بعد كل سنوات العمر ....وما يعتري مسيرة حياة كل انسان ...من مصاعب ومعوقات وتحديات ..والي درجة ضياع الحقوق بحسب نصيب كل منا .... فمنا من تضيع حقوقه مائه بالمئة ..ومنا ربما خمسين بالمئة ....وربما أقل أو اكثر ....الا أن النتيجة النهائية..... أن الحقوق كاملة لم يحدث أن حصل عليها انسان ...ليس ضعفا أو تهاونا .... أو قلة حيلة ..ولكنه كما يقال النصيب ...وما هو مكتوب.... لكل منا في حياته ....والتي أصبحت مشاعا ما بين الايادي ...وتائهة ما بين الافكار والمواقف ....ولا زلنا ندور في سماء حياتنا ...دون أن نستطيع الامساك بما هو حق لنا ....وكأننا نحاول الامساك بالسراب ...والجري وراء الخيال .
غاب الحق ..وغابت الحقوق ...بكل معانيها الانسانية... والادمية... وبكل الكرامة التي تنشدها والتي نأمل فيها أن نعيش حياة الكرماء الادميين..... الذين يؤدون بحياتهم كل ما هو واجب عليهم ...وبالقدر الممكن والمتوفر من الحقوق..... يمكن الارضاء والتراضي ...والتي لا زلنا نفتقد حلقاتها.
حياتنا الفلسطينية ومنذ نشأتنا جيل بعد جيل ...قائمة علي الصراع..... والمطالبة بالحقوق التي سلبت من قبل عدو غاصب ومجرم.... تمكن منا ...وادار ظهره لحقوقنا ....بل عمل علي قتلنا واعدامنا ....واسرنا ..وتدمير منازلنا ...أي أنه افقدنا معظم حقوقنا ....ان لم يكن كلها ...في ظل ما يمارس علينا وما نتعرض له ....وما يجري بحقنا ....فلم نجد أمامنا الا أن نقول له.... كفي يا ظالم ....أيها المجرم ..... فكانت المقاومة بكافة سبلنا وامكانياتنا ...بكل عزيمتنا وارادتنا ..وعنفواننا ...فلم يعد متاحا لنا الا استعادة حقوقنا ...وعدم القبول بانتهاكها.... أو اهدارها.... أو حتي تجاوزها .
موقف صريح وواضح ....فإما حياه تسر الصديق ...واما ممات يغيظ العدا ....هكذا تولدت القناعات واستقرت ....وهكذا استقرينا علي طريقنا ودربنا ....فالحقوق لا تمنح ....ولكنها تنتزع ....انتزاعا .....هذه معادلة الصراع مع عدونا ....وهذه طريق استرداد حقوقنا ....ولا مجال لنا الا هذا الطريق .
ما بين الحقوق الوطنية ...والاستماتة من أجل تحقيقها ....والحقوق الخاصة فرقا شاسعا وواضحا ....ولا وجه للشبه .....أو التقارب .....ما بين هذه الحقوق.... أو تلك ....برغم ما تتأثر به حقوقنا الخاصة ..من انعكاسات ضياع الحقوق العامة .....الا أن موضوعنا ذات علاقة بالحق الخاص لكل منا ....واين هذا الحق ؟؟...ومن المطالب بتحقيق هذا الحق؟؟.
يجري البحث والتدقيق والفحص .....لما يجب ان يتوفر من الحقوق..... التي لا زالت غائبة ومجهولة..... بفعل فاعل .....وأحيانا كثيرة بفعل انسان بالغ عاقل مدرك.... لما يقوم به ...وما يخطط لتنفيذه ...متجاهلا حقوق العامة..... ليهتم بحقوق الخاصة..... نتيجة لانتماءات وأهواء ومصالح ...الا أنها لا تأتي في اطار الحق..... ولكنها تأتي في اطار السلب..... والمخالفة للقانون .
