قرار عربسات بحجب قناة المنار ومن قبل قناة الميادين ضمن عملية الاحتكار للإعلام من لون واحد

بقلم: علي ابوحبله

نحن معشر المسلمين والعرب نفتقد اليوم لكل القيم والمعايير الاخلاقيه في التعامل وفي حرية القول لنحلل ما يحلو للحاكم تحليله ونحرم ما يحلو للحاكم تحريمه متجاوزين في ذلك كل المعايير الاخلاقيه في كيفية التعامل ومبتعدين عن صلب عقيدتنا الاسلاميه من خلال الإعلام المضلل الذي هدفه تضليل المسلمين وضرب وحدتهم ،لإعلام العربي المضلل يتنصل لعقيدته الاسلاميه ويتجاهل أن القدس والأقصى ومسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم جزء من عقيدة المسلم ونرى في إعلامنا المضلل تحلل من عقيدتنا الاسلاميه وان هذا الإعلام العربي مسخر لتلويث العقل الإسلامي وحرفه عن دينه وعقيدته وقضاياه المحقة وان هذا الإعلام هو الذي يضل ألامه ويحرفها عن أولوياتها ونصرة قضاياها بتضليلها وتعميتها عن الحقيقة للسير في فلك الضلال بتأييد الصراعات والحروب في اقتتال المسلمين بعضهم ببعض وبجواز التحالف مع المحتل الإسرائيلي والأمريكي والأوروبي وغيره مما حرمه علينا ديننا الإسلامي الحنيف .إن محاولات محاربة صوت الحقيقة أو الاعتدال قد بلغ حده نحن لا نقول ذلك مغالاة أو موالاة للمنار و للميادين أو غيرها ممن خط سير الحقيقة والإشعاع الإعلامي لأننا نرفع صوتنا في وجه التضليل والضلال ومحاولات العودة بنا للعصور الوسطى عصر البابوات وفرض الهيمنة والسلطة والذي ولى وانتهى ، ونستنكر قرار عربسات الذي يحجب قنوات هي بوجهة القائمين على عربسات انها ضد توجهاتهم وضمن محاولات عربسات لاحتكار الاعلام من لون واحد
تناسى المتحكمون في عربسات وغيرها بان الحقيقة تسطع في أرجاء المعمورة وكذلك الإعلام الحر المتنور ولن يستطيع احد إخفاء الحقيقة وكشف الضلال ولن يبقى التضليل هو سيد الموقف لان حقيقة ما يعاني منه عالمنا العربي قد بانت حقائقه وان المؤامرة التي تستهدف عالمنا العربي تستهدفه في عقيدته الاسلاميه وفي ارض وطنه وفي تضليله وطمس الحقائق ضمن مهمة الإعلام المضلل لاستباحة الأرض الاسلاميه بتشريع التدخل للأجنبي وخدمة لأهداف إسرائيل وان حرب اليمن وسوريا هي لخدمة أهداف الغير وهي ليست من تعاليم الإسلام وليست من معتقداته وتعاليمه وهي تتعارض من سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة والذي قال فيه رب العالمين لوكنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ، نعم ما يجري في عالمنا العربي هو خدمة للغير ممن لا يريدون للعرب والمسلمين خيرا وان ثورات الربيع العربي بانت عوراتها وأهدافها وها هي أمام الحقائق التي تكشفت بفعل مرآة الإعلام الحر تسقط وفي طريقها للاندثار .
الضغوط التي تمارس ضد قناة المنار والميادين أهدافها واضحة وهي لخدمة السياسة الامريكيه والصهيونية في المنطقة وللتغطية والتعمية على حرب الإبادة في اليمن والصراع في سوريا وفي سبيل دعم التوجهات الاعلاميه المضللة لتغذية الحرب المذهبية السنية الشيعية دعما لخطة وتوصيات مؤتمر هرتسيليا لذلك .
