إنها انطلاقة الثورة المعاصرة للشعب الفلسطيني ففي هذه الأيام يحتفل شعبنا الفلسطيني بالداخل والشتات بذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية التي انطلقت في الأول من يناير للعام 1965، والتي كانت انطلاقتها من خلال انطلاق حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" بمشروع الكفاح المسلح الذي غير وجه الصراع الفلسطيني ، فكانت الرصاصة الأولى العملية الفدائية ( عيلبون ) يوم 1 / 1 / 1965 التي فاجأت العدو الإسرائيلي بتدمير نفق عيلبون واستشهد خلالها المناضل أحمد سلامة ليكون أول شهيد في الثورة الفلسطينية المباركة ، فجاء الرد الإسرائيلي على لسان رئيسة الوزراء آنذاك " المجرمة جولدامئير " حيث قالت لقد هبت علينا عاصفة من الشمال ولم تكن تعرف أننا شعب لا ننسى أرضنا ولاحتى شعبنا ، فكان الرد الفلسطيني على لسان القائد الشهيد أبو عمار ياسر عرفات برد مزلزل هذه رياح العاصفة الفتحاوية ستحرق الأخضر واليابس. لقد شكلت انطلاقة الثورة الفلسطينية تحول استراتيجي و نقطة مفصلية في تاريخ شعبنا الفلسطيني فقامت بتحويل الصراع من حالة التشتت والبحث عن ملجأ ومأوى في الدول المجاورة المستضيفية للاجئين الفلسطينين إلى حالة النضال والكفاح ضد العدو المغتصب لأرضه.
حيث أعادت لقضيتنا الفلسطينية مكانتها في الأروقة الدولية وأماكن صنع القرار في العالم ، وهنا قامت حركة فتح بقيادة الشهيد أبا عمار على رفع وتعزيز مكانة منظمة التحرير الفلسطينية بالتحالف مع باقي الفصائل الوطنية لتكون الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني ، واستمرت الثورة الفلسطينية في طريقها النضالي رغم كل المؤامرات والاغتيالات والحروب الاسرائيلية العبثية التي قامت بإشعالها بالمنطقة كما تعمل الآن و التي حاولت الالتفاف عليها ومحاولات تصفية المشروع الوطني الفلسطيني والقضاء على منظمة التحرير الفلسطينية و ضرب المشروع الفلسطيني بمحاولة يائسة للقضاء على حقوق شعبنا الفلسطيني . وطبعا رغم تلك المحاولات العبثية ضد حركات النضال الفلسطيني التي تقودها الحركة الأكبر حركة التحرير الوطني الفلسطيني " فتح " استطاع شعبنا الفلسطيني أن يتنزع من المجتمع الدولي اعتراف بقضيتنا العادلة فبدأ الحراك الدولي تجاه البحث عن حلول لها فكانت القرارات الدولية 242، 338 عام 1967 التي رفضت تنفيذها حكومة الاحتلال و نظراً للدعم الأمريكي التي تحظى به كونها الابن المدلل لها في المنطقة وراعية الإرهاب بالمنطقة ، وهذا ماأثر سلبا على قوة المجتمع الدولي في تطبيق قراراته فهذا الصمت العالمي جعل الخلية السرطانية اسرائيل تعيث فسادا من خلال الاعتداءات الوحشية من مجازر واستطيان وتشريد لشعبنا الفلسطيني ، فما كان الا مصير شعبنا الفلسطيني إلا الاستمرار في درب الكفاح المسلح كونه هو الطريق الوحيد الكفيل باستعادة الحقوق الفلسطينية في ظل غياب التسوية السلمية في ظل هذه الغطرسة الاسرائيلية والأمريكية . ونحن لا ننسى إلى الآن بأن حركة فتح تعرضت وتتعرض كباقي الفصائل الفلسطينية وحركات التحرر الفلسطينية لكثير من التحديات سواء التصفيات
الجسدية لقادتها أو الاعتقال ، ولكنها عزمت على السير في درب نضالها الوطني إيماناً منها بحتمية النصر لأننا أصحاب القضية وأصحاب الأرض . حتى أن التاريخ الفلسطيني لا ينكر الدور الكبير الذي قدمته حركة فتح والذي مازال مستمراً بنضالها وكفاحها في إبراز القضية الفلسطينية وما حققته من انتصارات سياسية على الساحة الدولية والعالمية والتي كان آخرها حصول فلسطين على صفة مراقب في الأمم المتحدة الذي أزعج العدو الاسرائيلي وشكل حالة من الغضب لحكومة الاحتلال ووقفت عاجزة تجاهه والذي تبعه اعتراف أكثر من 130 دولة بدولتنا الفلسطينية، ورفع العلم الفلسطيني على مباني الأمم المتحدة مما شكل حالة من الذعر لدى حكومة الاحتلال .
أختم مطالعتي هذه بأن التاريخ النضالي لحركة فتح يجب أن يكون عنوان للمرحلة الحالية والمقبلة وفخراً لشعبنا الفلسطيني، لذلك على جميع أبناء الحركة قيادة وكوادر وعناصر العمل على تعزيز وحدة وصمود هذه الحركة العملاقة وتعزيز الوحدة الوطنية حتى تستمر بشكل أقوى في طريق النضال الوطني في وجه القزم الاسرائيلي المتغطرس بالقتل والتشريد والتدمير كوننا شعب يدافع عن نفسه واسرائيل طبعا تدافع عن جرائمها واحتلالها وعلينا الثبات والقوة في مواجهته .
بقلم الاستاذ وسيم وني -