يكمل الرئيس باراك أوباما سنته السابعة في الحكم هذا الشهر وتبقى له سنة رئاسية أخيرة تنتهي في كانون الثاني (يناير) 2017. مراجعة برنامج عمله تُظهر أنه سيقضي أكثر وقته خارج الولايات المتحدة، فالسياسة الخارجية أسهل كثيراً من السياسة الداخلية ومعارضة الكونغرس بغالبيته الجمهورية كل قرار للرئيس.
السياسة الخارجية تبعت الرئيس أوباما إلى هاواي حيث كان يقضي إجازة الأعياد الغربية مع أسرته، فقد قتِل ستة جنود أميركيين في هجوم على قاعدة باغرام، وهناك مَنْ يريد عودة القوات الأميركية إلى أفغانستان في حرب جديدة، إلا أن أوباما كان وعد بأن يهبط عدد الجنود الأميركيين المتبقين هناك إلى 5.500 جندي مع نهاية هذا العام ثم رفعت التطورات العسكرية الرقم الى 9.800 وفق تصريح للجنرال جون كامبل.
جمعت للرئيس أوباما البرنامج التالي، وهو لا بد أن يعدَّل وتزاد عليه بلدان أخرى يزورها قبل ترك البيت الأبيض:
- سيستضيف الرئيس في كاليفورنيا في 15 و16 من الشهر القادم مجموعة دول جنوب شرق آسيا.
- سيزور أميركا اللاتينية في الشهر الثالث من هذه السنة، وستشمل زيارته كوبا بعد تحسن العلاقات معها، وكولومبيا، حيث توصلت الحكومة والثوار إلى اتفاق سلام.
- في الشهر التالي، أي نيسان (أبريل)، سيزور الرئيس أوباما ألمانيا ويقابل المستشارة أنغيلا ميركل ويحضر في هانوفر أكبر عرض عالمي للتكنولوجيا الصناعية.
- سيزور الرئيس أوباما بولندا في الصيف للمشاركة في مؤتمر لحلف الناتو.
- سيحضر الرئيس أوباما في بيرو في تشرين الثاني (نوفمبر) اجتماع التعاون الاقتصادي بين دول آسيا والمحيط الهادي. ويتوقع أن يعرّج الرئيس على الأرجنتين بعد انتخاب موريسيو ماكري رئيساً وتحسن العلاقات مع الولايات المتحدة.
أتوقف هنا لأقول إنني لم أقرأ في المراجع المتوافرة لدي عن أي زيارة يقوم بها الرئيس أوباما لدولة في الشرق الأوسط، إلا أن المراجع كلها تقول إن إلحاق هزيمة بالدولة الإســـلامية المزعومة سيـــكون في رأس اهتـــماماته الخـــارجية، ويتبع هذا أن الرئيس الأميركي قد يتوقف في هذا البلد أو ذاك من دون إعلان مسبق.
بعض المراجع قال إن تدمير الدولة الإسلامية نهائياً غير ممكن هذه السنة، ولكن قد تنجح إدارة أوباما في إضعافها إلى درجة لا تعود معها تسيطر على مناطق واسعة من العراق وسورية. الواقع أنه لا يوجد سياسيون في الولايات المتحدة يريدون "جزمات على الأرض"، بمعنى إرسال جنود أميركيين للقتال، وهذا باستثناء عدوّي العرب والمسلمين جون ماكين ولندسي غراهام.
ما سبق كله لا يعني النجاح، إلا إذا استطاع الرئيس أوباما في الأشهر القادمة تنفيذ الاتفاق النووي مع إيران، ومتابعة اتفاق الطقس الذي وقعته دول العالم في باريس، وجعل تطبيع العلاقات مع كوبا غير قابل للنقض في الكونغرس، وتنفيذ معاهدة تجارة المحيط الهادي التي تضم 12 دولة، وإضعاف الدولة الإسلامية، فلا تعود خطراً على دول المنطقة والعالم. وربما زدت هنا الحد من حمل الأميركيين السلاح، وأرى أنه لن ينجح رغم دموعه وهو يتحدث عن الموضوع أمام عدسة التلفزيون.
لا سبب منطقياً يجعلني اليوم أتوقع فشل الرئيس أوباما في تنفيذ هذه المشاريع، إلا أنه يحتاج الى تحقيق نجاح واضح ملموس في الشرق الأوسط، وتحديداً في سورية والعراق، لتعتبر إدارته ناجحة. والمشكلة هنا أن الرئيس سيجد أن أشد معارضة له من الكونغرس هي في الشرق الأوسط، حيث ينفذ الكونغرس سياسة إسرائيلية لا تخدم أي مصلحة أميركية.
كل ما أقول اليوم: ننتظر لنرى.