الكثيرون من الذين لم ينجبوا أولادا ،واقصد بالأولاد ..البنين أو البنات إلا و نجدهم يطرقون كل الأبواب ،ويجوبون الأرض مشارقها ومغاربها ..عسى أن يجدوا علاجا فعالا فيحققوا أهدافهم ..فهم كالغريق الذي يتعلق بقشة ،أو كالذي حلم بكابوس ٍ مزعج ٍ ،فحمد الله بأنه قد نهض إلى الواقع ..صحيح أنهم على استعداد تام لأن يجربون كافة الأدوية ،وأي أدوية وبلا أدنى تردد ..وكذلك أنهم لامانع، لديهم في أن يتنقلوا من طبيب إلى آخر أكثر خبرة أو شهرة ..المهم النتيجة هذا حال الذين أوضاعهم المادية مرموقة ،فما بال الفقراء أو المساكين الذين لا يملكون قوت يومهم فكيف لهم التصرف ..سبحان الله نحن البشر ،كثيرا ما نطرق الأبواب المغلقة ،وننسى بابا لا يُغلق أبدا ..فيه العلاج الكاف ٍ والشاف ٍ وبدونه لا يشفى أي إنسان ٍ على سطح الأرض ..مع عدم إنكاري أيضا في الوسيلة للذين يستطيعون العلاج ..لكنه بابا لكل الناس ألا وهو الدعاء... ،والذي هو باب الله الأعظم قال عليه الصلاة والسلام: (( عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) قَالَ الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ وَقَرَأَ ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) إِلَى قَوْلِهِ ( دَاخِرِينَ )) ،وهل قرأ أولئك القوم قوله تعالى من سورة نوح :((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِين َ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا))صدق الله العظيم ، و هل أصدق من الله قيلا..الكثير يتصور أن الدعاء هنا والاستغفار مقصورا فقط على نزول المطر أو الرزق بالمال ولكن الآية تضمنت كذلك الرزق بالبنين والبنين هنا بمعنى الذكر أو الأنثى ..بل أن الاستغفار هو العلاج أيضا للأمراض المستعصية وانتشار الوباء والفتن ..فهذا المشروع المجاني والذي لا يكلف الإنسان شيئا سوى التضرع إلى الله بالدعاء ..لكن قبل الدعاء هناك تساؤل يجول برأسي وهو قبل الدعاء ..كيف معاملة أولئك الناس مع أقرانهم هل هي معاملة حسنة أم غير ذلك ..وما لون قلوبهم هل هي بيضاء صافية كالياسمين في نقاوته أم هي سوداء كالليل الكالح ..إذا قبل الاستغفار أو الدعاء علينا جميعا أن نعيد حساباتنا مع الله وثم بعد ذلك مع أنفسنا حينها بإذن الله نحقق أهدافنا ..!!
بقلم /حامد أبو عمرة