في انتظار كلمة السيد عباس

بقلم: فايز أبو شمالة

لم أشأ أن أكتب مقالي قبل أن أستمع إلى خطاب السيد محمود عباس، الخطاب الهام، الذي أعلن عن أهميته لعدة أيام خلت، انتظرت، وانتظرت وكلي شوق لأن أسمع الجديد، ولاسيما أن الانتفاضة الفلسطينية تدخل شهرها الرابع، ولكن حين طال زمن الانتظار لأكثر من ساعة زيادة عن الموعد المحدد لخطاب السيد عباس، قلت في نفسي: هذا ما سيقول السيد عباس:
1ـ سيتحدث عن الإسرائيليين المغرر بهم، والمخدوعين الذين ظلمتهم قيادتهم المتطرفة، وحالت بينهم وبين السلام، وقد تحدث عن ذلك بشكل غير مباشر
2ـ سيهاجم الحكومة الإسرائيلية التي رفضت السلام، وأدارت ظهرها ليده الممدودة للسلام. والتي ما زالت ممدودة للسلام، وقد تحدث عن ذلك.
3ـ سيؤكد على أن السلام طريقاً وخياراً وحيداً، وأن لا طريق لنا إلا السلام، والمفاوضات السلمية لحل الدولتين، وهذا ما تحدث فيه.
4ـ لن يقدم السيد عباس برنامجاً سياسياً متكاملاً للمرحلة المقبلة، ولكنه سيتحدث بالعموميات، والاستعداد للتوجه إلى الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، والجامعة العربية لتأخذ دورها المبادر في هذا الشأن، وسيتحدث عن مبادرة السلام العربية. وتم ذلك
5ـ سيتحدث عن الأهداف الإسرائيلية في تصفية السلطة، ومساعيهم لتدميرها، وبالتالي هو يصر على بقائها، وسيعزز وجودها من خلال مواصلة التنسيق الأمني. وقد أتى على ذكر ذلك.
6ـ سيدرس مع القيادة سبل تطبيق قرار المجلس المركزي الذي صادقت عليه اللجنة التنفيذية، ولكن السيد عباس تجاهل هذا القرارا، ولم يتطرق إليه في خطابه، إلا بعد أن فرض عليه فرضاً من خلال السؤال، فكان الجواب هو: سندرس، وتجتمع القيادة، وتقرر.
7ـ سيدعو حماس إلى المصالحة، وسيؤكد حرصه عليها، ويطالب حماس بالموافقة على حكومة وحدة وطنية وفق برنامجه، والموافقة على المشاركة في اجتماعات المجلس الوطني الذي شكل لجنة لدراسة موعد ومكان وجدول أعمال المؤتمر، كما سيدعو حماس لعدم إعاقة انتخابات الرئاسية والمجلس التشريعي، وذلك وفق اتفاقية أوسلو وليس وفق قرار الأمم المتحدة.
ولكن الخطاب اكتفى بالهجوم على حماس، واتهمها بإغلاق معبر رفح.
8ـ سيتحدث عن الأسرى، ويترحم على الشهداء، ويطلب الشفاء للجرحى، وهذا ما حدث.
9ـ سيتطرق إلى المؤتمر السابع لحركة فتح، وأنه قد أصدر قراره بضرورة العمل على إنجاح المؤتمر، ولكنه لم يأت على ذكر حركة فتح إلا بالتذكير بتاريخ الانطلاقة.
10ـ سيتوجه السيد عباس بالتحية لأبناء الشعب الفلسطيني الذين تعودوا الصبر والمظاهرات السلمية فقط.
انتهى خطاب السيد محمود عباس، ولم يأت بجديد يخالف ما توقعت، وما توقعه أطفال وصبايا وشباب فلسطين، فلا جديد لدى عباس، ولا تبديل لمواقف عباس، ولا أمل في عباس. وليرحمنا الله برحمته، وليتم علينا نعمته، وكل خطاب وأنتم بخير.

د. فايز أبو شمالة