تحديات ومعالجات أمام الانتفاضة الثالثة

بقلم: مازن صافي

منطقتنا العربية مأزومة بالكثير من التحديات والكوارث والحرب الأهلية في بعض الدول، وتصاعد غبار الحرب الإقليمية القادمة فوق الأرض العربية، وكأننا نعود الى عشرات السنوات إلى الخلف، وفي فلسطين تندلع الانتفاضة بثوب جديد تختلط فيه تصاميم الانتفاضة الأولى والثانية، وفي الوقت الذي تعرف فيه القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية أن استمرار الانتفاضة الثالثة يعني تطورها بثوب مغاير عن الانتفاضة الثانية "الأقصى"، وأكثر شمولية، ويتضح ذلك من تسميتها من انتفاضة الأقصى الى انتفاضة القدس، ولهذا مدلول سياسي واضح، حيث القدس هي المدينة التي اندلعت منها الانتفاضة الحالية وهي عاصمة الدولة الفلسطينية القادمة.

تواجه الحكومة الإسرائيلية ضغط داخلي يتمركز حول سؤال واحد"إلى متى ..؟!" ولا يملك نتنياهو الإجابة السياسية التي يمكنه بها أن يحافظ على استقرار حكومته، بالتالي تعتبر الانتفاضة الثالثة من أهم عوامل إنهاء المستقبل السياسي لرئيس حكومة الاحتلال الأكثر تدميرا ودموية بحق شعبنا الصامد والذي يناضل من أجل حريته وتحرره من الاحتلال وقيام دولته المستقلة .

الهولوكوست الذي يقوده نتنياهو ضد شعبنا الفلسطيني استهدف قتل أكثر من 500 طفل في عدوانه العسكري الواسع على قطاع غزة والذي قتلت فيه (إسرائيل) أكثر من 2200 شهيدا في عدوان استمر 51 يوما، وها هي أيليت شاكيد تنفث تصريحاتها الوقحة والإجرامية بقولها:" يجب قتل الأمهات الفلسطينيات اللاتي ينجبن  الثعابين الصغيرة"، بالتالي فإن جرائم المستوطنين لا تتم بصورة انفرادية بل بتعاون مع جيش الاحتلال وتغطيه كاملة وبتجاهل كامل من حكومة الاحتلال جرائمهم وكانت جريمة الحرق الإرهابية التي نفذها مستوطنين ضد عائلة الدوابشة وقبله الطفل محمد ابوخضير، شاهدا حيَّاً على عقلية الاحتلال وانتهاكهم للإنسانية وممارستهم الفظائع في ظل الصمت العالمي وانشغال الدول العربية بالأحداث الداخلية فيها.

وفي الوقت الذي تتدخل فيه الولايات المتحدة وروسيا ودول الاتحاد الأوروبي في إعادة تشكيل المنطقة والتدخل العسكري الساخن في سوريا والعراق وليبيا، وتصمت تلك الدول أمام قتل الأمهات الفلسطينيات والأطفال الأبرياء والإعدام الصهيوني للشباب الفلسطيني أمام الكاميرات وعلى مرأى ومسمع العالم .

إن قضية شعبنا الفلسطيني لا تحتمل اليوم صراع الانقسام، لأن هذا الصراع الإعلامي في ظاهره يلقي بظلاله الكئيبة على كل مناحي الحياة ويُفشل الوصول إلى وحدة مشتركة أو توافق على مسار هذه الانتفاضة، وحماية برنامجها المقاوم الشعبي، وفضح الإجرام الإسرائيلي بحق شعبنا، ومواجهة الاحتلال جنوده ومستوطنيه، لذا فإن نجاح أي مشروع مقاومة قادر أن يهزم الاحتلال ويحقق الانتصار الفلسطيني السياسي والميداني، يتطلب التعاون بين كل فصائلنا السياسية، ووحدة التكوين السياسي، وإنهاء الانقسام .

ملاحظة : علينا البدء ببرنامج الدعم الإعلامي النفسي التعزيزي لفئات شعبنا لمواجهة الإعلام الإسرائيلي الذي يعمد لزعزعة الروح المعنوية .

بقلم/ د.مازن صافي