هناك مخطط سعودي خليجي يهدف لإسكات كل القنوات التي لا تخضع في توجهاتها وفي إعلامها لخدمة السياسة الخليجية وفي تأييد حرب اليمن والصراع على سوريا وتأجيج الحرب الطائفية في العراق وفي استهداف للبنان والمنطقة العربية
ان الذرائع والحجج التي تستخدمها عربسات لوقف بث قناة ،، المنار “والميادين” عن القمر الصناعي “عربسات”، الذي يوجد مقر مجلس إدارتها في الرياض، وتملك حوالي ثلث أسهمه، تريد التحكم في البث الإعلامي لتقرر من يسمح له بالبث ومن لا يسمح وهي ضمن سياسة تكميم الأفواه ومعارضه صريحة لكافة القوانين والمواثيق الدولية التي كفلت الحرية الشخصية وحرية الإعلام والتعبير عن الرأي
لقد سبق للمملكة العربية السعودية أن قررت وقف القنوات السورية عن البث في النيل سات وعربسات وان السعودية ومعظم حلفائها في مجلس التعاون، والتحالف العربي الذي تقوده في اليمن، هو الذي قرر حجب القنوات الفضائية اليمنية التابعة للتحالف “الحوثي ألصالحي”، مثلما قرر قبلها إغلاق القنوات الليبية الرسمية لدولة عربية مساهمة في القمر الصناعي نفسه، ، وهذا يعني ممنوع أن يكون هناك رأي آخر، هم يخافون الإعلام ويخافون من كشف الحقائق وهم يعمدون لسياسة تكميم الأفواه لتضليل ألامه وهم في سبيل ذلك يملكون الإمبراطوريات واذرعنها الإعلامية التي تتناسل وتتناسخ وفق أهوائهم ، وتنفق المليارات لتمويلها.
هذا السكوت المريب لجامعة الدول العربية ولدول عربيه هو الذي منح السعودية هذه القوة، ومنحها هذا الفيتو
السلطات السعودية فعلت، وتفعل، كل هذا، وما هو أكثر، وانطلقت الآن من دائرة حرب التعتيم الإعلامي التي برعت فيها جيدا طوال الثلاثين عاما الماضية إلى التدخل العسكري المباشر، وكل هذا تحت شعار حماية الشعوب، ونشر قيم العدالة الاجتماعية، وترسيخ قيم الديمقراطية، والقضاء العادل المستقل.
الامبراطوريات الاعلامية السعودية، والاخرى الدائرة في فلكها،لا تنتهج المهنية والموضوعية والحيادية في ادائها ، وهي مسخره لخدمة اجندات غير عربيه ولخدمة مصالح انظمة بعينها وهي تفتقد للموضوعيه وحرية الراي والراي الاخر ويبقى السؤال عن موضوعية “العربية”، ومهنية “الجزيرة” خاصة في الشؤون اليمنية والمصرية والليبية والسورية والشأن العربي بوجه عام ،
اليمن يتعرض لحرب اباده وهناك تغطية على الجرائم التي ترتكب باليمن ، يواجه اليمن قصفا يوميا، ومنذ سبعة اشهر، من اكثر من مئتي طائرة، من احدث ما انتجته المصانع الامريكية، تلقي بحممها على رؤوس اليمنيين، وتقتل وتدمر كيفما تشاء، وتقصف معامل للحليب وتعبئة المياه واعراس، وسط حصار بحري وجوي وبري خانق، اوصل اكثر من عشرين مليون يمني الى المجاعة، وبات خيار المواطن اليمني اما الموت جوعا، او قصفا، ممنوع تناول ذلك في الاعلام او الاعلان عنه وقد تم اغلاق المحطات اليمنيه لحجب الحقائق والميادين وها هي المنار تلحق في ركب العقاب والحجب عن عربسات وهذه القنوات الاكثر انفتاحا على اليمن وهي صوت اعلامي يؤذي مخططات السعوديه في اليمن وسوريا وبلدان عربيه اخرى
ممنوع على المنار و الميادين ووسائل الإعلام الحيادية والموضوعية أن تتناول القضيه الفلسطينيه واولويتها في الصراع مع اسرائيل وممنوع على هذه القنوات ان تتعرض الى قضايا الامه العربيه بموضوعيه هم يريدون الاعلام اداه من ادواتهم ليروج للحجج التي تخدم مخططاتهم وهم في سبيل ذلك يعملون من اجل تكميم الافواه لانه ممنوع التطرق للتواطؤ العربي مع حلف الناتو وتدخله في ليبيا وتدمير ليبيا لمخططات تقودها دول عربيه وممنوع الحديث عن العراق والوقوف في وجه الحرب المذهبيه الطائفيه وممنوع الحديث عن فلسطين والقدس والاقصى والاحتلال الاسرائيلي لفلسطين وممنوع وممنوع والا فالتهم جاهزه ومعده سلفا .
