تردد كافة المصادر الاعلامية ....أن هناك مبادرة فصائلية فلسطينية ...تتحدث حول الية فتح معبر رفح ...وحل كافة الاشكاليات المتعارف عليها حول الجهة المسيطرة ....والجهة التي تقود المعبر ..والايرادات وكيفية صرفها ...مجموعة من البنود أرادت الفصائل الفلسطينية أن تطلقها بمبادرتها لعل وعسي ان تأخذ موافقة حركتي فتح وحماس ....ومن ثم موافقة الحكومة والرئيس محمود عباس ...حتي يتسنى..... اذا ما تمت الموافقة من الجميع.... لأخذ موافقة الاشقاء المصريين علي هذه المبادرة ...وما تتضمنه من أليات وعناوين .
أن تقوم الفصائل الفلسطينية بإطلاق مبادرة حول ألية تشغيل معبر رفح ....فهذا يسجل لها ....ولا يسجل عليها ...تثمينا لدورها... وتعزيزا لمسئولياتها ....فالفصائل الفلسطينية شريكة وطن ....وليست شاهد اثبات.... علي ما نحن عليه من انقسام أسود ....لا زال يعصف بأحوالنا ...وما يسببه من كوارث حقيقية وأزمات ....يعاني منها شعبنا داخل القطاع المحاصر .
مبادرة الفصائل ستبقي محل فخر واعتزاز ...وتأتي في وقت حرج ...بل وشديد الحرج والخطورة ....في ظل أزمة حقيقية يعاني منها سكان القطاع ...نتيجة لإغلاق معبر رفح ....الا أن هذه الأزمة العميقة التي تولدت بفعل الاغلاق ومدي حاجة الناس ...لحرية التحرك ...وقضاء حاجاتهم.... وتسهيل أمور حياتهم ...فلا مشكلة لدي المواطن.... بمن يكون علي المعبر ....أو بمن يقوم علي تشغيله ...أو بمن يقوم علي حراسته ....أو بمن يحصل موارده وايراداته .....كل ما يقال.... ليس موضع اهتمام المواطن ...بقدر حاجته الملحة..... لأن يكون المعبر مفتوحا بصورة دائمة ومنتظمة ....وأن تتسهل حركة مرور المواطنين ...دون أدني معوقات.
الا أن الحاجة والضرورة ...وضغط الحال ... والازمة القائمة.... لا تعني أن لا يكون هناك رأيا واضحا وصريحا ..... رأيا استراتيجيا ..قائما علي الاصول والمبادي القانونية .... رايا قائما علي السيادة الوطنية ...وشرعية تلك السيادة ....رأيا خالصا مخلصا ...أن الحلول الاستراتيجية قائمة علي ما هو ثابت ودائم ....وهي الحلول الاكثر نجاعة ...والاكثر ثبات واستمرارية ...وأن كل محاولة لطرح حلول مرحلية..... أو مؤقتة ...يأتي في سياق تقنين الانقسام ...وتشريعه ...وتثبيته ....وهذا بالتأكيد.... ليس وارد في المبادرة المطروحة ...لكن المؤكد في تلك المبادرة... أن تدفع باتجاه السيطرة الحكومية الشرعية ....وأن يكون هناك توافق ما بين المبادي القانونية والسيادية ....وما بين الطرح المصري الشقيق.
لنا تجربة قاسية ومريرة ....برغم كافة النوايا الحسنة والطيبة .....الا أن الامور تؤخذ بنتائجها ...وما يترتب عليها من وقائع وأحداث ....فالحلول الترقيعية لا تصلح..... ولا تقوي علي احداث الاختراق ...وايجاد الثغرة في الجدار.... حتي ينفذ منها ما يمكن أن يكون بصيص نور وأمل ..الا أنها تبقي محاولة لها ما لها ...وعليها ما عليها.... من أجل التخفيف والتسهيل وايجاد مخرج مقبول للأزمة القائمة .
الواقع الحالي ...واقع انقسامي ...ترتب عليه معاناه الجميع..... في ظل تأثيراته وانعكاساته .....لذلك لابد وأن تكون الحلول جذرية ...وليس مؤقتة أو مرحلية ...أو محاولة للطبطبة .
ان المبادرة الفصائلية والتي نتمنى لها النجاح ......الا أنه اذا ما تحقق هذا النجاح.... سيكون محفوف بالمخاطر .....واحتمالات الفشل ...طالما أن ملف انهاء الانقسام.... سيبقي عالقا .....فلا يعقل أن يكون القطاع دون سيطرة حكومة التوافق ...وبسط نفوذها ....بينما معبر رفح تحت سيادة حكومة التوافق ....فكيف تستقيم الامور؟؟!! ....ولن تستقيم ....الا اذا كانت السلطة الوطنية صاحبة السيطرة والولاية علي كافة أرجاء الوطن ...وأن يكون الجميع شركاء في هذا الوطن ...وأن تكون قوي السلطة الوطنية مسئولة مسئولية كاملة عن معبر رفح ....فهذا أقصر الطرق والحل المأمول ...لانه يجب أن ندرك أن أشقائنا المصريين.... لهم متطلباتهم ورأيهم الواضح حول المعبر.... وأليات تشغيله ....والجهة التي يجب أن تسيطر عليه .
كلنا أمل ...ورجاء ...أن تخطوا فصائلنا ...وأن تتقدم ....وأن تضغط بكل ما تمتلك ....ومعها كافة أبناء شعبنا ....واعلاء صوتهم ...أمام طرفي الانقسام ....أن أمال والام الناس ومصالحهم ...ليست محل مناقشة وحوار ...لتحقيق مصالح أي طرف من الاطراف ...فالشعب بالأولوية ...وحقوقه بالأولوية ....وأولويات واجباتكم..... أن تكونوا مع شعبكم ....فشكرا لكم .
الكاتب : وفيق زنداح