قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الخميس.... برسالته السنوية الذي لخص فيها رؤيته للمبادئ التوجيهية لأفاق تطوير روسيا في السنة القادمة ...في الخطاب الثاني والعشرين لتاريخ روسيا الاتحادية ..والثاني عشر للرئيس بوتين أمام البرلمان الروسي بالكرملين .
وجاء في فحوي مضمون خطابه أن زعزعة الاوضاع في الشرق الاوسط نتج عنها فتح الطريق للإرهابيين ...مضيفا ان من أراد الاطاحة بأنظمة لا يريدها..... عبر فرض قواعده بوقاحة ....مشيرا ان النتيجة اضطرابات وتدمير للدول ..ومواجهة الناس ضد بعضها البعض ...مشيرا وبحسب نص خطابه.... كما يقال في روسيا ( بيغسلوا أيديهم ) فاتحين الطريق للمتطرفين والمتشددين والارهابيين ....مؤكدا عن الرفض لكافة الاعمال الاجرامية والدموية ....مطالبا الدول المتحضرة أن تشارك في تدمير الارهاب ....وأن تؤكد تلك الدول تضامنها من جديد... وليس من خلال الادعاءات ...وانما عبر الأفعال الواقعية الملموسة رافضا المعايير المزدوجة .
اضاف بوتين في رسالته أن الارهابيين يتم تدميرهم ..بعيدا عن روسيا ....وأن قرار القتال في سوريا وبالمقام الأول هو للدفاع عن الشعب الروسي ....مضيفا أن الارهابيين المتمركزين في سوريا جاء الكثير منهم من روسيا ودول اتحاد الدول المستقلة ....وحصلوا علي المال والسلاح ويجمعون قواهم ...لذا يجب تدميرهم بعيدا عن روسيا .
مؤكدا الرئيس بوتين أنه من المستحيل هزيمة الارهاب الدولي ..من خلال جهود دولة واحدة ...خاصة في ظل حدود مفتوحة ....حيث يمر العالم حسب قوله بحالة اعادة توطين الشعوب .
رسالة الرئيس بوتين يفهم منها مضمون الموقف الروسي ....وما يجب القيام به ...لكننا كعرب دول وشعوب ....كان لابد وأن نعرف ....ونعلن ....عن مضمون الموقف ازاء الارهاب ....وجرائمه ....ليس بالإدانة ...والمواجهة الامنية فقط ...ولكن من خلال مجموعة من العوامل والاجراءات والمتطلبات التي يجب أخذها بالاعتبار ....حفاظا علي الامن القومي العربي ...وحرصا علي الدول العربية وشعوبها ....ومقومات وجودها ...وخيراتها التي تنهب وتسلب ....من قبل قوي ارهابية.... لا زالت تستثمر جرائمها ..من أجل نهب المال العربي ...وخلق حالة من الرعب والخوف ..وعدم الاستقرار ...وفتح المجال واسعا للتدخل في الشأن العربي .
روسيا التي اتخذت قرار الحرب علي الارهاب... كانت واضحة ....في خطاب الرئيس بوتين الذي أكد في خطابه اليوم...أن قرار الحرب علي الارهاب في سوريا.... هو للحفاظ علي أمن الوطن الروسي .....أليس في هذا القول.... ومع تقديرنا للموقف الروسي.... وفعله الملموس.... في محاربة الارهاب .....الا يعطي مؤشرا واجبا ...وفعلا ملزما لأمه العرب لمحاربة الارهاب.... واجتثاثه .....صونا للأمن العربي.... وقبل أن يكون الارهاب داخل كل دولة عربية ....فالمواجهة وحصار الارهابيين والتضييق عليهم ....ومنع تحركهم وتجفيف مصادر تمويلهم.... مهمة عربية بالدرجة الأولي .....علي اعتبار أن ألاف الارهابيين يستقرون داخل أوطان العرب ....بل أن الالاف منهم قد استقروا داخل البلاد العربية.... بعد أن قدموا من روسيا وغيرها .....كما قال الرئيس بوتين .....ألا يشكل هذا دافعا مهما لأمة العرب ....أم لا زالنا نراوح المكان.... ونعيش الزمان .....ونتعامل بردات الفعل.... متناسين أن هناك شيئا اسمه الفعل المسبق ....لدرء المخاطر ....واستتباب الامن ....وتحقيق الاستقرار ...وتطوير عجلة التنمية والبناء .....ومواجهة كافة عوامل التخلف والفقر ....ألا هذا ما يجب أن تقوم به أمة العرب ؟؟....مثلما تقوم به روسيا والرئيس بوتين .
الكاتب : وفيق زنداح