تعكس زيارة الرئيس التركي رجب طيب اردغان إلى المملكة العربية السعودية اهتمام تركيا بالتنسيق مع الرياض ، خاصة وان تركيا تعيش في أسوأ وضع إقليمي بعد إسقاط الطائرة الروسية وجملة القرارات التي اتخذتها روسيا بحق تركيا ضد عملية إسقاط الطائرة .الروسية
التحرك التركي تجاه التطبيع للعلاقات مع إسرائيل ورفع التمثيل الدبلوماسي بين البلدين بعد أن وصلت لمرحله من الجمود إلى حالة من التردي بعد حادثة الاعتداء من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي على السفينة مرمره ضمن محاولات تركيا لرفع التبادل التجاري والاقتصادي والعسكري مع إسرائيل لضمان تعويض جزء من مخاسر تركيا مع روسيا .
وقد سبق زيارة اردغان إلى الرياض زيارته إلى قطر وتوقيعه جمله من الاتفاقات ألاقتصاديه والعسكرية وإقامة قاعدة تركية في الدوحة قطر وتزويد تركيا بالغاز القطري كل ذلك ضمن ما تبذله تركيا للحد من التعويض عن خسائرها في النفط الذي تشتريه من داعش وكذلك لمواجهة الإجراءات العقابية الروسية التي تهدف إلى محاصرة تركيا والحد من تدخلها في سوريا .
هناك زواج مصالح يربط المملكة السعودية في انقره وهو الصراع على سوريا والرغبة الملحة والمشتركة بين البلدين بإصرارهم على تنحي الرئيس السوري بشار الأسد وان يعهد إلى حكومة انتقاليه لقيادة سوريا وهو موقف يتناقض مع الموقف الروسي تجاه إصرار روسيا على أن الشعب السوري هو صاحب القرار في اختيار من يمثله ومن حق الرئيس السوري الترشح للانتخابات .
بعد اغتيال زهران علوش أدركت السعودية وتركيا خسرانهما في سوريا وان هناك تغير في موازين القوى لصالح ألدوله السورية والذي لم يعد بمقدور تحالف تركيا والسعودية وقطر من مواجهة المحور السوري الإيراني الروسي ،
فقد : افادت قناة «TRT التركية» بأن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى المملكة العربية السعودية، تكشف عن اهتمام تركيا الزائد بالسعودية باعتبارها بلدا محوريا مؤثرا في العالم العربي والشرق أوسطي.
وأضافت في تقرير لها أن زيارة أردوغان للمملكة العربية السعودية تحمل في طياتها رسائل وملفات جوهرية عدة."
وفي توقعه لهذه الملفات قال رئيس فرع (القناة 7) التلفزيونية التركية في أنقرة "محمد أجيت" إن هناك 3 ملفات أساسية ستتركز عليها الزيارة وهي الملفات السورية والمصرية والروسية.
ولفت المحلل التركي إلى قضية بالغة الأهمية، وهي أن الزيارة ترسم ملامح حلف جديد بين المملكة وتركيا لمواجهة روسيا، لاسيما بعد أن تدهورت العلاقة مع روسيا عقب إسقاط سلاح الجو التركي مقاتلة روسية اخترقت الأجواء التركية.
وأضاف أجيت "بعد توتر العلاقات مع روسيا التي تستورد منها تركيا أكثر من نصف احتياجاتها من الغاز الطبيعي، فإن هناك توجها جديا لدى أنقرة لتنويع مصادر الطاقة لديها وعدم الاكتفاء بمصدر واحد، ولذلك توجهت قبل شهر لدولة قطر ووقعت معها العديد من الاتفاقيات لشراء الغاز وغيره لتغطية أي نقص محتمل، وفعلت ذات الأمر مع أذربيجان التي زارها أردوغان قبل أسبوع لذات الغرض، وكذلك زيارات قادة إقليم شمال العراق الأخيرة لأنقرة، ولهذا فإن زيارة السعودية ستناقش موضوع تزويد تركيا بالطاقة أيضا، وكذلك تؤسس لتحالف تركي- سعودي جديد."
أما المحلل السياسي التركي "سمير صالحة" فقد استبعد أن تكون الزيارة محصورة في حدود توفير مصادر جديدة للطاقة أو أن تقتصر على العلاقات الثنائية بين البلدين، مؤكدا أنها تحمل ملفات وقضايا المنطقة بأكملها.
ومن بين الملفات المهمة التي ستتناولها الزيارة حسب "صالحة" هي قضية المنطقة الآمنة في شمال سوريا التي تسعى تركيا منذ سنوات لتطبيقها، لاسيما في ظل التدخل الروسي السافر في منطقة شمال سوريا الذي أحدث فوضى كبيرة، والسعي لخلق كيان كردي على حدود تركيا، وهو الأمر الذي لا يمكن لتركيا أن تقبل به.
وقد كشف وزير الخارجية السعودي "عادل الجبير" خلال مؤتمر صحفي برفقة نظيره التركي "مولود جاويش أوغلو" في العاصمة "الرياض" عن إنشاء البلدين لمجلس تعاون إستراتيجي، عقب محادثات بين الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" الذي يزور المملكة العربية السعودية، والعاهل "سلمان بن عبدالعزيز".
