متى سيتحرك الإسرائيليون لوضع حد لحكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة والمطالبة بتحقيق السلام مع الفلسطينيين

بقلم: علي ابوحبله

مسلسل الصراع الدامي بين الفلسطينيين والاسرائليين يتمحور في أن جميع حكومات إسرائيل منذ نشأتها واغتصابها لأرض فلسطين وإقامة الكيان الإسرائيلي منذ ذاك التاريخ ولغاية الآن حاولت أن تلغي وجود الآخر وتتنكر للحقوق التاريخية والوطنية للشعب الفلسطيني في فلسطين .
لم تتعظ حكومات الكيان الإسرائيلي من حقائق التاريخ وان الحقوق لا يمكن اغتصابها وان القوه لن تصنع أمنا للكيان الإسرائيلي وان عقد الاتفاقات وإقامة العلاقات والاعترافات المتبادلة مع دول عربيه لن تلغي الوجود الفلسطيني والحقوق الوطنية الفلسطينية .
اتفاق اوسلوا الذي وقعته منظمة التحرير الفلسطينية مع حكومة رابين كان المخرج للاسرائليين من أزمتهم التي يعيشونها اليوم مع الخوف والتطرف ، حكومة اليمين المتطرف التي يقودها ويهيمن عليها قادة الإرهاب الصهيوني للمتطرفين المستوطنين يخطئون إن هم اعتقدوا أن الإرهاب الممارس بحق الفلسطينيين سيرهبهم ويتهدد وجودهم على أرضهم ،
يخطئ نتنياهو وأركان حكومته إن هم ظنوا أن بقرارات الكابينت التي شرعت قتل الفلسطينيين وهدم بيوتهم ومصادرة أراضيهم والتوسع الاستيطاني ستمكنهم من الفلسطينيين ووقف هبتهم في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ، مسلسل الصراع الدامي يتواصل يوميا وان حالة الفزع والخوف التي يعيشها المستوطنون والكيان الإسرائيلي هو بفعل المعتقدات الخاطئة والسياسات الخاطئة التي تتنكر للوجود الفلسطيني وللحقوق الوطنية الفلسطينية ،
القيادة الاسرائيليه المتطرفة الحالية تجد أن خير حليف لها اليوم هم المتطرفون في المنطقة وان إسرائيل تتحالف مع الإرهاب الذي يضرب امن المنطقة وان حكومة نتنياهو عملت على إفشال مشروع اوباما لرؤيا الدولتين ،
حكومة نتنياهو رمت بعرض الحائط للمبادرة العربية للسلام وهي تعتقد أن النظام العربي بحاجه للتحالف مع إسرائيل في مواجهة إيران ، ظنا من حكومة اليمين المتطرف التي يرئسها نتنياهو أن التحالف مع التطرف يحقق لإسرائيل أهدافها ويبرر جرائمها بحق الشعب الفلسطيني .
أخطأت حكومة نتنياهو في تقديراتها وتحالفها مع المجموعات الارهابيه في الصراع على سوريا وان إسرائيل اليوم متهمة بالإرهاب وهناك أصابع اتهام تشير إلى أن إسرائيل لها يد طولى بإسقاط الطائرة الروسية ولها يد كذلك في الإرهاب الذي ضرب باريس وان حكومة اليمين المتطرف تمنى بهزائم متتالية وان سياستها تتعرى أمام العالم الذي بات يدرك خطر إسرائيل وهذا ما عبرت عنه العديد من الدول الاوروبيه التي وجهت اتهامات مباشره لإسرائيل تتهمها بمسؤوليتها عن الإرهاب ،وان تصريحات وزيرة الخارجية السويدية، مارغوت فولستروم، لاتهامها إسرائيل بتنفيذ عمليات إعدام ضد منفذي هجمات الطعن الفلسطينيين دون محاكمة هو اتهام مباشر لحكومة نتنياهو وخرقها للقوانين الدوليه وتشريعها لقتل الفلسطينيين يجعلها مسائله أمام المجتمع الدولي وهذا تحمله فحوى تصريحات وزير خارجية السويد وغيرها من التصريحات للاوروبيين الذين باتوا يدركون مخاطر السياسه المتطرفه لاسرائيل وارتدادها وانعكاسها على الامن الاوروبي ،
آن الأوان للاسرائليين أن يصحوا على وقع اتهام العالم لحكومة نتنياهو بممارسة الإرهاب وتحالفها مع الإرهاب وان الإرهاب الممارس بحق الفلسطينيين لن يحقق الأمن للإسرائيليين ،
وأصبح لزاما على الاسرائليين رفع الصوت عاليا كفى للتطرف ولضرورة وضع حد للاحتلال الإسرائيلي للفلسطينيين وان الأوان لصنع السلام المتكافئ والإقرار بالحقوق الوطنية والتاريخية للشعب الفلسطيني وبضرورة التوصل لاتفاق ينهي الاحتلال الإسرائيلي وينهي المشروع الاستيطاني ويضع حد للتطرف الاستيطاني بإزالة الاستيطان وإعادة القدس الشرقية والاعتراف فيها كعاصة لدولة فلسطين وذلك ضمن خطة تقود لوضع حد لمسلسل الصراع الدامي الذي إن استمر فان الإسرائيليون جميعهم سيجدون أنفسهم أمام مساءلة دوليه تحملهم لمسؤولية عدم تحقيق الأمن والسلام والاستقرار في الشرق الأوسط وأوروبا والعالم اجمع


المحامي علي ابوحبله