لا يحتاج المتابع الى ما تخذته ادارة عربسات بحق قناة المنار في ظل الانتفاضلة الباسلة على ارض فلسطين بمواجهة الاحتلال الصهيوني وقطعان مستوطنيه ، وامام صمود قوى المقاومة في مواجهة الارهاب التكفيري المدعوم من قبل القوى الامبريالية والصهيونية والرجعية ، قأن إدارة قمر عربسات بحجب قناة المنار وقبلها الميادين هي خطوة غير مبررة أخلاقيا أو مهنيا أو سياسيا وتندرج هذه الجريمة الإعلامية النكراء في اطار سياسات ممنهجة تسلكها هذه الادارة خدمة لمشاريع اصبحت معروفة .
من هنا نرى ان ما اقدمت عليه ادراة عربسات يشكل قمع لحرية الكلمة والتعبير على حجب القنوات الفضائية الداعمة لفلسطين ولخيار المقاومة ، باعتبار ان قناة المنار تشكل احد رموز الإعلام المقاوم والشفاف والصادق في خطوة غير مبررة أخلاقيا أو مهنيا أو سياسيا ، والهدف هو قمع حرية الفكر والكلمة الصادقة.
وامام هذه الظروف نقول ما تتعرض له القنوات الفضائية هو حرف بوصلة الشعوب عن القضية المركزية فلسطين من خلال استدراج المواطن العربي والعقل الانساني إلى غياهب الماضي والتخلف والافتراء والكذب والدجل.
لذلك نرى اهمية العمل على استنهاض كافة المنابر الاعلامية لمواجهة هذه الحملة والعمل على التضامن مع القنوات الفضائية المقاومة التي تشكل بوصلتها فلسطين وتفضح مخططات القوى الامبريالية والصهيونية الداعمة للإرهاب ، لأن قرار إدارة عربسات مخالف أصلا لكل الأعراف الإعلامية ومواثيق الشرف المعتمدة في هذا الإطار.
ان قناة المنار ستبقى قناة المقاومة رغم التحديات وهذا ما نظن ونعتقد به من قدرتها على مواجهة هذا الضغط بالمزيد من الشفافية وكشف الخزي والتآمر على الأمة، ولن يثنيها قرار عربسات عن متابعة المسيرة الإعلامية التي أنشئت من أجلها وعن المضي قدما في التعبير عن صوت المقاومة والإنسان والضمير والعقل العربي النير الذي بنى المنطقة والحضارات وليس عن المتخلفين الذين ما زالوا يعيشون في عصور الجاهلية والظلام، وأن الكلمة والصورة باتت تؤرق الاحتلال، وتفضح جرائمه، وتكشف حقيقته أمام الرّأي العام العالمي، لان هذه القناة التي نهضت من تحت ركام العدوان الصهيوني عام 2006 لتصنع مجد وانتصار المقاومة ، حيث قدمت قوافل الشهداء الاعلاميين فهي تحمل رسالتها بكل شجاعة وأمانة.
وامام كل ذلك نقول ان المهمة التي قامت من اجلها قناة المنار هدفها إقامة توازن بين واجبها في إعلام الجمهور، وايضا مواكبة نضال الشعب الفلسطيني ، وفضح وتعرية الارهاب الصهيوني ، اضافة الى فضح مختلف أشكال الإرهاب التي تتعرّض لها أمتنا العربية
قناة المنار لها اتجاهها المعروف، وتتوخى المصداقية في مادتها الخبرية قدر الإمكان، وبشكل يحرج كل فضائيات الكذب المزمن.
لم تسجل القناة أية كذبات أو أية لغة تحريضية في أخبارها طيلة حضورها القوي في تغطية الاحداث التي تجري، لانها كذلك فان مدتها الإعلامية تعتبر من أفضل و أقوى الأسلحة و الأدوات للشعوب الرازحة تحت نير الإحتلال, بما لها من ميزات و قدرات على نفوس الشعوب و تصوير الحقائق كما هي, و بمعنى آخر فهي ملتزمة في إيصال المعلومة الصادقة التي لا يعلمها المتلقي و الجمهور الواسع و العريض في كل أنحاء العالم الذي تنهال عليه المعلومات المغلوطة و المزورة بكثافة و على مدار الساعة بغية التأثير عليه و جعله مصدقا أو مكذبا لهذه المعلومة و ذلك الخبر و بالتالي مناصرا أو طرفا في الصراع القائم.
ان قناة المنار وبتقنياتها الحديثة والتي تتطور بسرعة مذهلة, تشكل قوة ضاغطة على الأطراف المختلفة و تجعل من القضية المنسية, قضية حاضرة وفاعلة بقوة على المسرح السياسي والشعبي،ولعل كل صورة يتم التقاطها من ميدان الحدث سواء كان بأيدي مصورين مهنيين محترفين أو بأيدي متطوعين هي سند إثبات لحقيقة مهمة وورقة رابحة في مسيرة التقدم والإنتصار على أكاذيب العدو وإعلامه.
ان مجرد ايصال الحقيقة للجمهور فهذا يعني أن الاعلام مقاوم، بل وتكون كلمته أو صورته أجدى في بعض الأحيان من طلقات الرصاص، ولا ينبغي أن تحمل قناة المنار بندقية من أجل أن نقول عنها أنها مقاوم، القصة ليست في التعبير الرمزي وإنما في المعاني التي تحملها الكلمات.
نعم المنار صمدت وناضلت واجتازت الصعاب طويلاً في كل محفل من أجل أن تحصل على حقها في التعبير، وحقها في ايصال الحقيقة للشعوب، وأن سلاحها الصورة والكلمة في وجه الاحتلال الصهيوني والقوى الاستعمارية والارهابية، وهذا ما تحتاجه الشعوب في الميدان ، حيث ينقل مراسلوا المنار بعدساتهم وأقلامهم الخبر تلو الاخر ويوثقوا جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني وجرائم الارهاب بحق الشعوب العربية.
ختاما : لا بد من القول ، ان قناة المنار هي صانعة الإعلام المقاوم الى جانب قناة الميادين وقنوات الاخبار الفضائية الاخرى ، حيث تشكل تحديا حقيقيا في مواجهة العدو الصهيوني والقوى الإستعمارية والارهابية التكفيرية, باعتبارها تعبر عن رغبة الشريحة الكبرى من أبناء شعبنا الأبي والشعوب العربية التي ترى فيها إعلام حر نزيه عنوانه “مقاومة الإحتلال” و يأخذ بناصيته خبراء وإعلاميين أكفاء, تمتلكهم الجرأة وتعشق نفوسهم التضحية من حرية فلسطين وشعوب المنطقة, فالمنار ستبقى شعلة وجذوة الاهتمام بقضيتنا وبقضايا الشعوب العربية.
بقلم/ عباس الجمعة