وأضاف الجبير: "الهدف من إنشاء المجلس تعزيز العلاقات لخدمة البلدية والشعبين، في ظل الظروف التي تمر به المنطقة والتحديات التي نواجهها سويًّا في سوريا، والعراق، واليمن، وليبيا، سواء فيما يتعلق بالإرهاب والتطرف، أو بتدخلات إيران السلبية والعدوانية في شؤون المنطقة".
وجدد "الجبير" التزام تركيا والسعودية بتوحيد صفوف مَن أسماها "المعارضة السورية المعتدلة"، وأشار إلى تطابق موقف البلدين من الملف السوري.
ومما لا شك فيه، أن كلا من السعودية وتركيا يحتاج كل منهما إلى الآخر، لاحتواء النفوذ الإيراني، الآخذ في الازدياد والتمدد ليشمل العديد من دول المنطقة بفعل السياسات الخاطئة لمجلس التعاون الخليجي ورغبة حزب العدالة والتنمية لبسط سيطرته وهيمنته على المنطقة ،
تدرك السعوديه مخاطر حربها على اليمن وتورطها في الصراع على سوريا وانعكاس ذلك على وحدة السعوديه الجغرافيه والسكانيه وان تركيا بدأت تدرك مخاطر ما يتهدد تركيا من انقسام وتقسيم جغرافي ورغبة الاكراد في الانفصال عن تركيا والمطالبه بحكم ذاتي حيث تدور صراعات وحروب في جنوب تركيا مع حزب العمال الكردستاني ، وقد ندد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو بانتقادات وجهها صلاح الدين دمرداش أحد زعيمي حزب الشعوب الديمقراطي التركي الموالي للأكراد لقرار أنقرة إسقاط طائرة حربية روسية الشهر الماضي.
وتراقب انقرة بقلق ما اذا كانت موسكو ستقوي علاقاتها مع الفصائل الكردية وسط الأزمة في العلاقات الثنائية عقب اسقاط انقرة المقاتلة الروسية على الحدود السورية.ووصف داود أوغلو الانتقادات بأنها "عار" و"خيانة"، بكل معنى الكلمة.واضاف إن "هرولته لزيارة روسيا من أجل إبداء الدعم، بينما المقاتلات الروسية تقصف التركمان والعرب والأكراد الأبرياء في إعزاز وحلب وإدلب وبايربوجاق بسوريا، خيانة واضحة لهذه الأمة". وقد التقى دمرداش بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو الأربعاء وانتقد إسقاط الطائرة الروسية.وقال دمرداش "قلنا صراحة وانتقدنا أفعال حكومتنا عندما اسقطت الطائرة الروسية. قد تقع مشكلات بين الدول لكن يتعين علينا دائما ترك الأبواب مفتوحة ومحاولة حل هذه المشكلات بأساليب الديمقراطية."وقال لافروف لدمرداش "نحن نعلم ان هناك اكرادا عراقيين وسوريين يتصدون لتهديد الدولة الاسلامية وغيرها من الجماعات المتطرفة على الارض".واضاف في تصريحات نشرتها وزارة الخارجية الاربعاء ان "روسيا مستعدة للتعاون النشط مع الناس في الميدان الذين يتصدون لهذا التهديد".واضاف "سنكون مستعدين ومهتمين في التفكير بارائكم في عملنا المستقبلي على هذه الجبهة المتعددة المستويات".ودمرداش هو ابرز شخصية تركية تزور موسكو منذ اسقاط تركيا للمقاتلة الروسية في 24 تشرين الثاني/نوفمبر ما ادى الى اشعال التوتر بين الدولتين.وانتقدت حكومة حزب العداله والتنمية التركية زيارة دمرداش.وتساءل داود اوغلو الثلاثاء "لماذا يذهبون في مثل هذا الوقت الى بلد بيننا وبينه ازمة بسبب انتهاكه للمجال الجوي لبلادنا؟"وفي خطوة من المرجح ان تثير غضب انقرة، قال لافروف ان روسيا تدعم اجندة حزب الشعوب الديموقراطي التي "تضمن وحدة الامة التركية" من خلال دعم حقوق الجماعات الاتنية في البلاد.وقال لافروف لدمرداش أن العقوبات التي فرضتها روسيا على تركيا وموقفها من إسقاط المقاتلة الروسية "لا يؤثر على علاقاتنا مع الشعب التركي".وأضاف "من المهم توحيد جميع قدرات الساعين الى قتال الارهاب بحزم".
في ظل الوضع الإقليمي المتأزم وفي ظل الانتصارات التي يحققها الجيش السوري على الأرض حيث تغير على موازين القوى لصالح محور روسيا على حساب المحور التركي السعودي القطري ، خاصة في ظل انتكاسة المحور بخذلان أمريكا لحلفائها لجهة الموقف من الرئيس السوري بشار الأسد ، فهل بإمكان زواج المصالح الذي يجمع تركيا والسعوديه من تغير سرعة تغير المعادلات وموازين القوى على الارض حيث ان الخشية اصبحت من ارتداد موازين القوى على مصالح ونفوذ البلدين على الارض في ظل التوتر الذي يزيد من سخونةالوضع وتهديد حزب الله بالرد على اسرائيل على اغتيال الشهيد القنطار ، وان طبيعة الرد ستترك انعكاساتها على المنطقه وان زواج المصالح بين السعوديه وتركيا بفعل التغيرات المرتقبه يقود لمخارج جديده سواء للسعوديه وتركيا والقبول باسس الحل الذي تطرحه روسيا كحفظ ماء وجه البلدين.
بقلم/ علي ابوحبله