لما تركنا جذورنا ،ضاعت غصوننا ،وتناثرت أوراقنا ..لأننا أهملنا لغتنا العربية فأصبحنا لسنا عرب بفصاحة العرب ،ولا عجم بلغتهم أيضا فصرنا بين بين.. أي نحن اليوم كما قال أحد شيوخنا الأفاضل .. فأصبحنا إما عرب مستعجمين ،أو عجم مستعربين..! الذي جعلني أتطرق لتلك الكلمات حقيقة .. هو أن "القاعدة النورانية" التي تُدرّس اليوم غالبا بمراكز تحفيظ القرآن الكريم ،أو قبل تعلم الأحكام ،والتي وضعت أي "القاعدة النورانية" خصيصا للأعاجم ،وليس للعرب ،لكي يتعلموا مخارج ،و نطق هجاء الحروف العربية صحيحة ، قبل أن يتعلموا القرآن حتى يسهل عليهم النطق ،فنَطق الأعاجم حروفنا العربية اليوم صحيحة فصيحة ،أما نحن فقد كسرّناها لما تركنا لغتنا الأصلية و تأثرنا بلهجاتهم المحلية..! وإلا ما معنى أنه عندما يقرأ احدنا من أهل شعوب لغة الضاد.. فيقول "واذكروا إذ كنتم قليلا فكسّركم " فيخالف بذلك قول الحق سبحانه "واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم "،أليس ذلك تحريفا صريحا للمعنى الحقيقي.. والذي قد توالد عنه ..معنى آخر جديدا بعيدا ،ومغايرا عن أصل النص القرآني.. فهناك فرقا شاسعا بين "كثّركم " بتشديد الثاء ،وهي من الكثرة أي أصبحتم أعزة بكثرة عددكم ،وبين " كسركم " بتشديد حرف السين ،وهي من التكسير ،والتحطيم.. وفي ذلك شناعة كبيرة ، وما خُفي كان أعظم ..!!
بقلم /حامد أبوعمرة