ميلاد المسيح.. ميلاد للمحبة والقوة والتقدم

بقلم: حنا عيسى

حلول أعيد  الميلاد المجيدة يذكرنا كفلسطينيين منذ زمن طويل كمسيحيين ومسلمين بأننا جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع الفلسطيني، وحضارتنا وتاريخنا المشترك يمليان علينا دوماً أن ننقل ما لدينا من ثقافة وحضارة للعالم أجمع، لأن قوة فلسطين تكمن في عمقها الحضاري ومكوناته المسيحية والإسلامية، وفي قوة الإنسان الفلسطيني واستمراريته عبر التاريخ، وانه لا يوجد لدينا كفلسطينيين أي مشكلة بين الأديان كي نتحاور لأنها أديان توحيدية، إنما المشكلة لدى البعض الذين لا يفهمون جوهر الأديان.

في السابع من كانون ثاني من كل عام يحتفل المسيحيون الشرقيون بعيد الميلاد المجيد.. هذا العيد الذي يحمل في معانيه وطياته الكثير وخاصة في فلسطين حيث فيها ولد السيد المسيح ونشر تعاليم ومبادئ الديانة المسيحية، وصلب وقام من بين الأموات وصعد إلى السموات من اجل خلاص البشرية.

فميلاد المسيح له المجد هو ميلاد  المحبة، فالمحبة ينبوع القوة والوحدة والتقدم. لذا، حيث وجدت المحبة وجدت الحياة المشعة بالخير والبركة، وحينما  فقدت المحبة ساد الشر والخطيئة.

نعم، هذا العيد يحل على المسيحيين في فلسطين والاحتلال الإسرائيلي لم يتوقف لحظة واحدة عن بطشه وأساليبه القمعية بحق الشعب الفلسطيني، وقضيته العادلة..نعم إننا كمسيحيين في فلسطين وكجزء لا يتجزأ من الشعب العربي الفلسطيني نحتفل بميلاد المسيح تعبيرا عن إيماننا وعقيدتنا الراسخة بان سيدنا المسيح سيكون دائما بجانبنا حتى نتخلص من الاحتلال وبطشه، وعلى يقين أكيد  من محبة يسوع لنا تخفف عنا أوجاعنا نتيجة الظروف القاسية والصعبة التي نعيشها في فلسطين، وان يفك عنا الحصار التي تفرضه إسرائيل على شعبنا بحرمانه من  التنقل من مكان إلى مكان. إننا في فلسطين ندعو الله أن يستجيب لأبناء الشعب الفلسطيني الذي على مدار عشرات السنين الماضية يعيش حالة الظلم والاضطهاد والفقر .. هذا الشعب الذي يطمح كباقي شعوب المعمورة للحصول على استقلاله وحريته..هذا الشعب الذي قدم الكثير لان يتحرر من براثين الاحتلال.

إننا في أيام عيد الميلاد المجيد نطلب من  الرب مخلصنا أن يعيد اللحمة الوطنية لأبناء شعبنا، وأن يبقى أبناء الشعب الفلسطيني موحدين تجاه قضيتهم الاسمي "فلسطين"، وان تتحقق الوحدة الوطنية من خلال بناء جسور الثقة المتبادلة لأبناء  الوطن الواحد الموحد.

ها هو العيد من جديد يطل علينا في كل سنة وفي مثل هذا اليوم تخضر شجرة الميلاد وتتلاءلىء نجمة السماء .. تدعونا لنفتح قلوبنا للنور..تدعونا للمحبة ..تبحث عن قلب صادق.... ليكون مغارة ليسوع المسيح..في مثل هذه اليوم نحتفل بميلاد المحبة... تقرع أجراس العيد .. مرنمين فرحين بولادة المخلص يسوع المسيح.

بقلم/ د.حنا عيسى