بذكرى ... مولد سيد الخلق

بقلم: وفيق زنداح

ولد الهدى فالكائنات ضياء ... وفم الزمان تبسم وثناء
الروح والملأ الملائك حوله ... للدين والدنيا به بشراء

سيد الخلق ... محمد رسول الله خاتم النبيين وحامل رسالة الاسلام للعالمين ... رسالة المحبة والاخاء والايمان ... وما تحمله ذكراه وسيرته النبوية من عظمة روحية تملأ السماء ... وتنبعث بالقلوب ... وما بين الناس رحمة ... راحة واطمئنان من روحانيات الدين وأخلاقياته ... وللارتقاء بمشاعر البشرية الى حيث يجب أن تكون ... مشاعر فياضة ملؤها المحبة والانسانية ... والقائمة على المودة والإخاء والمحبة.
مولد أعظم البشر وسيد الخلق ... محمد بن عبد الله رسول الله تحمل في طياتها معاني شاملة بتفاصيل النفس البشرية وصراعها وعلاقاتها واستقرارها ... والفوائد التي يمكن استخلاصها وتعزيزها بداخل النفس ... لنسج علاقات دنيوية قائمة على المثل والاخلاق ... لتأخذ في مضمون العلاقات البشرية والانسانية ما يحدده الدين من تعاليم ومبادئ تدفع الى المحبة والإخاء والمودة ... ليتعاظم كل منا بداخله مجمل مكنوناته الانسانية لتكبح جماح أهوائه وشهواته وأطماعه .
رسالة الاسلام رحمة للعالمين ومودة ومحبة ما بين بني البشر ... أراد قدوتنا ورسولنا الكريم أن يرسخ بداخلنا عظمة الدين وأخلاقياته وما أراد ايصاله ... منهجا وسيرة ... علما وانسانية ... لتكبر بداخلنا عظمة الايمان والهداية ... عظمة المحبة والاخاء والمودة ... لتسكن الطمأنينة في القلوب وليشعر كل منا بالسكينة والراحة والرضا ... فما أعظم الايمان ... وما اعظم الاقتداء برسول الله ... وما اعظم أن نتجرد من أهوائنا وأطماعنا ... أن نتخلص من نفاقنا وكذبنا ... أن نتخلص من انحرافنا والتوائنا وتلاعبنا ... ان نسلك طريقنا ... بما أنزل علينا من صحيح الدين ... ومن سيرة قدوتنا رسول الله .
اليوم يجب علينا جميعا... أن نجدد ايماننا ... ونعزز من تماسكنا ... كما ونعزز وحدتنا وترابطنا ... لنجدد في يوم ذكراه ما تقاعسنا في ذكره ... وما تباطئنا في تنفيذه ... وما حاولنا نسيانه والتغاضي عنه ... اليوم ذكرى مولد سيد الخلق ... ذكرى عظيمة وخالدة ومحببة للنفس البشرية ولكل من قال لا اله الا الله محمد رسول الله عظمة دينية وانسانية ... ومحاولة للتقرب من الخالق من خلال السير على نهج الرسول وسيرته والذي اضاء الطريق برسالة الاسلام الخالد ... رسالة نور وحق ... وقدوة تنبعث بداخل النفوس ... وتجعل من الملحد مؤمنا ... ومن الكافر مسلما... ومن عبدة الأوثان والأصنام عبادا مؤمنين يؤدون صلاتهم خشوعا تلبية لنداء الله أكبر .
محطات ايمانية وذكرى روحانية انسانية ... نتعايش معها ونؤمن بها ... ونشعر بمقدار الفرق الشاسع ما بين رسولنا الكريم كقدوة حسنة ... وسيرة عطرة وبين ما يظهر على بعض معتنقي الاسلام من تصرفات ومواقف تخرج عن تعاليم ومبادئ الدين الاسلامي الحنيف ...وتدفع بنا كأمة اسلامية الى منزلقات الخطر الشديد بما يرتكب من جرائم وقتل للأبرياء من قبل البعض ... ممن انحرفوا بفكرهم ... وسلوكهم... ومن لم يفهموا تعاليم ديننا ومبادئه بصورته الوسطية ... فأخطأوا بحق أنفسهم ... عندما قتلوا ونحروا وحرقوا ... وخرجوا عن التعاليم والمبادئ والقيم ... خروجا غير مألوفا ... وغير محببا ... ومرفوضا جملة وتفصيلا لأنه يسيئ الى ديننا الحنيف ... والى وسطيته واعتداله ومنهجيته وفكره الذي رسخ مبادئ المحبة على اعتبار اننا سواسية ولا فرق بين مسلم وعجمي الا بالتقوى ... وأننا مدعوون للوحدة والترابط والأخوة وأن تكون رسالتنا رسالة صدق وايمان واحترام لمن يختلف معنا .
ذكرى مولد سيد الخلق ... ذكرى عطرة وخالدة نأمل أن تشكل بالنسبة لنا صحوة ويقظة... ومراجعة روحانية... لتصويب منهجية فكرنا... وتصويب مسار سلوكنا وتحديد مواقفنا... بما يعزز ايماننا... ويعلي من شأن ديننا... ليؤول بنا الى رشدنا وهدايتنا... رحمة بنا ومغفرة عما فعلنا واخطأنا .

محمد طابت الدنيا ببعثته... محمد جاء بالأيات والحكم

محمد يوم بعث الناس شافعنا... محمد نورهالهادي من الظلم

متمنين من الله عز وجل بهذه الذكرى العطرة لمولد سيد الخلق أن يرحمنا برحمته وأن يحقق لنا حريتنا وكرامتنا... انه نعم المولى ونعم النصير.

وكل عام وانتم بخير

الكاتب/ وفيق زنداح