عذرا أيها المسئولون العرب

بقلم: علي ابوحبله

نرى هاماتكم ولم نسمع بأفعالكم وأقوالكم تجاه التوحش الإسرائيلي بقتل الفلسطينيين

ما يحزننا حقا أننا نعيش في زمن ليس هو زماننا لأننا أصبحنا غرباء في هذا الزمن المتردي ، غابت النخوة العربية وغاب الإحساس الوطني بالقضايا العربية وأصبح التنصل عن قضايانا الوطنية والقومية سمة بارزه لأصحاب الرأي والقول والمشورة ، انه الزمن الذي يعيش فيه الفلسطيني بعيدا عن أبناء جلدتنا وامتنا العربية ، نأسف لهذا الزمن الذي وصلنا إليه بفعل أن ذاكرة المسئولين العرب بخصوص ما يخص القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني والصراع مع إسرائيل أصابها مرض الزهايمر .

انه الوضع المحزن أن يصل الحال بقادتنا وزعماؤنا العرب بتناسي أولوية صراعهم مع إسرائيل وتصبح اولويه صراعهم مع أنفسهم وحروبهم مع أنفسهم خدمة لأهداف إسرائيل ضمن أجندة تصفية القضية الفلسطينية ،

أصبح الصراع على سوريا والحرب في اليمن وإثارة النعرات الطائفية المذهبية أولاها عن ما عاداها من القضايا الوطنية التي أولويتها قضية فلسطين

نرى هامات المسئولين العرب ترعد وتزبد وتتهدد وتتوعد في اليمن وسوريا والعراق ونرى طائرات ومدافع وجنود العرب يقصفون ويقتلون اليمني ، ونرى الدعم والسلاح والوعيد والتهديد في الصراع على سوريا والإمعان في التوغل الوحشي ضد السوريين وفي تأجيج الصراع المذهبي في العراق ولبنان وتأجيج التطرف في ليبيا ومصر وغيرها من الدول العربية والاسلاميه

نرى الاجتماعات للجامعة العربية تهدد دول بعضها بعضا وتتوعد تركيا وداعش والنصرة ومحاربة الإرهاب وللأسف لم تتضمن بياناتهم أية فقره عن الإرهاب الصهيوني بالقتل غير المبرر لفلسطينيين وهدم بيوتهم ومصادرة أرضهم والتوسع الاستيطاني وتهويد القدس وغيرها من الإجراءات القمعية التي جميعها تتعارض مع القوانين والمواثيق الدولية .

تم تشكيل تحالف سعودي إسلامي لمحاربة الإرهاب وخص بالذكر الإرهاب في سوريا والعراق واليمن وتجاهل الإرهاب الذي تمارسه إسرائيل بحق الفلسطينيين حيث يوميا يقتل الفلسطيني بأيدي المستوطنين وقوات الاحتلال بشرعيه صهيونيه وبصمت عربي مطبق بدون مبرر وتحت حجة الدفاع عن النفس القنبلة مقابل السكين فأي مبرر هذا للقتل في ظل وجود قوة إسرائيليه غير مكافئة بالمرة مما يملكه الفلسطيني ، الذي لا يملك سوى صدور عارية مصممه على انتزاع حقوقها الوطنية وممارسة حقها وسيادتها على أرضها فلسطين

عذرا أيها المسئولون العرب

يبدوا أنكم فعلا تحللتم من أقدس القضايا وأهمها والتي شغلت النظام العربي لسنوات مضت ويبدوا من مواقفكم وهرولتكم للتطبيع مع إسرائيل وإقامة العلاقات معها هي ضمن مواقفكم للتحالف مع إسرائيل على حساب الأمن القومي العربي وتصفية القضيه الفلسطينية .

هانت عليكم أنفسكم فهانت عليكم كرامتكم وهانت العروبة عليكم وهانت قضايا ألامه الملحة التي كان يجب أن تتصدر أولوية القضايا الملحة وهي قضية فلسطين وتحريرها من الاحتلال الصهيوني وتحرير الأقصى والقدس من براثن الاحتلال وسياسة التهويد ، وأصبحت وسائل إعلامكم تستعمل مفردات ومعاني تبرر للاحتلال جرائمه فأصبحت تصف شهداؤنا بالقتلى ، وفتحت منابرها وأبواق دعايتها للمسئولين الإسرائيليين ضمن عملية التطبيع مع إسرائيل ، وأصبح حال الإعلام العربي إيجاد المبرر لإسرائيل بجرائمها واستيلائها وتهويدها للقدس والأقصى ومبرر حروبها ولا ننسى وصف حزب الله في المغمور تبرئة لإسرائيل بحربها على لبنان 2006 وتبرئة إسرائيل في عدوانها على غزه نهاية 2008 و2012 و2014

