كان بالود الإحتفال والمشاركة مع الجميع. حيث أن الإنسان دوماً يكون المشتاق بلهفة لخبر من السعادة والأمل بهذه المناسبات الوطنية والثقافية وغيرها وبرغم الألم تري الروح ترقص وتعبر وتتمايل كغصن الشجرة في مهب الريح كطفل صغير يلهو ويمرح حيث يشاء ولا يدع للتفكير أي مجال فهوا يتصرف بالبراءة ومن منطلق الشجاعة يتقدم ولا يهاب فهوا لا يدرك
ما يفكر به الكبار من دعوات وإستقبال للجماهير ..فهل الروح تُدعي بحق وهي صاحبة الجسد ..بالطبع لا وألف لا فهي الحاضرة بإستمرار وإن لم نراها ونشعر بها فنحن نتحرك وفق ماتراه من أفراح وأحزان تسكننا ولا تغيب عنا ومع ذلك لا نظهرها بكل الأوقات ..نقبض علي الجمر بأيديناونخفي غصة القلب فينا نلوح بها كالطير المصاب وهوا يتراقص فوق رؤوسنا .ينظر علينا بإستغراب يطالعنا من عيون الصقر بالسماءليحلق عالياًورافضاً لقانون الغاب .بالكاد تكون هنا المعادلة أصعب من الخيال لا رحمةً فيها للفقراء فهم غير مدعويين ولا بأي مناسبة وهم وقود جاهزة بعيون من يحرقون الأجساد وهي علي قيد الحياه فلكم أن تتخيلوا المشهد وصاحب الكفن يقتحم ويصرخ بوجه الإعلام .ماذا تصورون وعلي ماذا تتحدثون؟أنا من أستحق أن أكون علي قيد الحياه وتاريخي حافل بالنضال .ألكم عيون تقرأون بها وتشعرون بمن يحمل هذا الكفن..
أصاب الجميع بالدهشة ولأول مرة نري الكفن يتحرك وينطق بكل شارع يبحث عن ملجأ عن أي مسؤول يستمع لصرخته وينظر بأوراقه المرضية فقلبه مدعو للتوقف بأي لحظة.. فلا تستغربوا من الحكاية .فهي ليس برواية ولا شعر يا سادة بل هي الحقيقةالكاملة للوطن العربي ..وهذه المرة ظهر من جديد في غزة فلا نخفي عليكم بأننا قد شاهدنا من قبل
الكثير من الحكايا المؤلمة لشعبنا .فحقاً لم ننسي هذاالمشهدولم نتصوره أبداً بأن يحصل أمامناونشاهده ويمر مرور الكرام علينا .كأننا نشاهد فيلم عودة الأموات
من المقابر وكما صورت بهليود لتصبح هنا الحقيقة الواقعية والخطيرة جداً والرجل ظهر بالصدفة أثناء تجواله في شوارع غزة المكتظة بكثير من الحالات المخفية ..
ولا تظهر للعلن فالروح من تخفي الألم والمرض .فهذا هوا الإسم لمن أدمع العيون والقلوب معاً.(عدنان بربخ )وهوا الأسير والمناضل وقبع في سجون المحتل سنوات طويلة فصاحب القصة يروي التفاصيل المفجعة بسرد الحقائق وثبوتية الأوراق واضحة فهوا لا يستطيع الخروج من سجن غزة الكبير ولا تشفع له الحياه بأن يحاول أن يسعف نفسه ويعالج قلبه من أجل عائلته ومن يشعر بقيمة الإنسان معنا .فأي وطن هذا تحلمون به ومصير المناضلين يرمي بالشارع مع الكفن وكم حكاية ورواية إختفت ولم تُعطي الحق لصاحبها بأن يحيا مثل البشر ويأخد فرصته كما سلبها من لا يستحق وبدون ضمير محق . من حقها أن تتحول الحفلة لسيل من الدموع فكيف لنا ألا نغرق بالهموم وهذا المشهد متكرر بكل يوم .فهوا أصعب وأمر من وداع الشهيد .فنحن نودع شهدائنا بالزغاريد والطلقات ..وتاريخنا شاهد علينا نحن الفلسطينيون لا نهاب الموت ولا المحتلين .بل أصبحنا نهاب المستقبل وبحق .لأن ما مررنا به فوق التحمل لأي طاقة من الإنسان والبشر.فلا حاكم يسأل عن رعيته ولا قادة الفكر والحرية تقدم البدائل لشعبنا..
فالجميع منشغل بذاته وقضايانا تفوق الوصف لو ذكرناها برزمة واحدة فهي تحتاج لدراسات وكتب لتؤرخ لنا ما يحدث بالظبط وما هوا الهدف من هذا الإمعان بالقتل للأحياء .والشعب يتسائل بكل يوم وحدث هل بحق أنتم من تقودون الشعب والقضية ولأي بوصلة تتجهون ?فمن حقنا أن نعلم وكفي للإحتفالات لكل فصيل ومنفردة بالتنويع من الشعارات والتزييف ..فغاب عنا من كان يهتم ويقدم المساعدة لكافة أبناء الشعب وبدون حساب ولا رقيب .فكان لسان الأحرار دوماً يصرخ علي الفساد .فأصبحنا نسمعها من الكثير زمن الإحتلال أرحم .!زمن الفساد أشرف .!بأي زمن نحن .!ندفع الضريبة الكاملة بدون حضور المقاومة .أين هي الكرامة والعزة في ظل هذه السنوات المليئة بآلام الشرفاء والأحرار والصورة أثبت كلماتنا وصرخاتنا المتكررة لترحموا هذا الشعب من الفوضي .. أي عقل هذا يا سادة .أما حان الوقت للكف عن المتاجرة .لو مات منا الألف .. بليلة واحدة ونحن متحدون .بخندق المقاومة.
لما شعرنا بهذا الحزن العميق من تلك المشاهد المؤلمة .فلا قيمة ولا قيم لمن لا يقدر روح الإنسان .فهي المدخل الحقيقي لأي ثورة ناجحة يا قادة الأحزاب والحكام
===
__كرم الشبطي _________k..sh
k..sh___________ كرم الشبطي
===