لم تأل مرشحة الرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون جهداً في مجاراة الأحلام الإسرائيلية في التوسع والعدوان، بل تمادت في الوعود السياسية لإسرائيل بشكل يفوق كل من سبقها من مرشحي الرئاسة الأمريكية، وأزعم أن هذا التأييد لا يعكس واقع حال السياسة الأمريكية، ومدى حاجة المرشحين للدعم المالي والإعلامي اليهودي، وإنما يعكس واقع حال الأمة العربية المشتت بشكل عام، ويعكس واقع حال الشعب الفلسطيني المنقسم على نفسه بشكل خاص.
ففي الوقت الذي أظهرت فيه مرشحة الرئاسة الأمريكية حرصها على دولة إسرائيل؛ وحذرتها من النتائج السلبية لانهيار السلطة، ومن أعلام داعش السوداء بديلاً عن السيد عباس، حرصت هيلاري كلينتون في منتدى "سبان" على توثيق الشروط الأمريكية الجديدة للتعامل مع الصراع العربي الإسرائيلي، وقد جاءت على النحو التالي:
1ـ على الدول العربية تحديث مبادرة السلام العربية التي تم التوافق عليها سنة 2002، وذلك بإضافة شرط جديد، يتمثل بالاعتراف العربي بإسرائيل كدولة يهودية.
2ـ انهت هيلاري كلينتون فكرة الحلول النهائية للصراع العربي الإسرائيلي، وعبرت عن قناعتها بالحلول المؤقتة، وذلك حين تحدثت عن إمكانية اتخاذ خطوات باتجاه السلام، ولكن ليس من الضرورة أن تكون اتفاق سلام شامل ونهائي.
3ـ حرصت هيلاري كلينتون على توثيق العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة. وأكدت على وقوف الولايات المتحدة إلى جانب حليفتها إسرائيل إلى الآبد.
4ـ اعترضت هيلاري كلينتون على حركة مقاطعة البضائع الإسرائيلية في العالم، وطالبت بتوقفها لأن الضغط الخارجي لن يؤدي إلى سلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
5ـ ادعت هيلارى كلنتون أن هجمات السكاكين عملاً إرهابياً، وطالبت القيادة بالكف عن التحريض ضد إسرائيل.
لقد مثلت النقاط الخمس السابقة صلب السياسية الأمريكية للمرحلة القادمة، وهي رسالة تحذير للشعب الفلسطيني وقواه السياسية وتنظيماته بضرورة توحيد الموقف كأنسب رد عملي وسريع على الانحياز الأمريكي الفاجر.
ستكون فرحة الشعب الفلسطيني غامرة إذا سمعت أن القوى الوطنية والإسلامية قد انهت الانقسام، وقذفت حجر الوحدة الوطنية الصلب في فم هيلاري كلنتون، لترد بذلك على العدوان الإسرائيلي والانحياز الأمريكي، وتشعل نقطة الإضاءة المثيرة وسط الانشغال العربي.
د. فايز أبو شمالة