موقف الكنيسة من مرض الإيدز

بقلم: حنا عيسى

يوم الإيدز العالمي أو اليوم العالمي لمكافحة الإيدز هو مناسبة سنوية عالمية يتم إحيائها في 1 ديسمبر من كل عام، نتيجة قرار من منظمة الصحة العالمية حيث شددت الجمعية العامة للأمم المتحدة على أهمية احيائها  في قرارها 15/34. وكما هو معلوم  بات مرض نقص المناعة (الايدز) أكثر الأمراض انتشارا في عصر التكنولوجيا الذي نعيشه, وكأن هناك روابطا تجمع بينهما وتجعلهما متلازمين؟!!.

وباتت غالبية الناس يرددون اسم هذا الفيروس ويتعوذون حتى من ذكره!!، وحتى الكنيسة ما برحت تبحث عن أسبابه وتحاول إيجاد طرقا لتفاديه وتحث على التعامل معه عن قرب من خلال التحدث عن جوانبه مجاهرة وبأسلوب علمي ديني تربوي.

أن مرض الايدز من اكبر وأعظم الكوارث في زمننا المعاصر والمأساة ليست طبية فحسب وإنما نتائج معاناة اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية في حياة الناس.

وتعارف الناس أن هذا المرض يتنقل بوسائل متعددة أكثرها انتشارا هو الاتصال الجنسي وخصوصا القائم على علاقات غير شرعية في مجتمعات مختلفة ثم من خلال عمليات نقل الدم وزراعة الأعضاء وتناول العقاقير بأدوات ملوثة أو الحقن بإبر بفيروس هذا المرض مما يؤدي إلى  انتشارها بين المتعاملين معها ..وغيرها من الأسباب القائمة على اتصال  الدم بين الناس بشكل مباشر .

إذا نظرنا كليا إلى هذه الأسباب لوجدنا أن هناك عوامل تربوية وأخلاقية تعتمد على بيئة الأشخاص وسلوكياتهم وثقافتهم وتربيتهم ألبيتية بشكل خاص.

فقد أصبح الإنسان فقيرا روحيا بل انه سلعة رخيصة ومكانا ملائما لانتشار الخطيئة من خلاله.

بذلك هناك ارتباط وثيق وواضح بين دور الكنيسة وما وصلت إليه  الروح البشرية من دناوة أخلاقية ,لان موقف الإيمان في  المسيحية مستمد من  موقف المسيح في حياته العلنية :فهو العطوف الرحيم الغفور، وهو من  شعر مع معاناة الإنسان وشاركه كل شيء عدا الخطيئة.

المسيح اقترب من الفقير و شفى المرضى من البرص و العرج و ألعمي وغفر للزانية  وسامح قساة القلوب وهذا كله الإيمان و الحب و العمل الذي من المفروض تواجده بين البشر، وهو باعتقاد الكنيسة نصف لعلاج مرض الايدز في عصرنا.

 فالوقاية بالتربية الدينية السليمة  و القائمة على  الحب و الإيمان و العمل و العلم  بالنفس البشرية حتى نتمكن من علاجها بذلك لا تصل إلى ما وصلت إليه  النفس المريضة وان وصلت يكون الإيمان بالشفاء رفيقتها ..وهنا  الشريحة المعنية هي فئة الشباب في مقتبل العمر .

فقد ساهمت الكنيسة بدور قد يكون واضحا بهذه الرسالة عبر سنوات  انتشار المرض .ونحن كأعضاء في الكنيسة و المجتمع لدينا أيضا رسالة التكاتف و العطف و المساندة ومن واجباتنا فهم هؤلاء الذين  يعانون من هذا المرض ومن غيره .ونؤمن أن على الكنيسة تامين الرعاية  الروحية و الرعوية لهم بالإضافة للعناية الطبية لأنهم في النهاية نتاج هذا  المجتمع وهذه التربية وتلك التكنولوجيا من جانبها السيئ أي إزالة  الوصمة عن مرض الايدز وكسر حاجز الصمت و التكلم  عن الموضوع في الخطاب الديني المعاصر .

إذا فالجواب الذي تقدمه الكنيسة عن أي جانب من جوانب هذا المرض هو في العلم و الإيمان و العمل من خلال التربية الإنسانية لتنشاة جيل يقوم في تربيته  على :

·        الثقة و الأمانة والاحترام.

·        القناعة خصوصا أمام الفقر بالتضامن معه ومده ماديا ومعنويا.

·        التربية على الاختبار السليم للحياة .

والهدف في النهاية رفع كرامة الإنسان و الرقي بها للتنزه عن الخطيئة والتنمية الثقافية بكسر حواجز عدة منها حاجز الصمت و العيب في العلم والمعرفة.  

بقلم/ د. حنا عيسى