"الموت للعرب"

بقلم: رائد الحواري

هذه العبارة يعلمها المحتل لكل طفل يهودي، حتى أنهم في المدارس الصهيونية يعلمون الحساب على هذا لنحو، "إذا كان هناك عشر أفراد من عرب وقتلنا منهم خمسة فكم يتبقى منهم؟" وعلى هذه الشاكلة يتم تربية الطفل في المدارس الصهيونية، فيخرج مهنا صهيونيا بامتياز، لا يعرف سوى لغة القتل والموت.
لقد تجاوزت العقد الخامس ولم أشاهد عملية قتل لأي إنسان، إلى أن تمت عملية تصفية شابين في بلدتي على يد جنود جيش الاحتلال القتلة، المشهد الذي تم أمامي كان على هذا النحو:
سمعنا أصوات رصاص كثيف، تجاوز عددها العشرون رصاصة، هرعنا لنرى ماذا هناك، وجدنا شابين ملقان على الأرض وبجانبهما جندي من جيش الاحتلال، كانت الرصاصات كلها قد اخترقت أجساد الشابين ، وبعدها تم أطلاق المزيد من الرصاص عليهما للتأكد من أنهما فارقا الحياة، جيش الاحتلال هرع إلى الجندي الملقى بجانب الشابين، وقدم له الأزم، بينما كان الاسعاف الفلسطيني واقفا ممنوعا عليه الاقتراب من الشابين، إلى أن تم التأكد من موتهما من قبل أحد الجنود الذين عاين الجثتين، ثم جاءت سيارة نقل الموت الإسرائيلية وخطفت الجثتين إلى مكان مجهول.
. أن تقف عاجزا من تقديم مساعدة لإنسان هذا بحد ذاته جريمة، أن يتم الموت بالجملة وبدون محاكمة، لا يوجد له شرائع إلا تلك التي جاءت على لسان يوشع بن نون، أن تقتل لمجرد القتل وكأنه عملية ذبح لدجاجة يعد عملا اجراميا يجب أن يحاسب من قام، ومن قال، ومن شرع، ومن برر هذا القتل، أن يكون هناك جنس نقي ولآخر منحط مفاهيم عفا عليها الزمن، ومن يعمل ويدعوا بها عليه أن يحاسب.
لكل من يقول بأن الفلسطيني قاتل، وأن المحتل ضحية، عليه أن يتخيل مشاهدة عمليات القتل اليومية التي يقوم بها جيش الاحتلال، ليعلم حجم الجرائم التي يقوم بها، وكل من يدعي بأن هذا الاحتلال يحمل مقدار ذرة من الإنسانية هو متخلف، جاهل، مخدوع لا يعرف من الحقيقة أي شيء.
جيش مدجج بالسلاح، ومدعوم من قبل أكبر وأهم دولة امبريالية في العلم، يستبح أرض الغير، ويشرد شعبا، ثم يقوم بقتل من تبقى منهم في وطنه، ومن يقول له: "لا" يعد مجرما، إرهابيا، مخربا، ... يكفى يكفي، هذا هو زمن القرود الذين يعيثون فسادا في الأرض.

رائد الحواري