العالم الإسلامي يحتفل بذكرى مولد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، ذكرى أعظم من أنقذ البشرية ليخرجها من الظلمات إلى النور ، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم اختاره ربنا ليكون صاحب رسالة ودعوه للبشرية هي من أعظم الرسالات وهي الدين الإسلامي ، هذا الدين بتعاليمه أدى لإنقاذ البشرية بتحقيق العدل بين الجميع واخرج الجميع من عبادة الأصنام والأوثان إلى عبادة الله وحده ، وان الرساله المحمديه تحتوي على الكثير من المكارم والاخلاق ، هناك تلازمٌ ضروري بين التدين الصحيح والخلق القويم، تلازم ضروري، إذا انعدم الخُلُق انعدم التديُّن، فالنبيُّ عليه الصلاة والسلام حدَّد الغاية الأولى من بعثته، والمنهج الأمثل لدعوته، فقال فيما رواه الإمام مالك:(( وإنما بعثت معلماً ))[أخرجه الحارث عن عبد الله بن عمرو بن العاص الهدف هو إرساء البناء الأخلاقي للفرد والمجتمع، والوسيلة هي التعليم..
(( علِّموا ولا تعنفوا فإن المعلِّم خيرٌ من المعنِّف ))
والمتتبع لنصوص القرآن الكريم، وللسُنَّة المطهَّرة الثابتة يجد هذا التلازم الدقيق الضروري بين التَدَيُّن الصحيح والخُلُق القويم، الآن استمعوا للآيات قال تعالى:
﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ﴾
[ سورة الماعون: 1-2]
هو نفسه..
﴿ فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ ﴾
[ سورة القصص: 50]
قول النبي الكريم:
(( لا إِيمَانَ لِمَنْ لا أَمَانَةَ لَهُ وَلا دِينَ لِمَنْ لا عَهْدَ لَهُ ))
[أحمد عن أنس بن مالك]
الإيمان والحياء قُرِنا جميعاً، إذا رُفِعَ أحدهما رُفِعَ الآخر
وان عقيدة المسلم الإيمان بوحدانية الله وان محمد رسول الله وان أركان الإسلام خمس من تنكر لإحداها فقد ارتد عن الإسلام وان الإسلام أعطى للإنسان وحياته قيمه كبيره وأمر الإسلام المسلمين بحفظ حياة الإنسان وان الإسلام أعطى للمراه حقوقها بعد أن كان المجتمع يتنكر لهذه الحقوق ، إن الدين الذي دعا إليه رسولنا الكريم محمد هو النور للبشرية جمعاء وان الإسلام بفكره ومعتقداته هو دين ودوله ولان الإسلام يعني المساواة في الحقوق والواجبات ولان الإسلام قد حقق اكبر نجاح في الاقتصاد ولان الإسلام ساوى بين جميع البشر حيث لا خير لعربي على عجمي إلا بالتقوى ولان الإسلام انتصر على غيره من المعتقدات فان الإسلام اليوم مستهدف
إسلامنا قد احتوى بنصوصه وآياته ما تضمن حفظ البقاء للبشرية وما تتضمن تحقيق العدالة بين الجميع وما يضمن الحرية للبشرية جمعاء ولا يوجد ما يكره عليه المسلم وان مفتاح الإسلام التفكير والإقناع والتبصر إسلامنا منارة من منارات الحياة للمسلم وصدق الله العظيم حين قال بسيد البشرية محمد صلى الله عليه وسلم لو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولك وقول الرسول الكريم في الحديث الشريف لا فرق لعربي على عجمي إلا بالتقوى وقوله صلى الله عليه وسلم الناس كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ،
معشر المسلمين المحتفلون بذكرى مولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم اين نحن اليوم من تعاليم سيد البشرية وأين نحن من الإسلام وأين نحن من خطبة ابوبكر في إرشاد جيش المسلمين في محاربة المرتدين وأين نحن من عدل عمر ابن الخطاب وأين نحن من حكمة وعدل عمر بن عبد العزيز نعم اين نحن مما يجري من تفرقه وتغذيه للطائفية المقيتة البغيضة لننتصر للإسلام في ذكرى مولد سيدنا محمد ولنقف في وجه أولئك الذين يشوهون الإسلام لان الإسلام بفكره وتعاليمه وما جاء فيه هو نور البشرية وصلى الله وسلم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في ذكرى مولده الذي كان نور الهدايه للبشرية وإخراجها من الضلال إلى النور
ولا بد لنا نحن معشر المسلمون ونحن نحتفل بذكرى مولد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وحتى نفهم معنى الرسالة المحمديه والدعوة الى الاسلام وحتى نفهم معنى الاسلام علينا التمعن في معنى وكلمات وما تتضمنته خطبة الوداع في حجة الوداع
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أوصيكم عباد الله بتقوى الله وأحثكم على طاعته وأستفتح بالذي هو خير.