سمحتم للمرتزقة من إعلامييكم وقنوات فضائياتكم المضللة بتضليل العالم العربي لتيدنوا الفلسطيني وأصبحت أبواق دعايتكم وماكينة إعلامكم تصف إسرائيل بالصديق والفلسطيني بالعدو

الم اقل أيها المسئولون العرب بأننا نرى قاماتكم التي تغيرت جلودها ونسمع تصريحاتكم وأقوالكم التي تهل علينا وانتم في اشد حالات مرضكم الذي أصبتم به وهو داء الزهايمر فيما يخص فلسطين والقضية الفلسطينية

دول العالم الأوروبي التي أصاب قيادييها وشعوبها أزمة ضمير تجاه القضية الفلسطينية أصبحنا نسمع أصوات أوروبيه تصدع إرجاء المعمورة تندد بجرائم إسرائيل بحق الفلسطينيين وتحمل إسرائيل مسؤولية الإرهاب الذي يضرب العالم والذي هو بحسب توصيف بعض الزعماء الأوروبيين الذين تجرئوا بقول الحقيقة أن مصدره ومبعثه ظلم إسرائيل للشعب الفلسطيني وتنكر إسرائيل والعالم بالحقوق الوطنية الفلسطينية ،

الم تسمعوا بتصريحات وزيرة خارجية السويد وباعتراف مجلس النواب اليوناني وتوصياته تجاه الاعتراف بالحقوق الوطنية الفلسظينيه ،

أليست هي الصحوة الاوروبيه وان جاءت متاخره فهي أفضل من مواقفكم الممعنة للسير في فلك نسيان قضية العرب الأولى قضية فلسطين ودخولكم في غيبة مرض الزهايمر بنسيانكم لأولوية القضايا

عذرا أيها المسئولين العرب

أصبحنا نتخوف ونحن نرى قاماتكم ومنبع تخوفنا هو انقلاب مواقفكم لأنكم تحللتم من أقدس قضيه تهم العرب والمسلمين وتعد من أهم أولويات القضايا الملحة للأمن والاستقرار الذي تنشدونه

قضيه فلسطين هي جزء من عقيدة المسلم وها انتم أيها المسئولون العرب حرفتم الإسلام والمسلمين بإبعادهم عن أولوية القضايا الملحة وحرفتم الصراع عن أولوياته

وللأسف التحالف الإسلامي الذي بادرتم لتشكيله لم يتضمن بندا من بنود تشكيل التحالف احتلال فلسطين والتطرق فيه للقضية الفلسطينية والقدس والأقصى ،

وهذا ما يدعو للشك والريبة في حقيقة التحالفات والصراعات ويؤكد أن مرحلة الزهايمر قد وصلت مرحله متقدمه في ذاكرتكم بحيث تناسيتم فلسطين وتغاضيتم عن جرائم إسرائيل وقتل إسرائيل للفلسطينيين ضمن أجندات لا تخدم أهداف وقضايا ألامه العربية

في حالنا نحن الفلسطينيون لا نملك إلا أن نقول حسبي الله ونعم الوكيل ، وللفلسطينيين باذن الله رب يحميهم لن يتخلى عنهم لأنهم صابرون مرابطون في ارض الرباط ارض فلسطين أولى القبلتين وثالث الحرمين وهي ارض الإسراء والمعراج .

وان كنتم تناسيتم قول الله تعالى نذكركم بقوله سبحانه وتعالى ّ سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله .

ونذكركم بقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث مساجد المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هدا

الم نقل لكم أن فلسطين جزء من عقيدة المسلم نسأل الله لكم الهدايه لعل وعسى أن تمعنوا وتتيقنوا خطأ مواقفكم وسياستكم تجاه فلسطين ،وتعيدوا النظر في أولوية صراعكم لتكون لهاماتكم بطلتها هيبة الاهتمام بأولى القضايا العربية وأقدسها بدلا من حالة المتاهة التي انتم عليها وبدلا من إغراق عالمنا العربي بالفوضى وفتح الباب على مصراعيه لهذا التدخل الإقليمي والدولي في شؤون عالمنا العربي الإسلامي بهدف تدمير كل مقومات الحياة لامتنا العربي بما يخدم إسرائيل وأمنها ووجودها.

ونختم بالحديث النبوي الشريف للتذكير للهامات والقامات العربية أننا الصابرون المرابطون بأرض الرباط استنادا للحديث الشريف "الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد قال عبد الله بن الإمام أحمد: وجدت بخط أبي، ثم روى بسنده إلى أبي أمامة قال: قال صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله. وهم كذلك"، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: "ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس" وأخرجه أيضا الطبراني . قال الهيثمي في المجمع ورجاله ثقات. والله أعلم.

بقلم/ علي ابوحبله