والله زمان ....يا ضميري .!!

بقلم: وفيق زنداح

علي نغمة ووتر ....والله زمان يا سلاحي ....اشتقت لك في كفاحي ....انطق وقول أنا صاحي ...زمن الصلابة والرجولة ....زمن القومية ...والعروبة ...زمن الوطنية ....والنقاء الانساني ...زمن الضمائر الحية ...والقلوب الرحيمة ...زمن العقول المتفتحة ....زمن انكار الذات ...زمن تتقدم فيه قضايا الوطن.... علي كافة المصالح والاجندات ....زمن المواجهة ..وعدم القبول بالاستسلام ....ورفض الاملاءات.
الزمن ... الذي كنا نعتز بوطننا ووطنيتنا ...نعتز بقوميتنا وعروبتنا ..نفخر بديننا وعقيدتنا ....كنا نعتز ونفخر بجذورنا ...وعمق انتماء تاريخنا ....الساطع بصفحاته ...والخالد بأمجاده وبطولاته ...والمعبر عنه برجالة وقادته ....الذين سطروا أروع صفحات المجد ...والخلود ...والتي تناقلتها الاجيال ...جيلا بعد جيل.
زمان.... كانت الضمائر حية ....والقلوب طيبة ...والعناوين واضحة ....والأقوال صريحة ومحددة ....لا لبس ولا غموض ....ولا محاكاة ومباهاة... ولا خدش للاخر ...ولا تطاول بحق أحد ...ولا مساس بكرامة انسان .
كنا نحترم بعضنا البعض ....كما كنا نحترم كبارنا ...وصغارنا يحترمون كبارنا .. يخدم كلا منا الاخر....ونحترم ادمية البشر وحقوقهم ....كنا نعرف حدود وواجبات كلا منا .....ولا نتجاوز حدودنا ...ولا نتطاول علي غيرنا ...احتراما لذاتنا ...واحتراما واجبا لغيرنا ....لم نكن نعرف لغة التطاول ...ولا لغة التهديد ....لم نقبل بالتجريح والتشهير ....والسب والقذف ...احتراما لذاتنا ...وأخلاقياتنا ..وأدبياتنا ...لم نعرف لغة التخوين ..ولم نقر بما يخالف ضمائرنا وأدبياتنا ...قيمنا وموروثنا الثقافي والوطني ....لم نتجاوز الحدود ...ولم نصدر الاتهامات ....ونحدد الاحكام ...احتراما لروابط الاخوة ....ووحدة الدم ...ووحدة الدين ....لم نقبل ...ولم نقر اطلاق الاتهامات ....حفاظا علي شعبنا ....واحتراما لأدميتنا وانسانيتنا ....وحتي نكون نموذجا ومثالا حيا ....وقدوة حسنة ....لأجيالنا الذين ينظرون الينا.... ويراقبون أفعالنا وأقوالنا ....وهم بالتأكيد يحكمون بما يسمعون ...وبما يشاهدون ....وليس لنا.... ولا لغيرنا أن نضيف لهم علي سطح المشهد ....أو في ثناياه..... باكثر مما يسمعون ويشاهدون .
زمان ....كنا نعزز الثقة ونبني عليها بعيدا عن الاسقاطات ...والتأويلات والالتفافات والالتواءات .....كنا لا نقبل بالتلاعب ..بالمفردات والكلمات .....كما كنا لا نقبل بالتلاعب بعواطف من حولنا .....وأحاسيسهم وحاجاتهم ومصالحهم ...كنا نقول ولا زالنا علي ما نقول بصورة مباشرة وصريحة ...بصراحة الضمير المحكوم بثقافة الاحترام ولغة الحوار .
