نميمة البلد: آه يا قلنديا... شهيدٌ تلو الشهيد

بقلم: جهاد حرب

مخيم قلنديا اليوم لا يقف في وجهة العاصفة، أو هو في خط النار الاول للدفاع عن القدس، أو في مقدمة المواجهة أو في قلبها بل هو المواجهة ذاتها بنارها وجذوتها منذ أكثر من سبعة وستين عاما. يفتخر ابناء المخيم بقربهم من القدس أو حراسة بوابتها الشمالية المطلة على مدينة رام الله وبواب عبور أهل الشمال. هم وليس غيرهم يقفون بصدورهم العارية  في مواجهة جنود الاحتلال على هذه البوابة "الحاجز" المقامة لمنع الفلسطينيين من الوصول الى القدس عاصمة الفلسطينيين وقبلتهم.

أبى الاجدادُ الرحيلَ عن القدس وبوابتها في الشتات الاعظم عام 1948، ووقفوا حراسا للقدس في الخيام يواجهون البرد والجوع والفقر من أجلها. أبناؤهم حاربوا طوال سنوات الاحتلال؛ عرفهم ابناء شعبنا ابطالا في المواجهات لا تلين لهم عريكة في مقارعة جنود الاحتلال. واحفادهم اليوم يصعدون الى السماء دفاعا عن القدس،هم يسقطون مدرجين بدمائهم، وهم ذاتهم يرتقون للعُلى  شهداء مدافعين عن حرية شعبهم.

آه يا مخيم الشهداء؛ في اقل من اريع وعشرين ساعة تزف وتودع اربعة شهداء من زينة شبابه، وعنفوان اهله، وعزيمة ابطاله. يفيض المخيم بالكرم مقدما خِيّارهِ وأعزتهِ قربانا، شهيدا تلو الشهيد، للوطن، ودفاعا عنه حبا وطواعية. يودع المخيم الشهيد لينتظر جثمان الشهيد عارضا "شارحا" اسطورة الفداء والتضحية في سفر القدس وفلسطين، وأيقونة للحرية في عيد الميلاد والمولد النبوي كما هما أيضا.

 ملاحظة: مقال اليوم كان مخصصا لنقاش مسألتين: الاولى شجاعة المحاكم وانتصارها للقانون في العام 2015. والثانية في النقاش الدائر للترشيد في مواصلات الموظفين. لكن الدم الفلسطيني أعز  من الحكم ذاته.

--
Jehad Harb
Researcher in governance & policy issues