خطاب الرئيس.. لشعب عظيم .. وبذكري خالدة

بقلم: وفيق زنداح

بالذكري الواحد والخمسين كان ايقاد شعلة الثورة.....وبهذا الحشد الجماهيري بميدان الجندي المجهول بمدينة غزة ....هذا الحشد اللائق والملتزم والمتميز بوحدة الحركة وتماسكها ومدي تقدير الجماهير المحتشدة ....لمسئولية الدور والمكانة التي تحظي بها في قلوب وعقول أبناء شعبنا .

وبذات الانطباع الجيد كان خطاب الرئيس محمود عباس شاملا ومعبرا ومؤكدا ...أن شعبنا لن يركع ولن يستسلم مهما بلغت التضحيات ....وأن كافة القرارات المصيرية ستخضع للاستفتاء ..أي بمعني أن أي حل سياسي أو تسوية سياسية يمكن أن تكون نتيجة أي عملية تفاوضية سيكون الاستفتاء باعتباره الفيصل في قبولها أو رفضها .

رسالة واضحة ومحددة وصادقة ....أنه اذا أرادت اسرائيل السلام العادل ....فنحن علي استعداد ...واذا أردتم استمرار الاحتلال فلن تنعموا بالامن والسلام والاستقرار ...فالجمع ما بين الاحتلال والاستيطان وتحقيق الامن مسألة لا مكان لها في معادلة الصراع القائم .

كانت رسالة الرئيس من خلال خطابه للإسرائيليين ....أن حكومتكم تضللكم وتخدعكم ....ولا تريد السلام لكم ولنا .

شعبنا الفلسطيني بشبابنا المنتفض والذي اكد علي رسالة الرئيس بخطابه بذكري انطلاقة حركة فتح ...كما أكد علي خطاب الرئيس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.... في ظل حالة الغضب ....والهبة الشعبية ...وهذه الانتفاضة التي ادخلت الرعب في قلوب الإسرائيليين ...كما وأدخلت بقلوبهم الفزع والخوف ومدي الهوس الامني الذي اصبح ملازما لهذا الاحتلال المجرم ...وقطعان مستوطنيه .

سقوط استراتيجية الامن الاسرائيلي القائمة منذ تأسيس هذا الكيان الغاصب علي أن أمن اسرائيل ..حيث يصل الجندي الاسرائيلي ..وحيث تصل الدبابة الاسرائيلية ....وهذا ما أكد فشل هذه النظرية الامنية ومع كل ما حدث من تطور تكنولوجي بترسانة الاسلحة الاسرائيلية الممولة امريكيا ....كما وأكد الرئيس فلا الطائرات ولا الدبابات ولا كل ترسانة الاسلحة الاسرائيلية تستطيع أن تكسر ارادة شعبنا ..ولا تستطيع ان توفر الامن لجنوده ومستوطنيه ...فالسلام العادل هو الكفيل لتحقيق الامن والاستقرار.... بقاء الاحتلال والاستيطان سيجعل من الصراع مفتوحا ....وسيغذي ذلك الصراع الي مرحلة الصراع الديني ...ومدي المخاوف المترتبة علي مثل هكذا صراع...والتي لا تدركه القيادة الإسرائيلية والتي تترك اليمين وقطعان المستوطنين يرتكبون من الجرائم والانتهاكات ما يغذي مثل هذا الصراع ...والذي سيقتل كافة احتمالات تحقيق أي تسوية سياسية ما بين الشعبين .

السلام الذي يحقق العدل ويعيد الحقوق هو السلام الممكن وليس أي تسوية سياسية يمكن أن تحلم بها القيادة الإسرائيلية يمكن أن ترضي الاجيال الفلسطينية ... وأن تثبت أي تسوية يمكن أن تحدث ....فللسلام متطلباته واستحقاقاته المعروفة والمعلنة بانتهاء الاحتلال ..واقامة الدولة بحدود العام 67 ...وزوال الاستيطان ..وتفكيك جدار العزل العنصري ..وحل مشكلة اللاجئين وفق القرار 194واطلاق سراح جميع الاسري ..هذه عناوين الحل ومتطلباته ..فاذا كان الإسرائيليون علي استعداد لمثل هذا الحل فانهم سيجدوا في هذه المرحلة من يمكن له أن يصنع السلام معهم .....أما ترك الامور علي غاربها فلا يستطيع أحد تقدير الموقف وما يترتب عليه من نتائج.

السلطة الوطنية الفلسطينية انجاز وطني .....تعبيرا وتجسيدا عن قرار المجلس الوطني بالعام 74 والذي تحدث بقراراته ....على أهمية اقامة سلطة وطنية علي أي جزء يتم تحريره ....وهذا ما تم بقرار المجلس المركزي بإقامة السلطة الوطنية الفلسطينية بعد اتفاقية أوسلو بالعام 93 ....هذه السلطة التي عاد من خلالها ومن نتائجها الالاف ....وعلي راسهم القيادة الشرعية ومعظم قادة الفصائل وكوادرها ....والتي منحتنا فرصة الوجود والتحرك في ظل حصار خارجي ....سياسي ..ومالي ....أثناء وجود القيادة الفلسطينية في تونس .

