الريان ... مهرج الجزيرة !!!

بقلم: وفيق زنداح

مذيع قناة الجزيرة القطرية جمال ريان وعبر (تويتر) معلقا على بعض الاعلاميين المصريين بقوله :
(هؤلاء مهرجون ... يكذبون ... ويجهلون العقل الجمعي للمصريين ... انهم خطر على اطفال مصر بأفكارهم ... والاجيال العربية ... فأحذروهم)!!!

هذا الريان المذيع بهذه الجزيرة القطرية ... وقد اراد ان يضع من نفسه مدافعا ... وواعظا ... ومرشدا روحيا ... بمحاولته التطاول والكذب والاسفاف ... وخداع الناس وتضليلهم ... وكأن الدنيا وقد انقلبت على رأسها ... وكأن المتحدث الريان قد جاء من جزيرة اخرى ... وليس جزيرة التضليل والكذب والخداع ... جزيرة التهريج ... والتجهيل للعقل الجمعي العربي ... وما تحدثه هذه القناة من رسالة احباط ... وتفتيت ... وتقسيم ... وتجزئة ... وتخريب للعلاقات ما بين الدول والاحزاب والشعوب .

الجزيرة التي ملأت سماء المنطقة وأثيرها بأصوات الناعقين ... الكاذبين ... المخادعين والمفترين على تاريخنا العربي ... وقوميتنا العربية ... ومحاولاتهم الحثيثة للتجهيل والاحباط ... وادخالنا في عالم اليأس والضياع ... واشعار اجيالنا واطفالنا بأن لا فائدة من اوطان العرب ... وقضاياهم ... وليس لنا الا ان نستسلم ... لما اصابنا من فتن وارهاب ... والقبول بما ضاع منا من خيرات وثورات ... واستمرار الاستجابة لكافة الخلافات والفتن وتغذيتها بالمال والسلاح ... وبغطاء اعلامي ... والى الحد الذي يوصل الي الدمار والتهجير واضاعة البلاد والعباد ... وهذا ما كان بالعديد من الاخطار ... وما تجري محاولة تنفيذه بأقطار اخرى .

قناة الجزيرة القطرية ... عبر مذيعها الهولام الريان ... أراد أن يأخذ موقف الناصحين الموجهين ... لتحذيرنا من المهرجين ... الكاذبين ... والمجهلين للعقل الجمعي المصري ... وللأجيال العربية ... وكأنه يقول دون التصريح ... احذروا الجزيرة وسياساتها ومخططاتها التي تقوم على تنفيذها بحسب المخطط القائم ... والذي يجري تنفيذه من قبل قوى الشر والعدوان ... ومن قبل جماعات الفتنة والارهاب .

اخطأ ريان الجزيرة ... عندما تحدث عن الاعلاميين المصريين اللذين يفوقونه قدرة واقتدار ... معرفة وخبرة ... وسنوات عمل في اعرق مؤسسة اعلامية في الوطن العربي ... بل الاكثر من ذلك اعلاميون على وعي كامل بدورهم الوطني ... والاعلامي ... لتصويب وبناء الرأي العام وفق مرتكزات وطنية ... تأخذ بالاعتبار مصالح الوطن واستقراره ... وتعمل على تحصين الوطن ومواطنيه ... من كافة محاولات الخداع والتضليل واثارة الفتن ... وابراز مخاطرها وتهديدها للأمن المجتمعي والقومي .

اخطأ الريان ... عندما يتحدث عن نخبة فكرية اعلامية ... وعن شعب الحضارة التي امتدت لأكثر من سبعة الاف عام ... ولديها مخزونا ثقافيا ... فكريا ... اعلاميا وطنيا ... يعبر عن تجربة غنية متراكمة ... بفعل عقود طويلة من العمل والابداع الفكري والاعلامي ... والذي يمكن من التحصين والفرز ... وقدرة الفصل ما بين الحقائق والاكاذيب .

لقد ضللت الجزيرة ولسنوات طويلة ... ولا زالت على سياستها واعلامها المفتت والمحبط والذي ليس له علاقة بالعروبة ... الا من حيث اللغة ... باعتبار ان المضمون الاعلامي والتحليلات ... ومحاولة اظهار الرأي والرأي الاخر قد باتت لعبة مكشوفة ... حتى أن الادعاء بإغناء الديمقراطية وتجربتها بالأعلام اصبحت اكذوبة كبرى لا طائل منها .

الجزيرة القطرية ... والتي تعمل على تنفيذ سياسة الفوضى الخلاقة ... لتقسيم المقسم وتجزئة المجزأ... وادخال روح اليأس والاحباط ... وتخريب عقول الناشئين والاجيال ... بإدخالهم بمراحل التشكيك بواقعهم ... وافساد تطلعاتهم وامانيهم ... واضعاف ارادتهم ... وتفتيت طاقاتهم ... والنخر بعظام الامة ... التي لا زالت صامدة ومقاومة لما يحيط ويتداخل بواقعها ... وما يحاولون خداعها وتضليلها بما يسمى الربيع العربي ... الذي جاء وبالا ونكبة على امة العرب ... ولم ينتج عنه الا هذا الارهاب الاسود ... الذي ينتشر في بلاد العرب ويهدد استقرارهم وينهب خيراتهم .

قناة الجزيرة القطرية ... لم يعد لها مصداقية الخبر ... ولا حتى مصداقية الصورة ... ولا تعبر عن الرأي والرأي الاخر ... كما انها لا تؤكد على اجواء الديمقراطية والتعددية ... لأنها اضحت دون منازع ... قناة الخراب والتخريب والتهجير ... قناة التجهيل والتهريج ... حتى انها اصبحت قناة الصورة قبل ان تحدث ... قناة الحدث قبل ان يحدث ... قناة الارهاب قبل ان يرتكب ... لقد تأكدت الاغلبية من خطرها ... فأحذروها بعد كل ما فعلت ... وما تفعل ... ولا زالت على سياساتها دون محاولة الرجوع ... او التوقف والانصهار في بوتقة الاعلام العربي المساند لقضايا العرب والامة ... والمدافع عن كرامتها وحريتها وسيادتها .

شعوبنا العربية ... اجيالنا ... اطفالنا ... صغارنا وكبارنا ... مستمرون بفكرهم الوطني والقومي ... بتعبئتهم ومعنوياتهم ...وتصليب مقومات صمودهم ... من خلال وسائل اعلامهم الوطنية ومن خلال اعلامييهم ... رجال الاعلام الذي يتطاول عليهم ريان الجزيرة ... ويبدو انه لا يعرف قدرهم وقامتهم ... مكانتهم ودورهم ... الذي يحترم ... من كافة المشاهدين العرب لدورهم الباني ... وليس الهدام .... وليس كما الريان وجزيرته القطرية .


الكاتب/ وفيق زنداح