قال الله تعالى"مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا" {المائدة:
عجبا لمن يتلو تلك الآية ،ولا ترتعد فرائصه خوفا من الله ،والأعجب أنه يصر على مخالفة قول الله سبحانه وارتكاب ما حرم الله مع سبق الإسرار والترصد ..الكثير من الذين يفسرون الآية تبعا لأهوائهم ،يتصور آخذا بظاهر الآية ..أن القتل لا يقتصر إلا على القتل بالسكين أو الساطور أو السلاح أو...أن الأمر في المخاطبة فقط يختص ببني إسرائيل وحدهم .! ...وينسى أو يتناسى أنه يشارك مثل أولئك القوم المجرمين ،في ذات الجريمة النكراء عند الاقتراف البشع..ما يجعلني أقول ذلك هو أني قرأت هذا المساء ...خبر وإن كان مزعجا ،إلا أنه ليس بجديد ٍ ألا وهو ..خبر إرجاع ،البندورة المصدرة من غزة إلى إسرائيل لأنه تبين بعد الفحص المخبري لديهم أن بها مواد سامة ، ومسرطنة نتيجة رشها بالمبيدات الزراعية المسرطنة وفي الأخير تصب تلك السموم نهاية المطاف ،في بطون المساكين ،والمعذبين في الأرض..من أبناء شعبي في قطاع غزة ...المشكلة أن الذين ينتقدون مثل تلك الأمور.. لم يركزوا سوى على البندورة.! ،وكأن كل شيء نتناوله في بلادنا هو صحيٌ، وخاليا من الأمراض ..أما تكفي الأصباغ الاصطناعية، والمواد الحافظة سواء في صناعتنا المحلية أو المستوردة .؟ الآن وبعد أن علمت أن أخطر هذه المواد الحافظة هي نترات الصوديوم المسرطنة والمسئولة عن سرطان القولون.. أيقنت لما انتشر ذاك المرض بكثرة وبسرعة كبيرة جدا هذي الأيام في بلادنا ..!إلى متى ، سنبقى حقل تجارب للذين يرفضون سمومنا المحلية أن تتوغل في أغوارهم ،ويكتفون بتصدير سمومهم لنا..فهم لديهم مختبرات ، وأجهزة حديثة إلكترونية تكشف المواد المسرطنة..أما نحن فلا حول لنا ولا قوة إلا بالله .. الغريب حقا أنه ما عادت تقتلنا تلك السموم بسرعة بل بكل بطء ٍ، يمكن لأنه تولدت لدينا مناعة طبيعية ضد تلك السموم من كثرة تناولها ..ثم أليست البطاطا والخيار والباذنجان و الكوسا و...أليست تلك الخضروات جميعها مسرطنة وكذلك الفاكهة ،فلما فقط نضع البندورة ، وحدها في قفص الاتهام المطلق ..؟! إنّ التجار الجشع، الذين لا يخشون الله ، لاهم لهم سوى تصريف مزروعاتهم لتجلب لهم مبالغ طائلة ، وحتى ولو على رقاب الناس وسفك دماؤهم بدم ٍ بارد ٍ .. ! ولو سألنا مثل أولئك السفاحين.. وهل تتناولون تلك المسرطنات التي تعرضونها في الأسواق..؟! لقالوا لنا ..حالنا كحال الناس .!، هم كاذبون بل أشد كذبا .!بكل واقعية إن أعمالهم الحمقى أصنفها من وجهة نظري الذاتية أنهم منافقون من الدرجة التي فيها الإفساد بعلم ٍ مع قلب الحقائق .! وهم والله تعالى أعلم ما ينطبق عليهم قول الحق سبحانه ((وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ))،ما يجعلني أقول ذلك.. لأن لهم مزروعاتهم ،الخاصة التي يزرعون فيها ما يحتاجونه ،وطالما ليست هناك أي وسيلة أو رادع ضدهم، سوف تتسلل مسرطانتهم إلينا عبر الهواء الذي نستنشقه ،والماء الذي نشربه حتى نصبح جميعا مدمنين.. رهناء لبضاعتهم القاتلة ..والمصيبة أننا نجد من أبناء شعبي من يبرر أ ويتعاطف مع أولئك القتلة ألا يعلمون.. أنهم أكثر خطرا من الجواسيس والعملاء..والمصيبة أن أكثر الذين يتاجرون بدمائنا ، هم أنفسهم من الذين تعج بهم المساجد ،ونجدهم يتدافعون أمامنا للاصطفاف بالصف الأول ..فلو كان هناك قصاص ٌ ومحاكمة لمثل أولئك القوم الأشرار وفي ميدان ٍ عام وأمام الجماهير.. لارتدع كل المخالفين ،و لما آلت بنا الأمور إلى هذا الحد ..لكن من سيقتص لنا ،وهل تقام الحدود في أيامنا في بلاد العرب أوطاني .. إلا على المساكين الذين لا ظهر لهم يحميهم أو يدافع عنهم .. ولا نقول إلا حسبي الله ونعم الوكيل ..!!
بقلم /حامد أبو عمرة