ومن لطائف بعض آيات سورة الكهف ..!!

بقلم: حامد أبوعمرة

الذين ينسون أين يضعون أشياءهم اليوم، فيعتمدون على ذاكرتهم بشكل ٍ محض ٍ،فلا يذكرون الله.. هل يمكن لهم أن يجدوا ضآلتهم لو تأملوا أولئك المساكين قول الله تعالى في سورة الكهف : " وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا" لو تأملوا تلك الآية فذكروا الله لوجدوا ما فُقد منهم ..ولأيقنوا أن الذي أنساهم أشياءهم بل أنساهم أنفسهم هو الشيطان ..!! واني هنا أستند إلى قول الحق سبحانه كما جاء على لسان الفتى الذي قال لسيدنا موسى عليه السلام "قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا ".. والذين يتفاخرون بالأنساب ،وكثرة الأولاد وأصحاب الأراضي والبساتين والذين يتعالون على خلق الله بل ، ويسخرون منهم .. الذين ظنوا أن الرزق بأيديهم لا بيد ِ الله ، أو انه بفضل دهاءهم ، أولئك الذين يحسدون أنفسهم بل ويحسدون الناس طالما لم يذكروا اسم الله ألم يعتبروا بقول أحد أصحاب الجنتين ،كما في قوله تعالى : "وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ"..لكنهم عازمون على يسيروا على درب الرجل الآخر صاحب البستان ذاك الذي أحاط بثمره فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها ،وحينها ماذا يفيد الندم ،عندما يقولون كما قال :يا ليتني لم أشرك بربي أحدا ..!!
أما الذين يتشبثون بالدنيا ،وكأنهم خالدين فيها ،أولئك السّوافون الذين يحلمون فقط بتأمين مستقبل أبناءهم ، وبتزويجهم ،وتزويج أولاد أولادهم ، و... ألا يعلمون أن الله سبحانه وتعالى قد ضرب لنا مثلا للحياة الدنيا الزائلة كما في قوله تعالى :" وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا"..والذين يؤجلون الصلاة ،ويقترفون المحرمات ،فيعصون الله جهارا نهارا ،والذين يشهدون الزور ،و يطلقون العنان لألسنتهم فيتهمون الناس بالباطل ، ويغتابونهم في المجالس ،والطرقات ،وما يكادوا أن يرونهم ، وإلا يأخذونهم بالأحضان ،والقبلات ،وكأن شيئا لم يكن.. هل تدبروا قوله تعالى : " ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا ".. والله ليس لنا جميعا سوى الرجوع إلى الله عسى أن يهدينا ،ويرحمنا ..أسأل الله أن نكون من الذين يكون القرآن العظيم حجة لهم ،لا عليهم يوم القيامة ..!!
بقلم /حامد أبو عمرة