في برنامج حال السياسة والذي بثته قناة فلسطين بحوار الاعلامية أميرة حنانيا مع الدكتور نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، دعونا نسمي ما ورد في الحوار بالمواجهة المباشرة مع الاحتلال ووضع النقاط فوق الحروف للموقف الفلسطيني من ذهاب بعض الدول العربية لعملية تطبيع وتبادل مصالح مع الاحتلال، وكذلك الموقف من الانتفاضة الفلسطينية الحالية، وأهمية المصالحة الفلسطينية ووحدة الكيان الفلسطيني بكل أجزاءه، هكذا بدأ الدكتور نبيل شعث بتشريح القضايا المختلفة واستخدام الوضوح في رسم المفردات أمام المشاهدين والمتابعين.
جرائم المستوطنين ضد أبناء شعبنا ليست جرائم فردية ولكنها ترتكب بالتخطيط المشترك مع جيش الاحتلال ويقوم بها مسؤولون اسرائيليون، وفي القانون الدولي تحاكم الدولة ويحاكم الأفراد الذين يقومون بها . والمحاكم الاسرائيلية لا تقوم بتنفيذ أي من الأحكام على المجرمين حتى وان تم محاكمتهم "صوريا"، وهذا يدعو للسخرية، وما تقوم به اسرائيل هو لخدمة الاعلام المزيف، وعائلة الدوابشة مثالا .
لا يجوز في الدبلوماسية السياسية ان نخفي غضبنا من اليونان الدولة الأوروبية الحليف والصديق القديم، ولكنها اليوم ترفض وسم منتجات المستوطنات الاسرائيلية مخالفة لقرار الاتحاد الأوروبي، وسبب الغضب من اليونان أن فلسطين واليونان كانا على الدوام حلفاء، وحركة فتح وقفت الى جانب اليونان في كثير من المنعطفات، كما تقف مع الأحزاب الاشتراكية، وبالتالي فإن ما تقوم به اليونان اليوم هو انحراف ومخالفة للقيم والمبادئ التي قامت عليها، وبالتالي يجب الوقوف وقفة جادة وحازمة رفضها لقرار الاتحاد الأوروبي الذي يدعم الموقف الفلسطيني ورفضه للاستيطان فوق أرضه .
ويرفض د. نبيل شعث مقولة أن السياسة هي فن الكذب، وهو يعتبر أن السياسة تعبير عن مواقف وقيم وايضا مصالح مهمة، والتنازل عن تلك القيم والقيم يعني تحول العالم الى عالم الغاب، وأمريكا التي تخالف القيم التي نشأت عليها الثورة الأمريكية لم تعد تلك الدولة التي تخيف وعلى أوروبا ان تتشجع وان تتخذ مواقف تختلف عن مواقف كانت تجبر على اتخاذها سابقا، ونحن اليوم في القيادة الفلسطينية نقول للأمريكان (لا).
ويعتبر الدكتور نبيل شعث (اسرائيل) هي الخطر الحقيقي الواقع على المنطقة، فهي تحتل فلسطين واحتلت سابقا سيناء من مصر واحتلت جزء من الاردن ومن سوريا ومن لبنان وهاجمت العراق ودمرت المفاعل النووي العراقي وهاجمت تونس والسودان، ولهذا لا يمكن تصور أن (اسرائيل) العدو يمكن أن تتحول الى حليف لدولة اسلامية مثل ايران وبالتالي لا يمكن المساواة في الخطر بين ايران واسرائيل.
ويوضح أن هناك فرق بين الدبلوماسية في الأسلوب والدبلوماسية في المبدأ، ففي قضيتنا العدو هو (اسرائيل) ولا يوجد عدو ثانٍ يواجهنا مثل (اسرائيل)، والدول العربية التي تتسارع للتطبيع او فتح ممثليات لإسرائيل فوق أراضيها فإنها تتعارض مع الأسس القانونية التي نتفق عليها في جامعة الدول العربية وبالتالي فهذا مرفوض وسوف يتم متابعته وبوضوح في جامعة الدول العربية وفي الدول العربية الأخرى ووفق مبادرة السلام العربية التي تنص على ربط فتح العلاقات مع (اسرائيل) بإنهاء الاحتلال للأراضي المحتلة وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، الى جانب البنود الأخرى.
ويؤكد د. نبيل شعث أنه لا نقبل بأمريكا وسيطا ولا أمينا ولا نزيهاً فهي الحليف الاستراتيجي لاسرائيل وهي التي أوجدت "داعش"، والحل الدولي للقضية الفلسطينية يرتكز على المرجعية الدولية و القانون الدولي ويبدأ بالحل النهائي أولا ثم الذهاب لوسائل تطبيقه ويُحدد له وقت وزمن وبعده يتم اجراء دولي بتشكيل حماية لشعبنا، وهدفنا هو إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وحق العودة وتقرير المصير بالإضافة الى كافة الملفات التي تشكل خاطرة الحل النهائي وبالتالي توفير الأمن والاستقرار للمنطقة.
وحول محاولات الادارة الأمريكية والاحتلال الاسرائيلي لإيجاد بديل للقيادة الفلسطينية التي تقف في مواجهة مباشرة ضد استمرار الاحتلال والاستيطان والانحياز الأمريكي لاسرائيل، قال الدكتور نبيل شعث أنه لن تستطيع امريكا او (اسرائيل) باللعب في الساحة الفلسطينية الا إذا قصرنا نحن، وهذه هي الفترة الهامة التي يجب أن نتوحد فيها ويجب أن نوحد الجبهة الفلسطينية، وان نعيد الشرعية الكاملة لمنظمة التحرير الفلسطينية، والعمل لعقد المجلس الوطني الفلسطيني، وهذه مسؤولية فلسطينية نتصدى بها لأي محاولات للتدخل الأمريكي او الاسرائيلي في ساحتنا وجبهتنا الفلسطينية.
وبوضوح يتحدث عن الانتفاضة في الضفة الغربية ويصفها بأنها بالنسبة له هي فسحة الأمل وهذا الشعب لن يموت، ومرحبا بكل الجهود لتحقيق الوحدة الفلسطينية وهو في اشتياق دائم الى غزة وأهلها .
بقلم د.مازن صافي