يتباهى قادة الكيان الصهيوني ، بتطور علاقاتهم بمحيطهم العربي والإسلامي ، وبأن التطبيع آخذٌ بالاتساع بأشكال وأساليب متعددة معهم . وهنا يُطرح السؤال ، هل هؤلاء القادة وفي مقدمتهم بنيامين نتنياهو يبالغون فيما يقولون ويصرحون به ؟ ، وليس أخره قول نتنياهو أن العديد من الرؤساء والزعماء العرب الذين التقاهم على هامش قمة المناخ في باريس قد أعبروا له عن إعجابهم به ، وبما قاله في الأمم المتحدة .
بعد خبر قرب افتتاح ممثلية صهيونية في الإمارات ، ها هو المفكر المصري " يوسف زيدان " ، يخرج علينا بفتاويه التي تصيب القضية الفلسطينية وشعبها في الصميم . في ظل الانتفاضة يبرأ زيدان في مقابلة على فضائية " سي بي سي " ، الكيان الصهيوني من ارتكابه مجازر صبرا وشاتيلا العام 1983 ، ويتهم حزب الكتائب بارتكاب المجزرة . ويُتابع زيدان فصول كلامه بأن علينا أن نتوقف عن الحرب لأنها حرب على أوهام . والأخطر فيما نطق فيه من كفر هو إنكاره للمسجد الأقصى ، مستدلاً على ذلك في قوله " المسجد الموجود في مدينة القدس ، ليس هو المسجد الأقصى المذكور في القرآن الكريم " ، وبأن المسجد الحقيقي موجود في الطائف . بينما المسجد الموجود في القدس بناه عبد الملك بن مروان في العهد الأموي . ليختم " يوسف زيدان " مقابلته في القول :- " أن الصراع على المسجد الأقصى لعبة سياسية صنعها عبد الملك بن مروان ، ولا يوجد مبرر للصراع على المسجد من الناحية العربية أو الإسرائيلية ، وهذا المسجد ليس له أي قدسية " .
بات من المؤكد في ظل ما نقرأه ونسمعه ، ليس بمستغرب ما يُصرح به القادة الصهاينة ، فنحن في زمن قلب الحقائق والمفاهيم ، والتبرأ والتحلل من القيم الأخلاقية والوطنية ، والتنكر لكل ما هو متصل بإرثنا القومي وعروبتنا . كيف لا ونحن نرى العدو وقد تحول إلى صديق وحليف ومؤتمن على مقدراتنا وثرواتنا . نحن نعيش على كوكبٍ ليس بالكوكبِ الذي عشنا وترعرعنا وتربينا عليه .
رامز مصطفى