فلسطين.... ونهاية العام 2015

بقلم: وفيق زنداح

اخر تطورات الاحداث وما قبل .....واثناء ....وما بعد احتفالاتنا بأعياد الميلاد المجيد ...وذكري مولد سيد الخلق ....نشهد انقطاعا ما بين فترة واخري في التيار الكهربائي في الفترة المخصصة ب8 ساعات ....ليصل التيار وبحد أعلي الي 6 ساعات ....لتضفي علي نهاية العام ظلما وظلاما.... وليلا طويلا ....وباردا .

مناسبتين عزيزتين لا علاقة لنا بتاريخ ولادتهم ...ولا بتاريخ تزامنهم ...ولكنها قدرة الهية تعطي للأرض المباركة والمقدسة ...تأكيدا علي أن خالقنا وخالق هذا الكون لا زال ينظر الينا برحمته ...ولا زال يقوي ايماننا لتحمل تبعات هذا الزمن الرديء....رغم أفعالنا ..وأساءتنا لأنفسنا ..وحتي اعاقتنا لمسيرتنا .

فالعام الحالي وحتي لا نصدر اليأس بأكثر مما هو عليه ....وحتي لا يزيدنا الاحباط بأكثر مما نحن فيه ....كان عاما حافلا بالإنجازات السياسية والدبلوماسية .... حيث رفعنا علم فلسطين فوق الامم المتحدة ....وتم اصدار العديد من القرارات الاممية الهامة لتأكيد عضويتنا ..كدولة مراقب ..وحقنا بتقرير المصير ...وحتي حقنا بالسيطرة علي مواردنا ...كما كان لنا حق العضوية بمحكمة الجنايات الدولية ..وبالعديد من المؤسسات الاممية تعزيزا لمكانة فلسطين ....وحق شعبنا بنيل حقه واستقلاله .

انجازات سياسية ودبلوماسية قامت بها القيادة الفلسطينية وعلي راسها الرئيس محمود عباس ..والتي لم يقابلها انجازات بذات القدر والاهمية علي مستوي السلطة الوطنية ....لكننا وخلال هذا العام.... فجرنا انتفاضة القدس من خلال شبابنا وشاباتنا المنتفضين علي واقعهم ...المنتفضين علي احتلالهم ...المنتفضين علي محاولة دوس كرامتهم ....وتدنيس مقدساتهم ....واعاقة مسيرة حياتهم وتطلعاتهم ....في ظل جيش جرار من العاطلين عن العمل ...ووقف شبه كامل لأله الانتاج ....وحالة انكماش اقتصادي.... في ظل مدخولات ضعيفة ..وغلاء فاحش بالاسعار ....مما اعاق التقدم....وانسياب الحياه .

شعب بأكمله لا زال علي نضاله وتضحياته ...لا زال علي مقاومته وانتفاضته ...والذي يرسم من خلالهما ...خارطة الوطن ..خارطة الصمود والتحدي الفلسطيني ....خارطة الرفض للهوان والاستسلام ...والتأكيد علي استمرار الاصرار لتحقيق الانتصار غير مبالين بكل الدماء التي تسيل ...وبكل الشهداء التي تسقط ..وبكل المنازل التي تدمر .

شعب لا زال مصمما علي نيل حريته ....مستنهضا كافة قواه ...مستجيرا ومستصرخا الأشقاء والاصدقاء ...لمناصرته ودعمه ...والوقوف الي جانبه ...وتحمل مسئولياتهم ازاء شعب عربي ....لا زال تحت الاحتلال ..ولا زال يعاني الويلات والنكبات .

شعبنا الذي لازال يضحي ويرسم معالم مجد عظيم ....لا زال يحيطه الاهمال بأحواله ومعيشته ....لا زال يهمل بمتطلباته الحياتية ....لا زال لا يتوفر له ادني المتطلبات الانسانية .

وهنا ..واخص في هذا الجزء الجنوبي من الوطن الفلسطيني غزة.... التي ولدنا فيها ...وسنموت علي ارضها ..وسندفن بترابها ...غزة هاشم التي تلبي النداء ...لكل من استصرخها ...والتي تشعر بالقريب والبعيد ...والتي تتحسس مشاعر الجميع ...لا يتحسس مشاعرها ومتطلبات حياتها الا القلة القليلة ....غزة معقل الصابرين المحتسبين المقاومين ....رمز وعزه وكرامة الوطن ..ورمز الوفاء للشهداء والجرحى والاسري ..رمز الثورة والشرعية الفلسطينية ...تنتظر من حولها مناديه بأن يقف الجميع معها ...وأن يعمل الجميع من أجل خلاصها بهذا الحصار القاتل والمميت ...والذي اضاع زهرة شباب هذا القطاع ...وقتل الطموح بداخلهم ...وأعاق حركتهم .

