إنه الموت والتهجير والحرق والتشريد الذي يلاحق شعبنا الفلسطيني في فلسطين المحتلة من قبل قطعان المستوطنين وجيشهم البربري الهمجي أنا بصدد الحديث عن شهيد ولكن هذه المرة الاعتداء والجريمة بالجملة ليرتقي بها شهيدين إنهم أبطال مدينة قباطية الاسم لوحده يحمل معنى البطولة إنهم أبطال عائلة السباعنة محمد ونور .
" لن أغدو لغير الله حبيبا..".. وفعلا ارتقيا شهداء
كانت هذه آخر كلمات قالها الشهيد محمد سباعنة على صفحة التواصل الاجتماعي على الفيس بوك قبل تنفيذه عمليته المزدوجة مع رفيق دربه نور سباعنة في بلدة حوارة جنوب جنين، حين استهدفا عصر الأحد جنديين صهيونيين طعنًا بالسكاكين في عملية بطولية تجسد أرقى البطولات على أرض فلسطين .وفي منشور آخر على صفحته قال سباعنة أمس: "أقدامنا بدماء شهدائنا مغمورة، وأقدامهم للبارات تتراكض.. أجسادنا للأقصى مفدية، وأجسادهم في البارات تتمايل.. سماؤنا بأرواح شهدائنا تتمايل، وأجسادهم في جهنم تتقلب.. نحن لله الواحد الأحد ساجدون، وهم لكلابهم راكعون". وفعلا كان أصدق القول والوصف بحق هذا المغتصب الجائر .
الاعدام الميداني بحق السباعنة
على وقع هذه الكلمات انطلق الشهيدين سباعنة من بلدة قباطية شرق مدينة جنين شمال الضفة الغربية بقلب لا يعرف الخوف ولا حتى الهزيمة متوجهين لبلدة حوارة والتي تنتشر فيها قطعان الاحتلال الاسرائيلي بشكل كثيف ليسطرو أروع البطولات ؛ حيث قاما بطعن جنديين صهيونيين قبل أن يتم إعدامهما بدم بارد من فوهة بندقية غادرة حيث أخترقت جسدي الشهيدين من مسافة قريبة جدا عشرات الرصاصات حيث تعمد جنود الاحتلال الإجهاز عليهما رغم إصابتهما، وعدا ذلك منعوا الإسعاف من نقل الشهيدين في مشهد يجسد اللانسانية الاسرائيلية الحقيرة والاصرار على الإعدام الميداني وجريمة حرب بحق الانسانية ليرتقيا شهيدين على أرض فلسطين الحبيبة .
هل هو سباق نحو الشهادة يقوم به شبان بلدة قباطية ؟؟؟
أنه بارتقاء الشهيدين سباعنة فإن ستة شبان من أبناء البلدة استشهدوا في ظروف متشابهة، وجميعها كانت عمليات أو محاولات طعن جنود وفي أعمار متشابهة في رسالة موجهة إلى جنود الاحتلال بأنكم لم ولن تكسرو وتقهرو شعبنا الفلسطيني ، وإنه من الواضح أن هناك حالة عامة من الغضب في صفوف الشباب تجاه ما يشاهدونه يوميًّا من جرائم الاحتلال وما يجري لأقاربائهم في مدينة قباطية ؛ حيث استلمت قباطية قبل أيام جثامين شهدائها المحتجزين لدى قوات الاحتلال" مما أشعل نار الغضب لأبناء البلدة ضد هذا المحتل الغاشم ، وكان أربعة شهداء آخرون قضوا في الانتفاضة الحالية انتفاضة السكين المباركة ؛ حيث استشهد أحمد كميل على حاجز الجملة بذريعة محاولته طعن جندي ، وبعد أقل من أسبوع لحق به الشهيد محمود نزال في ذات الموقع، وبعد أيام استشهد أحمد أبو الرب في مكان قريب من الحاجز وبذات التهمة، وفي أيام قليلة استشهد قاسم سباعنة على حاجز زعترة قرب حوارة بذريعة محاولته طعن جندي وهو يستقل دراجة نارية، ليلتحق بهما بعد ذلك الشهيدان محمد ونور سباعنة في مكان ليس ببعيد.
إنها عقلية الاحتلال الاسرائيلية الاجرامية التي تحمل الحقد الاسود على كل ماهو فلسطيني وحر وشريف مستخدماً لغة القتل والحرق والتشريد ولكن طالما هناك فينا أبطال كالشهيدين السباعنة والكثير من أبناء شعبنا الفلسطيني فإن النصر قادم لا محالة وما يصبرنا هو إيماننا بالله وإرادتنا وأحقيتنا بأرضنا حتى لو ارتقى منا الكثير من الشهداء" فإننا المنتصرون .
بقلم الأستاذ وسيم وني