السلطة الوطنية الفلسطينية مرحلة ما قبل الدولة .....وهي العتبة الرئيسة قبل تجسيد دولة فلسطين بحدود الرابع من حزيران 67 وبكافة مؤسساتها التي يجب تطويرها ...وتنامي دورها ...ولن تكون السلطة الوطنية محل مساومة أو مزايدة سياسية.... باتجاه حلها أو انهاء وجودها ....فليس في كل انجاز سياسي سيكون محل خلاف واجتهاد ....والي درجة الخسارة السياسية .

منذ تأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية واسرائيل تعمل علي اضعافها ومحاصرتها ....وللذاكرة فلقد تعرضت السلطة ومؤسساتها للقصف والتدمير في قطاع غزة ..وحتي بوجود الرئيس الشهيد ياسر عرفات ...وكما تم في المحافظات الشمالية بعملية السور الواقي أي ان اسرائيل تعمل ومنذ سنوات علي اضعاف السلطة ....وهذا مؤشر لنا ان قوة السلطة وتنامي دورها وكما يحدث بالفعل ....يمهد الطريق للوصول الي الدولة ....برغم الاحتلال والحصار .

جاء خطاب الرئيس محمود عباس مقنعا وجادا ...مقنعا بتوجهاته السياسية ...وصراحته المطلقة ...ومدي اهمية الرسائل التي بعث بها للإسرائيليين ....وكما كانت كلمته جادة بخطواته المعلنة حول حكومة الوحدة الوطنية والتماسك الداخلي وضرورة انهاء الانقسام .

كما كان خطاب الرئيس ذات أهمية خاصة عندما تطرق لجيل الشباب والخريجين باعتبارهم المستقبل ....والذي ستبني علي سواعدهم دولة فلسطين.....هذه السواعد يا سيادة الرئيس ...تحتاج الي من يرعاها .....ويقدم لها يد المساعدة ...تحتاج الي من يقف معها لتطوير ذاتها ...تحتاج الي قيادتها لرفع شانها وتحقيق أحلامها ....هذا الجيل الشاب يا سيادة الرئيس ....يحتاج الي من يرفع معنوياته ويأخذ بيده ....ويرتقي بعلمه وكفاءته . ويوفر له فرص العمل لإنجاز مشروع أحلامه ....لإنجاز مشروع مستقبله...هذه الاجيال الشابة يا سيادة الرئيس كان قصور واضح في متابعتها ...وكان قصور واضح بالاهتمام بها .

من هنا ....فما تحدثت به يا سيادة الرئيس.... حول الصندوق الوطني لدعم وتشغيل الشباب يحمل في طياته ودلالاته معاني وأهمية كبيرة ...ومسئولية عظيمة ....نشعر أن سيادتكم تؤلونها أهمية بالغة... لكن هناك تخوفات ملازمة ومتلازمة بوجود مثل هذه الصناديق ....ومع من يقفون علي راسها ومن يعملون وفق ألياتها ....والتي تحتاج الي تغيير البطانة ....واحداث التغيير بالشخوص ...كما واحداث التغيير في الاختيار.... فلا يعقل يا سيادة الرئيس ...أن تبقي مؤسساتنا معتمدة ...علي بعض الاشخاص دون غيرهم من الكفاءات الفلسطينية .....التي لم تجد لها فرصة واحدة لإثبات ذاتها.... وتأدية دورها الوطني.

سيادة الرئيس ....ليس بمال الصناديق يمكن أن نراعي شبابنا ...فليس بالأموال وحدها يمكن أن نحل معضلات شبابنا.... وهي كثيرة ومتعددة ...فما يجري حقيقة عشرات الالاف من الخريجين ...ويزيد عنهم عشرات الالاف من الشباب المهنئين ذات التخصصات العديدة وجميعهم محل تقدير واحترام ...لكنهم بحاجة الي سياسة تدريب متواصل.... لتنمية قدراتهم ....وزيادة خبراتهم ....واكسابهم قدرات تخصصيه.... يستطيعون من خلالها تأدية دورهم ...واثبات ذاتهم ....وهذا ما يحتاج الي برنامج متكامل ...تدريبي وتثقيفي ....مهني وعلمي ....واداري .....لتطوير قدراتهم ...في ظل توفر الحد الأدنى من الدخل المادي لكل فرد.....حتي يستطيعون تلبية الحد الأدنى من متطلباتهم المعيشية .....نتمنى من هذا الصندوق أن يكون فاتحة خير لهذا الشباب المتعطل عن أداء دوره ....خارج عن ارادته.... وبظروف محيطه .....لا زالت تشكل ضغطا وهاجسا له ....هذا الشباب الفلسطيني الواعد ....جيل المستقبل والدولة يحتاج الي كل كبيرا في هذا الوطن ..ويحتاج الي كل خبير ...والي كل حريص ...والي كل مسئولا.... والي كل صاحب ضمير .

نأمل ...ان يكون بداية العام 2016 ....عام ادراك ووعي لخطورة ترك شبابنا دون رعاية واهتمام وفرص عمل.... يستطيعون من خلالها تلبيه متطلباتهم المعيشية واثبات ذاتهم ...انها المهمة الاولي بالاهتمام بالشباب ...وعدم تركهم لثقافات دخيلة ....ولانحرافات وسلوكيات يدفع المجتمع ثمنها .

بقلم/ وفيق زنداح