قصة قصيرة بعنوان : من أخطر حالات البيات الشتوي ..!!

بقلم: حامد أبوعمرة

سألني ابني الصغير ..ذات يوم عن سؤال ٍ في مادة العلوم يتعلق " بالبيات الشتوي - Hibernation " والذي يُعرف كذلك.. بالسبات الشتوي حيث قال لي ..هل البيات الشتوي مقصورا فقط على الحيوانات كالخفافيش و السناجب والأرانب والقنافد والفئران الجبلية والضفادع والثعابين و... ؟!
قلت له بصوت ٍ ضعيف ،و بعدما تنهدت تنهيدة طويلة ..يابني : ذاك البيات تتأثر به الطيور وبعض الثدييات ،وكذلك بعض النباتات .. وحتى الإنسان ..!
ضحك ضحكة خفيفة من غير صوت ،ثم قال : الإنسان ..كيف ،وما شأن الإنسان بالبيات الشتوي ..؟!
قلت له ..المصيبة كل المصيبة هي في الإنسان .. نعم الإنسان ..لأنه لا يكتفي بالبيات الشتوي فقط ،بل بالبيات الصيفي أيضا ...قال بكل براءة طفولية .. حقيقة أني ،لا أفهم ما تقصده يا أبتي.! أتمنى أن توضح لي أكثر ..هربت من إجابته بسؤال.. كما فعل سقراط فيلسوف اليونان الشهير مع أحد طلابه عندما حول السؤال بسؤال ..فقلت له.. وهل الدب البني من الحيوانات التي تتأثر بتلك الظاهرة ..؟ قال على عجالة ..نعم ،غادرته خلسة ،وأنا أشفق عليه من هول إجابتي والتي سيدركها عندما يكبر ..فماذا يمكني أن أقول له ..أليس ما يحدث من مآسي ومجازر في بورما بحق المسلمين.. هي نتيجة ذاك السبات الشتوي ،والصيفي للجماهير أو الشعوب العربية والإسلامية،و من ثم أليس ما يحدث في سوريا ..وفي العراق.. واليمن وفلسطين من انتهاكات خطيرة بحق الإنسان ،هو نتيجة أيضا لذلك ..لكن الفرق في السبات بين الإنسان ،وسائر المخلوقات الأخرى ..هو أن تلك المخلوقات تفوق من ذاك السبات بعدما تنتهي برودة الشتاء ..أما الإنسان في بلاد العُرب أوطاني ..فهو يحيا في سبات ٍ عميق ٍ متواصل ..فلا يحرك ساكنا أبدا .. ولا حول ولا قوة إلا بالله ..!

بقلم /حامد أبو عمرة