دنيا الوطن لمن الاستفتاء ؟؟؟

بقلم: نبيل عبد الرؤوف البطراوي

كثير من الدول والمؤسسات في الدول التي تحترم توجهات جماهيرها وحتى بعض شركات القطاع الخاص تقوم بأسمتزاج للجمهور لتعرف على رؤيته في قضيته ما تكون قد أخذت حيز من تفكير الجمهور أو تكون ذا تأثير في حياة المجتمع وتطلعاته نحو المستقبل وبكل تأكيد في تلك الدول يأخذ أصحاب القرار في تلك الدول قرارتهم ويرسمون سياساتهم حسب تلك النتائج التي تخرج بها تلك الاستفتاءات .

لكن هنا في فلسطين لم يكن هذا الاستفتاء الاول الذي تقوم به دنيا الوطن والتي تعتبر الأوسع انتشارا ومتابعة من قبل الجمهور الفلسطيني بشكل خاص والعربي بشكل عام ,لذى نلحظ ما يعطيه الكثير ممن هم في الصف الاول من صناع القرار يحرصون على الحضور على صفحاتها من خلال اعطاء المقابلات أو الكتابات من باب التقرب لهذا الجمهور لنيل رضاه وكسب صوته في حال كان هناك انتخابات في مرحلة ما ,ولكن وفي حال الغموض الذي نعيش والتبعثر الذي نحيا نجد أن توجه الجمهور يقابل بصلف وصد وتهكم في بعض الاحيان كما حصل في هاش تاج #سلموا المعبر والذي أخذ اهتمام كبير من الجمهور وفي النهاية كانت الاجابة واضحة ممن يمسكون بهذا الشريان والذي يعتبر أساسي ويمس حياة الناس بشكل عام فكان الرفض وترديد نفس الاسطوانة التي لا تسفر مريض او تخرج طالب الى حيث يريد ان يتعلم او تلم شمل اسرة تبعثرت .

وكثر من هم يعتقدون في الاستفتاء السابق بأنهم يحضون بحضور كريم ولكن حين وضعوا على المحك وعلموا حقيقة حضورهم أقدموا على الانسحاب بكل تأكيد بمبررات متعددة أقلها جهل الجمهور بالبطولات التي قام بها هؤلاء من أجل جمهور لا يقدر .

لكن السؤال هل يأخذ بعض القادة والشخصيات والاحزاب والرموز التنظيمية بتلك النتائج على محمل الجد من أجل تدارس أوضاعهم ليقوموا بتحسن حضورهم وحتى الانسحاب من الحياة العامة من أجل السماح للجيل الجديد بأخذ دوره علهم يتمكنوا من أعادة الحالة الشبابية لتلك التنظيمات والاحزاب التي هرمت زمانا وفعلا ولم تعد قادرة على الحضور ألا في احتفالات أحياء ذكرى مولدها من باب أنها مازالت لم تفارق الحياة وأمينها العام يحظى بموقع مرموق ,وكأنها تريد أن تقول لنا بأنها لم توجد بهدف التحرير ولكن لأجل الاحتفاظ بصندوقها العاجي الذي بات أغلى من الهدف.

السؤال هنا لهذ البعض الذي لم ترى دنيا الوطن ضرورة لاستفتاء الجمهور عليه لأنه لن يتجاوز 1%على أحسن الاحوال ,ماذا ينتظر هؤلاء الذين لا يعرف عنهم الجمهور أكثر ما يعرفه عن مثلث برمودا وخاصة خاصية ابتلاع مقدرات جمهور فقد الكثير من خواصه التي كان يتمتع بها منذ زمن بعيد ولكن بفعل مجموع العوامل التي بات يعيش فيها من فقر وبطالة وعنوسة وكهرباء واستيطان واحتلال وحواجز وقتل وحرق وانقسام وتشرذم وتحكم فئات ضالة به تحت مسميات متعددة وأهداف لا يلمسها على واقع الحال .

واخيرا لابد من القول والتذكير بأن الانسان الفلسطيني هو أغلى ما يجب أن يكون ويجب على كل من يدعي بأنه يحمل السيف من أجل هذا الانسان أن لا يغلق الطرق أمامه ليجعله لا يرى ألا ذاك الحائط المظلم الذي يدفعه الى مجموعة من الأفعال تنم عن حالة اليأس التي بات يعيشها ,فماذا يعني أن تذهب أسرة بأطفالها لتهرب الى فلسطين المحتلة لتستجير بالعدو؟ ماذا يعني أن يقدم طالب جامعي على حرق نفسه ؟ماذا يعني أن يلقي شخص نفسه في البحر في رحلة يعرف بأن مصيرها المحتوم الموت ؟ماذا يعني أن تطلق حرائر فلسطين #هاش تاج #عاوزه اتجوز؟؟

فهل يأخذا قادتنا المبجلين بتلك النتائج التي تعبر عن لسان حال الجمهور .

بقلم/ نبيل البطراوي