رغما من اجراءاتكم وقراراتكم ومطالبتكم لاغلاق المنار والميادين او غيرها من القنوات ضمن عملية التحكم والسيطره على عربسات الا ان الحقيقه ستسطع كالشمس ولن تطفئوها لان حقيقة المؤامرة التي تستهدف الامه العربيه وخطر الشرق الاوسط الجديد قد احدثت ردات فعل لدى الشعوب العربيه ولن يطول الوضع العربي ولن يضلل المواطن العربي باعلامكم المضلل وان المنار والميادين وغيرها من القنوات ستبقى إشعاع إعلامي ينير وينور المواطن العربي ولن يخفت صوت الحقيقة لان نور الحقيقة سيسطع ويبقى يسطع في وجه مخططات المتآمرين على ألامه العربية
قانونيا لا تملك السلطات السعودية الحق في اتخاذ مثل هذه القرارات بوقف من تشاء من القنوات الفضائية العربية، او تفرض عليها معاييرها الخاصة، ولكن لان عواصم القرار العربي المركزية، مثل بغداد والقاهرة ودمشق تدمرت من جراء الغزو الغربي الخارجي، او مؤامراته، ، واصبحت السعودية تقرر كيفما تشاء، وتحجب من تشاء من الذين يختلفون معها وسياساتها، ويعارضون حروبها، ويرفضون ان يقدموا لها فروض الطاعة والولاء.
وزير الإعلام السعودي الدكتور عادل الطريفي وفي معرض تبريره لوقف قناة المنار والميادين أكد في تصريح لصحيفة “سبق” الالكترونية، إيقاف بث قناتي “المنار” و”الميادين” على “عربسات” لأنهم الموالين لحزب الله وإيران، “وأنهما لفقتا من خلالهما الكثير من الشائعات والأكاذيب خلال عاصفة الحزم على اليمن ”، فإذا كان تلفيق الشائعات والأكاذيب يعرض صاحبه لوقف البث على القمر العربي “عرب سات” فان هذا في حال تطبيقه بشكل مهني قانوني صرف، يعني وقف بث جميع القنوات السعودية والخليجية، وعلى رأسها كل من قناتي “الجزيرة” و”العربية”، وعشرات القنوات الدينية الإسلامية، وربما يفيد التذكير بأن قناة “الجزيرة” نفسها كانت ستواجه المصير نفسه في زمن تأجج الخلاف السعودي القطري، لولا حدوث المصالحة بين الجانبين.
القنوات الخليجية والسعودية ليست بريئة من تهمة التلفيق والفبركة، وغياب الرأي الآخر، ولكن طالما ان الوطن العربي يدار حاليا من الرياض، وعواصم خليجية أخرى، فالتلفيق والكذب في هذه الحالة “حلال” و”قانوني” و”مشروع″، أما القول بأن “عاصفة الحزم على اليمن ” تشكل عدوانا على بلد عربي شقيق، وتقتل أبرياء، فهذا هو الخروج عن الاراده السعوديه والمشيئة السعوديه والتي بموجبها تستحق الحجب الاعلامي عن عربسات .
لن تستطيع عربسات ومن يدير مجلس ادارته بقراره حجب المنار والميادين عن البث من منع هذه القنوات او حجبها عن المشاهد العربي وان الحقيقه ستبرز وتسطع كالشمس ، فالأقمار الصناعية تتناسخ وتتكاثر هذه الأيام وليس من المستبعد أن عربسات” سيكون الأقل متابعة، والأكثر عزلة، ولا تبث عبره غير القنوات السعودية ومثيلاتها مما لا يرغب المشاهد العربي من مشاهدتهما .
اتفقنا أو اختلفنا مع المنار أو الميادين إلا أن الغالبية من المشاهدين العرب وغير العرب مع حرية التعبير ومع احترام الرأي والرأي الآخر والتعددية الاعلاميه الهادفة والموضوعية ومع المهنية الاعلاميه واحترام القوانين وضد قرارات الحجب الجائرة التي لا تهدف سوى الاحتكار الإعلامي من لون واحد وصوت واحد وهو الأمر المرفوض

المحامي علي ابوحبله