عدم الاحساس ....وغياب المسئولية.... أضاع الكثير من حقوقنا.... نتيجة للإهمال والتسيب والفساد....ونتيجة لسوء الإدارة ....وفشل القرارات .... حالة الضياع للحقوق ....وما يفترض علي كل مواطن أن يسعي لنيل حقوقه ....والمطالبة بها..... والدفاع عنها .....فالحقوق لا تسقط بالتقادم .....ولكنها يمكن أن تسقط بمخالفة القانون.... واتباع الاساليب البهلوانية ....التي لا اساس ولا راس لها ....بل هي مجرد أفكار.... لا تستند الي أي سند قانوني .....ويعملون علي تمريرها.... ونقلها .....من جهة الي أخري..... وكأنهم يضيفون مجموعة من الاوراق .....اعتقادا ووهما أن كبر الملف وضخامته ....قد يجعل منه ملفا قانونيا ....يمكن أن يخترق كافة الجدر ....وأن يحقق كافة الاهداف .....وأن يشيع ما بين العامة والخاصة ....أن الحق وقد عاد ....وأن الحقوق وقد تم استردادها برغم أنف من عطلوها .....سياسة غير حكيمة..... ولا تنم عن فكر منفتح.... لما هو قادم من انفراج ....او تسوية ....او حل ....لكافة المعضلات القائمة ...واتمام المصالحة .....والتوافق ما بين شركاء الوطن .....والذين سيجلسون ويتوحدون شاءوا..... أم أبوا ....فليس لهم من طريق أخر ....الا الضياع ...والتوهان عن درب الوصول .....والابقاء علي حالة التيه ...وما أدراكم ....ونتائجها الوخيمة .
ملكنا شائع ...ومشاع... ولا يحق لفرد او جماعة.... أن تتصرف بأي جزئية من اجزائه ....فلم ندخل بقسمة رضائية بيننا ...ولا يمكن أن نقبل بأن يكون بيننا عقد اذعان ...الا اذا كان الانقسام قد تم التوقيع عليه ....باعتباره قسمة رضائية.... لكل جهة حق التصرف بما سيطرت عليه ....ولكل جزء مجموعاته..... التي يحق له توزيع غنائمه ...ما بين أعضائه ....ما يحصل خارج اطار أن يتحمله عقل .....أو يقبله ضمير ....أو تقر به ارادة .
نحن الاغلبية الصامتة .....أغلبية حزب الكنبة..... كما يقولون عنهم ...لا حول لنا ولا قوة ...وليس لنا الا الاعتراض بداخلنا ....والهمس بأذان بعضنا البعض ...فاذا ما سمح لنا... في ظل هذا التوزيع والكرم... أن نكون مشاركين بهذه القسمة.... علي قاعدة أن لنا الكثير من الحقوق ....وأننا اذا ما تركنا العنان لكل منا للمطالبة بحقوقه ....فالأمر ضخم وكبير ...يطول الشرح والتفصيل ...ولكن سؤالنا ..من الذي سيحقق لنا ما نطلب من حقوق ؟؟!! .
للعامل حقوق ....كما للفلاح ..كما للمعلم ...كما للطالب ..كما للمريض ...وللسائق ..ولرجل الشرطة والسير...ولكافة المهنيين..... وكافة العاطلين عن العمل ...ولكافة الخريجين الجامعيين.
حقوقنا ...حقنا بالحياة الكريمة ....حق السكن ....والمأكل... والتعليم ..حقوقنا الانسانية ....أدميتنا وكرامتنا ....حقوقنا بالدخول والخروج من أرض الوطن بكرامة وعزه .....حقوقنا بأن لا يفتري علينا أحد ...وأن لا يتطاول علينا أحد ...وأن لا يتعالى علينا أحد .....حقوقنا كثيرة وعديدة ....وليست مختصرة ومختزلة بحالة هنا أو هناك .
باب الحقوق مفتوح علي مصراعيه ....وما أكثر المطالبين ...وما أقل المستجيبين ...وهنا تكمن المشكلة ....وتكون الأزمة ....والتي ستدفع يوما ليقول كل منا ...عايز حقي !!
الكاتب : وفيق زنداح