" إزرع تحصد " ، هكذا فعلت " إسرائيل " عام 2009 ، عندما زرعت بذرة صوتها في تربة الإمارات العربية المتحدة ، التي فزت في استضافة وكالة الطاقة المتجددة على أراضيها . يومها تجاهلت " إسرائيل " حليفتها ألمانيا التي كانت ترغب في هذا الفوز . لتحصد بعد 6 سنوات ما زرعته ممثلية لها في الإمارات العربية ، متلطية وراء الأنظمة المشروطة التي تلزم الدولة المضيفة أن تستقيل على أراضيها أعضاء الوكالة ، وتفتح لها ممثليات . وهذا ما أعلنه " إيمانويل ناهشون " المتحدث باسم الخارجية " الإسرائيلية " ، عن توصل مدير عام خارجية الكيان " دوري غولد " في زيارته الأخيرة إلى أبو ظبي ، لاتفاق على فتح ممثلية دبلوماسية برئاسة " رامي حاتان " ، لدى وكالة " آيرينا " .
اللافت في الإعلان " الإسرائيلي " هو في التوقيت عن اتفاق فتح الممثلية ، على اعتبار أن الأمر كان متاح منذ 6 سنوات ، وفق أنظمة وقوانين الوكالة واستقلاليتها حسب التبرير الإماراتي لهذه الخطوة المدانة ، التي سيكون في دلالاتها أنها :-
1- طعناً للانتفاضة الفلسطينية التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة ، وتبريراً للجرائم الصهيونية بحق شعبنا الفلسطيني .
2- غطاءً سياسياً للعلاقات بين الإمارات والكيان القائمة منذ سنوات ، واتساعها إلى التعاون السياسي والأمني ، وبالتالي تأشيرة الدخول المشرعن إلى الإمارات ، التي كانت أراضيها شاهداً على نشاط الموساد " الإسرائيلي " الذي اغتال عام 2010 محمود المبحوح .
3- فتحُ المزيد من أبواب الخليج أمام الأنشطة " الإسرائيلية " ، والعلاقات معها . خصوصاً أن قطر كانت السباقة في فتح مكتب تجاري " إسرائيلي " على أراضيها . وبالتالي هذه الخطوة من شأنها فك العزلة عن الكيان من ازدياد في عزلته الدولية .
4- التفافاً على ما سميت ب" المبادرة العربية للسلام " ، التي ربطت التطبيع مع الكيان بتحقيق السلام مع الفلسطينيين ، وانسحابها إلى حدود عام 1967 .
رامز مصطفى