زمان ....كنا أكثر استقرارا ...واعتدالا ....بانتقاء كلماتنا ...وتحديد مواقفنا ....ولم نقبل ....ولن نقبل ...بأن نكون أداة تباع وتشتري .....لصالح هذا او ذاك ...محركنا وطننا ....ومصالح شعبنا في اطار قوميتنا ....ومن منطلق ديننا الحنيف ...محركنا ضميرنا ...الذي يحرك فينا أجمل ما بداخلنا ....وأقوي ما في عزيمتنا .
زمان .....كنا لسنا ببائعين للصداقات ....و لسنا بائعين للجيران...كنا مع الوطن والوطنية الخالصة انشدادا فكريا ....تربويا ..واعتناقا ايدلوجيا.... نحرص عليه..... ولسنا علي استعداد أن نخسر قيمة من قيمنا ...أو موروثا مما ورثناه عن أجدادنا وأبائنا..... ومن سبقونا علي درب النضال والكفاح .
نحن شعب عظيم ...وتجربتنا غنية ..وخبراتنا متراكمة ...لا تقبل أن نحيد عن موروثنا الوطني الثقافي.... والاخلاقي ...لا نقبل أن نكون أداة لأي جهة كانت .....لأننا ولدنا أحرارا ...وسنموت أحرارا ....ولن نقبل بغياب الضمير ....وفقدان الضمائر ....وواجبات كل منا ...أن يصحوا بضميره ...فلم يعد مجالا للضمائر الميته ....الضمائر التي قتلت انسانيتها ....وواجباتها وعروبتها .....نحن لابد وان نعيش بزمن الضمائر الحية .....زمن المصالح العليا ....التي تفوق كل مصلحة .....زمن الواجب الوطني قبل كل واجب ....زمن الانسانية والمثل العليا ....ومجموعة القيم الأخلاقية ....التي عشنا وتربينا عليها ..يجب أن نواصل السير بواحة الضمير ...والضمائر الحية ...يجب أن نسير علي طريق سكنه القلوب ....وراحة الضمائر ...زمن عشناه ...وتربينا بأجوائه ..ولا يمكن أن نقبل أن تشوه صورتنا ...وأن يساء لنا ....وأن نظهر بمظهر العاجزين ...المكفوفين ....الضائعين... في وحل أطماعنا وأوهامنا ....لا نقبل لأحد منا أن يخسر نفسه ...وأن يعيش موت الضمير ....وأن يغرد خارج الاطار ...وخارج الزمان ...والمكان ...أيام الزمن الجميل ....أيام الخوف علي بعضنا ...والمحبة بيننا ....لا يمكن أن تقبل بحالة اللاضمير ..واللا أخلاقيات..... بواقع الضياع للبلاد والعباد ....واقع التعصب والمكابرة والتعنت ...لا نقبل أن نخرب تاريخنا ...وأن نشتت مصالحنا ....وأن نعبث باهدافنا ....التي ضحينا من أجلها.... ولا زالنا علي درب التضحية والفداء والعطاء ...وبهذه الارواح الشابة التي تسقط من أجل حرية أرضنا ...شبابنا المنتفض.... أصحاب الضمائر الحية ..أصحاب الارادة القوية ...أصحاب الكبرياء الوطني ...يسيرون بخطي ثابتة وراسخة... بخطي الواثقين والمؤمنين بعدالة قضيتهم ..وحقهم بالدفاع عن أرضهم وكرامتهم ....هؤلاء الشباب المنتفض الذي يجب أن يشاهد ما يسر قلبه ...وأن يستمع الي ما يرضي ضميره ...لأنهم وقد أصابتهم الصدمة .....بهذا الواقع الانقسامي الممتد منذ سنوات ...ولا زالوا علي أملهم ويقينهم ....أن الضمائر لابد وأن تصحوا ....وأن الارادات لابد وأن تنهض .....وأن العقول قد أضحت علي مفترق طرق ....فاما قرار الوحدة ......والانتصار .....واما قرار الهزيمة ....والفشل المحقق .فلنا أن نختار ....ولنا أن نعود لضمائرنا ....
الكاتب : وفيق زنداح