" ما نفع الندم بعد أن يقع الفأس بالرأس " ، مثلٌ ينطبق على ما قالته الدكتورة حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حين اعترفت بأن " الاحتكار الأمريكي لعملية السلام ، وما نتج عنه من إفرازات لم تخدم الشعب الفلسطيني ولا قضيته العادلة ، بل ساهم في مساعدة إسرائيل على الاستمرار في انتهاكاتها وجرائمها وعزز خطواتها الأحادية على الأرض ومنحها مزيداً من الحصانة " ، وقد جاء كلامها لدى استقبالها منسق الأمم المتحدة لما تسمى " عملية السلام " في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف في مقر المنظمة في رام الله .
أما الاعتراف الثاني الذي جاء على لسان الدكتور صائب عريقات أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات ، خلال مؤتمر " ميد 2015 " حول المتوسط في روما إنه فقال :- " لقد مر 23 عاماً وأنا أعد الفلسطينيين بالحرية والكرامة . ما الذي حققته لشعبي ؟ ، بدل مئتي ألف وحدة استيطانية يوجد الآن 600 ألف وحدة استيطانية . ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، يفاخر بتأكيده أنه لن تكون هناك دولة فلسطينية في عهدي " .
مفيد أن يُقر المرء منا أينَّ أصاب ، وأينَّ أخفق ، ولكن من أوصل وشجع الأمريكي في التجرأ على هذا الاحتكار الذي وظفته " إسرائيل " في تماديها وانتهاكاتها ، إلى أن استفحل الاستيطان ليصبح 600 وحدة بدل 200 وحدة استيطانية ؟ . إنَّ هذا الكلام سواء الذي جاء على لسان الدكتورة عشراوي ، أو على لسان الدكتور عريقات ، ما الفائدة منه ؟ ، وعلى ماذا يُستدل منه ؟ . إذا كان الأمر يتعلق بفضح سياسات الاحتلال الصهيوني والانحياز الأمريكي له ، فهو لا يقدم في الأمر شيء ، سوى المزيد من تعميق حالة الإحباط التي يُعاني منها شعبنا جراء نهج سياسي ثبُت عقمه ، وأنه آن الأوان أن تضعوا قرارات المجلس المركزي موضع التنفيذ من خلال الترجمات العملية لها من دون إبطاء ، وإلاّ فهذه التصريحات كما الشيك من دون رصيد .
رامز مصطفى