دولتين خارجتين عن اصول ومبادئ العلاقات الدولية ... خارجتين عن اصول العلاقات السياسية والدبلوماسية ومبادئ القانون الدولي ... لا يحترمون خصوصيات الدول ... ومصالحها ... ولا يعيرون اهتماما بالمواثيق والاعراف ... وروابط العلاقات ... سياسات طائشة ... ومنفلتة ... لا ضوابط تحكمها ... ولا احكام تحدد مسار مواقفها .
دولتين يزداد اعداءهم ... والرافضين لسياساتهم ... والمتضررين من مواقفهم ... ودعمهم الخاطئ لمن يثيرون الفتن والاضطرابات والفوضى وزيادة حدة الخلافات ... والاقتتال الداخلي ... وتخريب النسيج الوطني داخل الدول .
كافة المؤشرات والدلائل والمعطيات ... والتجربة واستخلاصاتها ... تؤكد ان الدولتين هم اداة تنفيذية للولايات المتحدة ... أي انهم منفذين للسياسات وليس صانعيها ... أي انهم يلحقون بسياسة غيرهم ... ويتربعون بصدارة المشهد التخريبي داخل العديد من الدول .
تركيا عضو حلف الاطلسي والتي عملت جاهدة من اجل الوصول الي الشراكة والمشاركة بهذا الحلف الامبريالي الاستعماري ... ومحاولاتها لان تكون اداة تنفيذية وبأهداف لا تتعارض ورأس الحربة اسرائيل داخل المنطقة ... مما احدث الموائمة والتنسيق بما يخدم الولايات المتحدة ... برغم محاولات تركيا لبيع المواقف للمنطقة العربية وكأنها حريصة على دول وشعوب المنطقة .
تركيا تحرص كل الحرص على اداء الطاعة بما يعزز عضويتها بالحلف ... وما يفتح لها افاق علاقات مع الشمال على حساب الجنوب ... وهذا ما يؤكد عمق سياستها المنفذة للتطلعات الامريكية ... والذي يأتي في سياق الاستراتيجية التركية للهيمنة وتحقيق الاطماع ... واضعاف مفهوم الدولة الوطنية والقومية داخل المنطقة العربية ... وابقاء دول المنطقة في اطار السيطرة والمصلحة التركية .
تركيا المحرك ... واحد ادوات الفوضى داخل المنطقة ... والتي تنفذ سياسة امريكا من اجل تحقيق الجائزة الكبرى ... بأن تكون احد الجهات المهيمنة والمسيطرة ... وحتى تتمكن هذه الدولة العثمانية من التفوق والتفرد ... وازاحة المكانة الايرانية والمصرية باعتبارهما الدولتين المتزعمتين للإقليم ... وهذا ما يؤكد عمق العداء التركي لمصر ... واستمرار دعمها للجماعات الخارجة عن القانون لإحداث التخريب ... واثارة الفوضى .
تركيا ونتيجة لمواقفها ... تخسر على مدار اللحظة ... وكانت خسارتها الاخيرة بفعل اسقاط الطائرة الحربية الروسية التي تحارب الارهاب ... والذي وضع تركيا امام دائرة الاستهداف بعد ان تكشفت نواياها الخبيثة اتجاه موسكو ودورها المعلن بمحاربة الارهاب ... والذي يؤكد بالملموس ان تركيا من الادوات الفاعلة لإثارة الفوضى والفتن داخل سوريا والعراق وليبيا والداعمة لجماعات التخريب في مصر ... والذي يأتي في سياق تنفيذ المخطط والمهام الموكلة لها من الادارة الامريكية ... وتأكيدا لولائها للغرب والحلف ... وليس انتماءها للإقليم .
تركيا ومهما حاولت ان تقدم الرسائل بزعمها والوقوف بجانب القضايا العربية ما زالت تؤكد اطماعها ... وتطلعاتها بالسيطرة والهيمنة ... وحرصها على ان تكون الادارة التنفيذية للمخططات الامريكية ... والتنسيق والموائمة ما بين الدور التركي والاسرائيلي .
قطر ... الصغيرة في المعادلة ... والممولة للكثير من عوامل التخريب والفوضى ... تؤكد ولاءها وانتمائها ودورها التنفيذي للسياسة الامريكية ... وبالتنسيق الكامل مع تركيا ... وتنفيذ ما يطلب منها ... وهي بحالة اطمئنان وثقة بوجود القواعد الامريكية على ارضها ... وانها خارج التهديد لوجودها وامنها ... ولها ما تريد من شيطنة المنطقة بتمويليها وتسليحها لقوى الشر داخل العديد من الدول ... وما يجري من اتهامها حول دورها في سقوط الطائرة المدنية الروسية ... في اطار لائحة الاتهامات الطويلة التي لا تتوقف ضد هذه الدويلة التي لا ضابط يحكمها ... ولا منطقة تلزمها ... غرورا بمالها ونفطها ... وقواعد امريكا على ارضها ... وعلاقاتها الحميمة مع جماعات التخريب ... تعتقد واهمة انها تمتلك حمايتها ... الا ان تهورها وعدم انضباطها ... سيورطها بمنزلقات خطيرة ... ستجعلها تنتقل من دائرة الاتهام ... الي دائرة الاستهداف .
دولتين تأكد تورطهم بالعديد من الاعمال الاجرامية ... والتي ترصدها الدول المتأثرة بهذا التدخل السافر ... وليس هناك اصدق مما قاله الرئيس الروسي بوتن هناك من يلعب بالنار من خلال تبنيه معايير مزدوجة اتجاه الارهاب وانخراطه بعمليات تجارية مع داعش ... وما اكدته صحيفة برابدا الروسية من اتهام قطر بالمشاركة بأسقاط الطائرة الروسية في سيناء ... مؤكدة ان لروسيا الحق باستخدام المادة 51 من اجل تقديم الجناة للعدالة ... واتخاذ تدابير اخرى لهم بتدميرهم .
سخونة الاوضاع وتوتر العلاقات ما بين هاتين الدولتين وروسيا بالآونة الاخيرة ... اضافة الي توتر علاقة هاتين الدولتين مع دول المنطقة ... ينذر بمخاطر ... وردود افعال قد تتعدى الحرب الكلامية والاعلامية .
تركيا دولة اسلامية واقليمية وليس لنا مصلحة بأن تكون في موقف الاتهام والادانة ... لكن مصلحتنا العربية والاسلامية ان تكون في واقع الدعم والمساندة ... وان لا تكون متناقضة مع مصالحنا الوطنية والقومية... كما قطر دولة عربية خليجية لنا مصلحة عربية في ان تكون داخل الحظيرة العربية ... وان لا تغرد خارج المصالح القومية ... لأنها الاضعف بالمعادلة القائمة .
تركيا وقطر ... واستمرارهم بأداء دورهم التنفيذي ... يخربون على العرب استقرارهم ... وتنميتهم ... وأمنهم ... مما يضع الدولتين بدائرة الاتهام والاستهداف ... وربما بدائرة دفع الثمن اذا لم يتراجعوا ... ويصوبوا مواقفهم ... قبل فوات الاوان !!! .
بقلم/ وفيق زنداح