لا زالنا نعاني الويلات والكوارث بهذا المستوي المتدني من الخدمات .....فلا يعقل لهذا الكم الكبير من الناس ...أن تعيش في وضع كهرباء بالحد الاعلي 8 ساعات ...وأن يعيشوا في ظل ماء متقطع ...وفي أغلب الاحوال لا يصلح للشرب ...وفي ظل عائلات كاملة لا زالت لا تجد المأوي ....واسر متعددة .... لازالوا لا يجدون لقمة العيش ....وعشرات الالاف لا زالوا علي طوابير البطالة وتقديم المساعدة .

شعب يتوجع ويتألم ويقهر من داخله ...ولا نجد وبصراحه شديدة من يتحسس ألامه ..ويتطلع لتحقيق أماله ....في ظل مناكفات.... وتجاذبات ...وانقسامات لا علاقة لنا بها ....أوضاع فصائلية كرست بداخلنا احباط شديد ...ويأسا متناميا ....ولا زالوا علي خلافاتهم ومناكفاتهم ....ونحن لا زالنا جميعا تحت الاحتلال المجرم .

غزة ....يا سادة تعاني ...وتعاني اكثر من العام المنصرم ....ولا زالت تحاول اخفاء ألامها بين ضلوعها ...لا زالت تخفي أوجاعها ومشاعرها ...لا زالت تعيش الامل والرجاء بما امتلكه شعبها من صبر وثبات ....وواجب الحفاظ علي نسيجنا الوطني في ظل تساؤلات مشروعة حول حقوق غزة ....واين هي في أولويات فصائلنا وقيادتنا ....واين الانقسام علي جدول الاعمال للتنفيذ.... وليس استمرار التصريح والاعلان ...واعادة الحوار ...والدوران حول أنفسنا .

بوابة انهاء الانقسام ...ومدي جدية الجميع وارادتهم ...تنبع من ايجاد مخرجا وطنيا ....لمعبر رفح البري ...فلا يعقل ان يغلق المعبر بإرادة الفلسطينيين ..ولا يعقل ان يستمر الاغلاق في ظل انقسامهم وخلافاتهم .

أصبحنا أمام العالم ...في اطار المقصرين ...والعابثين بحقوقنا ...والمهملين بأولوياتنا ...والضائعين بالبحث عن مصالحنا الذاتية ...والفصائلية .

شعبنا الفلسطيني ...لا يستحق ما يجري له من عذاب ...ولا يستحق ما يجري له من معاناه ....شعبنا الثائر المنتفض المضحي بكل ما يمتلك.... لا يستحق الا حياة محترمه كريمة .

نحتاج الي خطوات شجاعة ...والي قرارات حاسمة ..والي مواقف وطنية خالصة مخلصة ...نحتاج الي ان نري ما يخالف هذا الواقع ...برؤية الامل المتجدد بداخلنا ....والقفز علي كل ما اعاق مسيرتنا ...وأحدث الانقسام بداخلنا ....نريد أن نبدأ صفحة جديدة ...صفحة بيضاء نشعر فيها ببعضنا البعض...ونتحسس مشاعر بعضنا البعض ....ونعزز أمالنا بالمستقبل المنشود ...نريد أن يشعر كل منا أن بدايات العام القادم ....ستكون مبشره ..وتحمل أمالنا ..وتزيل ألامنا ....بشري بدايات العام القادم.... النصر علي كل جهل بداخلنا ...وعلي كل انانية تعشعش بعقولنا ...وعلي كل حقد ملأ قلوب بعضنا ....نريد أن نري المشهد الذي يليق بشعب عظيم ....وبانتفاضة باسلة ...وبذكري ثورة خالدة..... في الاول من يناير ذكري انطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح .

نحن أبناء شعب واحد ...أبناء وطن واحد ..أبناء قضية واحدة ...وليس بإمكان أحد منا أن يسلك طريقا معاكسا لطريقنا ...فلا طريق منفردة لأحد ...ولا دولة منفردة لأحد ...ولا مدينة معزولة عن وطن ...فكلنا داخل الوطن بكافة مؤسساته الشرعية ...تنفيذية ..وتشريعية ...وقضائية ...ولنا خياراتنا الديمقراطية ...وانتخاباتنا القادمة .

عام جديد.... نتمنى من كل قلوبنا أن يكون العام الافضل ...وأن يذهب العام الاسوأ ....ونحن ولقد أدركنا.... وتعلمنا.... واستخلصنا ما يجب استخلاصه....وحتي لا تتكرر ماسينا ...وأخطائنا ...وحتي نعمل معا يدا بيد.... من أجل بناء الوطن الذي يجمعنا جميعا .

وكل عام وانتم بخير

بقلم/ وفيق زنداح