادئ والاصول الاخلاقية والقانونية والانسانية وحتى الوطنية ... مخالفين كافة اسس الالتزام بالقانون .
حارة ابو كلبشة ... لم يعد للقانون من مكان والتزام ... ولم يعد للأخلاق من اساس يمكن البناء عليه ... ولم يعد للعلاقات الانسانية من ضرورة واجبة ... طالما يحكم العلاقات قانون الغاب ... كل شيء مباح ومستباح ... ومسموح به ... طالما تستطيع ان تأخذه بيدك ما تستطيع ... وان يكون بحيازتك ... او ما يمكن السيطرة عليه ... كل شيء مباح ومستساغ ومقبول ... طالما امتلكت الاسباب والذرائع والمبررات ... حتى ولو كانت بغير محلها ... وغير صحيحة من اساسها لرأسها .
نحن بعصر شطارة الشطار ... عصر الفهلوة ... عصر اللعب بالبيضة والحجر ... والتلاعب باللسان ... عصر اعلاء الصوت ... ودغدغة العواطف ... والتلاعب بأحاسيس وعقول كل محتاج ... تحت مزاعم ومبررات واهية ... لا علاقة لها بالحقوق والواجبات وحتى بواجب الالتزام بالقانون والدستور .
حارة ابو كلبشة ( حارة الي رايح مش راجع )... حارة الضياع والتوهان ... حارة فقدان النموذج والمثل الاعلى والقدوة ... التي يجب اعتماده وترسيخه في عقول وسلوكيات الاجيال ... من اجل العيش بوطن قادر وقوي ... وطن مثل كافة الاوطان ... وطن لا تعيش فيه بغربة ... وفقدان أمل ... وطن تعيش فيه ويلبي احتياجاتك وطموحاتك ... وطن يجذر الانتماء ... ويؤسس للعمل والالتزام ... وطن يعزز الثقة والايمان والقناعة ... وطن يشعرنا ... ويؤكد لنا ... اننا جميعا نتحسس مشاعر بعضنا البعض ... ونعمل على تنفيذ طموحاتنا ... وحتى احقيتنا بالحياة الحرة الكريمة ... وطن نعمل فيه ولا ننام ... يستثمر الطاقات ويحشدها ... في بوتقة المصالح الوطنية العليا ... وليس لحسابات واجندات خاصة ... وطن الجميع منا بكامل الحقوق والواجبات .
اياكم... والدخول بحارة او كلبشة !!!
اياكم... واعتماد ثقافة ابو كلبشة!!!
اياكم... والقبول بمبدأ كل من في ايده الو !!!
خطورة ومخاطر الدخول في معترك القنص دون حساب ... والاخذ دون توازن ... والسيطرة على ما ليس حقا خالصا ... في واقع المشاع العام وعدم التخصيص ... وتداخل الحقوق ... وعدم الفصل فيها ... سيؤدي الي اضطراب وتشابك وتعقيدات ونتائج وخيمة ... خسارة كبيرة للذات ... ومشاعر عدم الرضى الذي سيصل لحالة الغضب الشديد ... مشاعر واحاسيس بلون السواد ... وبمذاق المرارة والعلقم ... لمجرد الشعور بعدم الرضى والقبول ... والاخطر ان نقترب او ان نبتعد عن رضى الرب سبحانه وتعالى ... عندما تمتد ايدينا لما هوا ليس حقا لنا ... او ان نجلس بمكان ليس لنا ... او نأكل ما ليس لنا .
مشاعر الرضى والقبول ... مشاعر عظيمة يجب ان نعززها ... لأنها تقربنا من المولى عزوجل ... وهي اقرب المحطات الانسانية لمجموعة القيم والمثل العليا ... التي يجب ان يسعى الجميع منا للوصول اليها .
نقدر الحاجة والاحتياجات ... نقدر الطموح والظروف ... نقدر مستلزمات الحياة ... وما يترتب عليها من مسؤوليات ... نقدر كل شيء في اطار الحقوق والرضى والقبول ... كما نقدر مساحة الظلم وعدم الانصاف واستمرار غياب العدالة عن الكثيرين من شبابنا ... وحقهم الطبيعي في تلبية طموحاتهم ... واحتياجاتهم ... كما ونقدر حاجات عشرات الالاف من الخريجين الذين لا زالوا عاطلين عن العمل ... ولا زالوا يبحثون عن مستقبلهم المجهول ... في ظل الضياع وفقدان الامل ... وحالة عدم انتظام مسيرة الحياة المتوازنة ... بواقع غياب فرص العمل ... والدخل ... وما يترتب على ذلك من غياب الاستقرار ... وما يمكن ان يؤدي الى مخاطر الفراغ ... والادمان والانحراف ... في ظل تقدم العمر دون زواج واسرة ... ازمة حقيقية وعميقة ... لا يلتفت اليها الكثيرين ...في ظل الاهتمام ... كل بجماعته ... وتغليب المصالح والاجندات الخاصة .
حارة ابو كلبشة ... تزرع الوهم لمن يعيش فيها ... ان ما يتم اكتسابه ... مكسبا خالصا لا يمكن المساس به ... وان خسارة الاخرين ... لا علاقة لنا بها ... بل قد تكون مكسبا لاحقا لنا .
ان المكاسب والخسائر ... المصائب والعثرات ... مخالفة القانون وتجاوزه والعبث به ... التمسك بالانا وتغليبها على المصالح العامة ... ستولد خسائر فادحة ... في الثقافة والسلوك والاخلاقيات والمثل وحتى الانتماء والعلاقات ... كل شيء لدينا سيتم تقاسمه ... ولا يحق لاحد منا ان يغرد خارج السرب ... رضينا ام ابينا ... من هنا تكمن خطورة ثقافة ابو كلبشة
(حارة كل من في ايده الو ) ... والشاطر اكيد بيفهم !!! وما اكثر الشطار لدينا !!! .
بقلم / وفيق زنداح