أما بعد أيها الناس ! اسمعوا أبين لكم فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا في موقفي هذا.
أيها الناس ! إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم، ألا هل بلّغت ؟ اللهم اشهد... فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها وإن كل ربا موضوع، ولكن لكم رؤوس أموالكم لا تظلِمون ولا تظلَمون، قضى الله أنه لا رِبا، وإن أول رِبا أبدأ به ربا عمي العباس بن عبد المطلب، وإن كل دم في الجاهلية موضوع، وإن أول دمائكم أضع: دمَ عامر بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وإن مآثر الجاهلية موضوعة غير السدانة والسقاية، والعمد قَوَدٌ وشبه العمد ما قُتل بالعصا والحجر وفيه مئة بعير.
أيها الناس ! إن الشيطان قد يئس من أن يعبد في أرضكم هذه أبداً، ولكنه إن يُطَع فيما سوى ذلك فقد رضي به مما تحقرون من أعمالكم، فاحذروه على دينكم.
أيها الناس ! إنما النسيء زيادة في الكفر، يُضَلّ به الذين كفروا يحلونه عاماً ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله، وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً، منها أربعة حرم: ثلاثٌ متواليات وواحد فرد: ذو القَعدة وذو الحجة والمحرم ورجب الذي بين جمادى وشعبان، ألا هل بلّغت ؟ اللهم اشهد.
بعد... أيها الناس ! فإن لكم على نسائكم حقاً، ولهنّ عليكم حقاً، لكم عليهنّ ألاّ يوطئن فرشكم غيركم وعليهنّ ألاّ يدخلن أحداً تكرهونه بيوتكم إلاّ بإذنكم ولا يأتين بفاحشةٍ مبينة، فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضرباً غير مبرح، فإن انتهين فلهنّ رزقهن وكسوتهن بالمعروف، واستوصوا بالنساء خيرا، فإنهنّ عندكم عوانٍ لا يملكن لأنفسهن شيئا، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهن خيرا. ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد.
أيها الناس ! إنما المؤمنون إخوة ولا يحل لامرئ مال أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس منه، فلا تظلمُنَّ أنفسكم، فلا ترجعُنَّ بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض، فإني قد تركت فيكم أمراً بينا إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا: كتاب الله وسنة نبيه. ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد.
أيها الناس ! اسمعوا قولي واعقلوه: ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب، أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير، ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد، فليبلغ الشاهد منكم الغائب.
أيها الناس ! إن الله قد قسم لكل وارث نصيبه من الميراث، ولا تجوز وصية لوارث، ولا تجوز وصية في أكثر من الثلث، والولد للفراش وللعاهر الحجر، من ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلا، ولا تنفق امرأة من بيتها إلا بإذن زوجها، والسلام عليكم ورحمة الله.
وكان صلى الله عليه وسلم يقول:"وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون؟" قالوا نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت. فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء ويخفضها إلى الناس: "اللهم اشهد، اللهم اشهد، اللهم اشهد".
هذه هي رسالة سيد الانبياء لامته امة الاسلام ونحن نتمعن فيها ونتمعن في كلماتها وحروفها وهي من نور لم نجد فيها تعصب مذهبي ولا طائفي وهي بنصها وحرفها جمعت ما دعا اليه الرسول الكريم المسلمين للتمسك فيه والسير على هديه فيا أصحاب النهج والفكر المتعارض مع ما قاله رسولنا الكريم عودوا إلى رشدكم وروح دينكم وابتعدوا عن التطرف وتشويه صورة الإسلام وان الإسلام يتعارض وما تدعون إليه وما تقومون به من قتل غير مبرر ، ويا أيها العلماء تقع عليكم مسؤولية تنوير الشعوب ورفع الغشاوة عن عيونهم والكف عن التعصب وعن تغذية الفتنه المذهبية وان نعود جميعا لروح الإسلام الحنيف وفق ما تتضمنه القران الكريم ووفق نصت عليه الأحاديث الشريفة الصحيحة وهي منارة الإسلام والمسلمين.
بقلم/ علي ابوحبله