أود هنا توجيه كلمة خاصة الى الإسرائيليين وقواهم الأجتماعية والسياسية
ألم يحن الوقت بعد لوضع نهاية لعشرات السنين من المواجهة والنزاع والصراع والاعتراف بالحقوق الشرعية والسياسية المتبادلة والعمل على العيش في ظل تعايش سلمي واحترام متبادل وأمن وتحقيق تسوية سلمية عادلة ودائمة وشاملة.
بعد إتضاح الصورة لكم بأن التعايش بين الشعبين أمرٌ محتوم وحلّ الدولتين يبقى الخيار الوحيد القابل للحياة
أننا نفهم السلام على أنه رسالة وعي وسلوك، أساسه الرغبة المتبادلة فيه، ومضمونه الأقرار بالحقوق، وغايته العيش بأمن وسلام على قاعدة التكافؤ.
إن السماح باستمرار هذا الصراع وتعميق المعاناة الإنسانية والظلم الناجم عنه وغياب العدالة يتناقض تماما مع مقاصد ومبادئ الإنسانية والقوانين الدولية ومتطلبات بناء سلام عادل ودائم بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي وفي المنطقة بأسرها'
لقد خاضت الشعوب الأوروبية الكثير من الحروب، ولكنها عرفت دائما أن بعد الحرب يأتي السلام.
على الرغم من النكسات والمآسي العديدة والمؤلمة التي تعرض ويتعرض لها الشعب الفلسطيني
أن شعبنا ما زال يمد يده ومن موقع الاقتدار لتحقيق سلام عادل وشامل.
أعتقد أنه عندما تنظر حكومة إسرائيل إلى الفلسطينيين كشركاء متساوين وليس كشعب تم إخضاعه ويمكن فرض إرادتها عليه سيتم حينها تحقيق السلام التي يجب أن يتحقّق لكي يعيش الشعبين بأمن وأمان مشترك ومتبادل.
الفلسطينيون يملكون الرغبة في إنهاء الصراع مع إسرائيل ولكنهم وبنفس الوتيرة يملكون الارادة لاستعادة حقوقهم المشروعة التاريخية.
لكن عندما تستخدم حكومتكم قوة المنطق وليس منطق القوة. وهذا هو الفرق بين القوتين التي لم تستوعب إسرائيل إلى اليوم أنه لا يمكنها الحصول على الأمن من دون السلام الشامل وانهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية،
أن 'الوقت ينفد ونافذة السلام تضيق بسرعة وفي طريقها الى التلاشي، وهذا ما يمكن له أن يقتل آي بصيص أمل في صنع السلام العادل والشامل بين الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي.
أن تحقيق السلام العادل هو العلاج الوحيد للصراع وللعنف والحرمان وعدم الاستقرار الناجم عن هذا الصراع المقيت الذي أصبح يسيطر على الانسانية برمتها بمصالحها وكيانها ووجدانها نتيجة تكريس الاحتلال وفرض المستوطنات والجدار والحصار وإنكار الحقوق الإنسانية للآخرين وهذا ما لم ولن يجلب السلام والأمن لكم
يجب على كل إسرائيلي مُحب للسلام ويعي جيداً ما هو السلام وما هي أهميته ومكانته لكلا الشعبين أن يخرج عن دائرة الصمت وان يسمع لحكومته ولكل العالم صوته بصوت الحق والاعتراف بحقوق الاخرين، وهناك الكثيرون من دعاة ومحبين السلام عليهم التحدث بصوت عال وواضح بأنه لن يكون هناك رابح في هذا الصراع، بل هناك فقط خاسر ويجب أن يكون واضحاً لأي عاقل إسرائيلي أن إسرائيل تحتاج إلى السلام، لا المستوطنات. السلام مع الشعب الفلسطيني.
لابد أن نذكركم أن مجموع المواقع الاستيطانية في الضفة الغربية بلغ 474 مستوطنة وهو أمر مخالف للقوانين والتشريعات الدولية ـ حكومتكم الحالية لا تريد قيام دولة فلسطينية ولا تريد إحلال السلام وهي تؤكد ذلك كل يوم بتوسيعها للمستوطنات في كل مكان لتخلق ما يسمى بـ "الحقائق على الأرض" ظنآ منها بانها بهذه الممارسات الاستيطانية الجرثومية تستطيع ان تمنع قيام دولة فلسطين إلى الأبد وبذلك تكون حكومتهم هي من توسع بقعة الزيت الملتهبة بين الشعبين ، و زد على ذلك امتناع اسرائيل عن تنفيذ الاستحقاقات الواجبة عليها اضافة الى انتهاكاتها الاخرى التي لا تحصى والتي عززت مشاعر النقمة والغضب والانتقام والاحباط لدى الجماهير الفلسطينية وقتلت كل الآمال لدى أطفال فلسطين في تحقيق عيش كريم لهم .
أليست التوراة أمرت اليهود بالعيش بسلام مع جيرانهم من غير اليهود لما لا تضعون أنفسكم مكان الفلسطينيين، اليس من حقهم العيش بحرية وكرامة، بأمن وسلام واطمئنانيه؟ بدون حواجز واعتقال ومصادرة أراضيهم وقتلهم وتعذيبهم ووو الخ ؟!
ليست هناك خيارات كثيرة وانما هناك خيارين لا ثالث لهما
أما سلام حقيقي خالي من الاستيطان والاحتلال والقهر والكراهية، واما خيار البقاء في مسلسل الدم والقتل وهذا سيولد أنفجار عاجلآ أما أجلآ.
لكي تكون رسالتنا واضحة وضوح الشمس فأن الشعب الفلسطيني لن يقبل بأقل من ممارسة حقه في تقرير مصيره وأقامه دولته المستقلة ذات كامل السيادة وعاصمتها القدس وما دون ذلك يعتبر موافقة على المزيد من الاستمرارية في سفك الدماء اكثر واكثر وفي حالة البقاء على هذا الصمت الذي من الممكن ان يُفسر على انه موافقة على الاستمرارية نحو الظلام وهذا ما قد يفسر ويؤكد انكم تعتقدون حقا أن استخدام القوة هو السبيل الوحيد للتعامل مع الفلسطيني وانكم تعيشون في سيطرة الانانية عليهم وحبكم لذاتكم فقط و إنكار الآخرين وحقوقهم ، ويخدعكم من يصور لكم بأن الأمن يتحقق لكم فقط من خلال القوة والقوة المفرطة أو بمنع الشعب الفلسطيني من أقامه دولته ، في حين ان أمنكم يتوفر لكم من خلال التعايش بين شعبين لدولتين تعيشان جنبا الى جنب يسودهما الامن والاستقرار، لقد سمعنا منكم الكثير عن رغبتكم بالسلام، ولكننا لم نرى من حكومتكم سوى الحصار والقتل والتدمير واستمرار التهويد والاستيطان وهذا ما يتناقض تماماً مع نداء وروح وقيم السلام الذي تريدونه ،
عليكم ترجمة اقوالكم الى أفعال، يجب أن تتحرك بكم ضمائركم وان تثبتوا وتؤكدوا بانها ضمائر حيه و ان يعلو صوتكم وان يرافق فعلكم وعملكم ونضالكم من أجل أحياء سلام الشجعان و احلال السلام العادل الذي ترنوا عيوننا جميعاً اليه .
الناشط الشبابي: احمد صالح
فلسطين غزة
الأيميل :- [email protected]