لم نفوض أحد من المهد الي اللحد ....ولم ننتخب أحد علي مدي سنوات العمر ....وعلي مدار السنوات ...فالتفويض كما الانتخاب ....والانتخاب مرتبط زمنيا .. بمدة محددة وليس أبواب مشرعة ومفتوحة الي أخر الزمان ....والي حيث المكان .... فلا مراقب ولا محاسب ....ولا ضابط يضبط الزمان ....ولا كل ما يقال ...وحيث يقال ...ولأي اسباب يقال ...بهذا الكلام أو ذاك.
فلا يجب الاعتماد علي التفويض أو علي انتخابات سابقة ....بل الاعتماد علي ما يتعزز من ثقة ...وما يتم تحسسه من مشاعر الناس أمالهم وآلامهم ...وما يتطلعون لتحقيقه ... لسان حال الناس كما نسمع منهم....وكما نتابع وسائل الاعلام ...أن ما يجري لا يعبر عن موقفهم ورايهم ...ولا يعبر عن طموحاتهم وأمالهم ...ما يجري بعكس ما يتمنوا... وعاشوا وضحوا من اجله .....معظم ما يجري اثارة للنفوس ...وتعكير للأجواء ....وخلط للأوراق ....ومحاولة للتضليل ...والخروج عن سياق الحقيقة ومبتغاها .....ووسائل تحقيقها .... لأن من يقومون بالإدلاء بتصريحاتهم ....والتعبير عن مواقفهم ...وهذا حقهم الشخصي ..او الحزبي ..لكنه ليس حقا عاما ....ينسحب علي راي الاغلبية العظمي ...أو يمكن أن يكون معبرا عن المزاج الشعبي ....والرأي العام .
لذا فلا مشكلة ...في أي يقول أي شخص ما يحلو له ....ما دام مصمما علي القول والتصريح ...وما دام مقتنعا ومؤمنا بوجهه نظره الشخصية والحزبية .....لكن ليس من حقه ...وليس مخول ....وليس مسموح به أن يسقط بتصريحاته علينا ....وكأنها الحقيقة ...وكأنها الصدق المصدق ...وكأنها الموقف الذي لا غبار عليه .....وكأنها شرف الوطن والامة ...وكأنها فلسطين بكل ما فيها وعليها ....وبكل شهدائها وأسراها وجرحاها ..فالوطن ليس لشخص ...وليس لفصيل ...لكن الوطن للجميع ...عليه نعيش ...وفيه نتحاور ...وبداخله نستخلص العبر والدروس.... ومن تجربتنا أن لا نجرب المجرب ...وأن لا نعيد تكرار التجارب ...ليس مسموحا أن يأخذنا أحد الي طريقه دون اقتناع وفهم ....ودون ادراك ووعي ....ليس مسموحا الاستخفاف بعقولنا ....وتجربتنا ....ونحن من الشعوب التي صقلتها التجارب وجعلت منا شعب قادر ....علي التفكير والامعان .....بكل ما يجري بداخله ...وما يجري بمحيطه ....فلسنا بموقف تصديق كل ما يقال ....لأننا نفكر ونفلتر ...نحلل ونربط ما بين الاحداث ....ونستخلص ما يمكن استخلاصه ....فلا يمر علينا صغيرة ولا كبيرة بمحاولة تضليلنا والكذب علينا ....وحرف مسارنا .
نحن دائما نقول.... أننا علي مسافة واحدة من كافة القوي والاحزاب ....لكننا مع شعبنا ووطننا وشرعيتنا ...وتربطنا علاقات طيبة مع الجميع ....ولسنا بموقف عداء شخصي أو تنظيمي مع أحد ....ولكن لا يعقل ...ولا يصدق ...وليس مسموح به..... أن يأخذنا أحد الي مربعات خالية من المضمون ...مربعات لا تحقق لنا هدف ....ولا تفرج عنا كربه ....بل تأخذنا الي حالة التخبط وعدم معرفة الاتجاهات والمصالح ...لا يعقل أن نستمر بحالة الجدل والصدام ...وكأننا نعادي بعضنا البعض ونعذب بعضنا البعض ..ونمنع الهواء عن بعضنا البعض .
ما يجري خارج كل عقل وضمير ...وخارج كل تجربة وطنية ....وكما قلنا فلا يجب أن نجرب المجرب ...وأن نعيد تكرار تجربة فاشلة ومقيتة ....من فصول هذا الانقسام الاسود ...بتجربته المريرة .....وكوارثه الكبيرة .....وما ملأ الشارع من خرافات ومناكفات أوصلتنا الي أسوأ الاحوال .
لا يعقل أن نستمر في قذف بعضنا ....ولا يجب أن نستمر في خداع بعضنا ....ومحاولة تصدر الحقيقة ...وكأنها ملك شخصي وحزبي ....ولا علاقة للوطن ومن فيه .
نصيحتي..... استمعوا للناس ...وخذوا بكلامهم ....وأبنوا عليه مواقفكم ....حتي يمكن أن تصوب تصريحاتكم ....وحتي يمكن أن تقترب من موقف الرأي العام ....أما الاستمرار فيما تقولون ....فلا أحد يسمعكم ...ولا احد يشاهدكم ...وللأسف الشديد.... لا أحد يصدقكم ...فأنتم منا وعلينا ...ونحن منكم واليكم ....فكلنا أصحاب هذا الوطن ...لنا مصلحة ....في أن نكون كما يجب أن نكون ...وليس كما يجب أن تقول تصريحاتكم .
بقلم/ وفيق زنداح