شهادة نشأت من هنا نشأت .........

بقلم: وسيم وني

إنه الشاب نشأت ملحم الشاب الفلسطيني البطل الذي أرعب سلطات الاحتلال الاسرائيلي ونشر الرعب بين صفوف المستوطنين ليكسر من جديد المنظومة الأمنية التي يمارسها الاحتلال الاسرائيلي ضد أبناء شعبنا الفلسطيني .

فقد حطم الشاب نشأت ملحم (31 عاماً) القبضة الحديدية الاسرائيلية ، بتنفيذه عملية فدائية قبل 8 أيام في تل الربيع ( تل أبيب) ما أدّى إلى مقتل إسرائيليين وجرح عدّة أشخاص، قبل أنْ يغادر المكان ويستقل سيارة أجرة، وقام بقتل السائق - وفقاً لما ذكرته المصادر الاسرائيلية ، مخترقاً كل منظومة الإجراءات الأمنية للأجهزة الإسرائيلية، وتنفيذه العملية في عمق عاصمة الكيان الغاصب، وبسلاح "فالكون"المتوافر فقط في وجه أعتى أنواع الأسلحة الاسراءيلية تطورا وفتكاً ، وتمكّنه من الفرار والتواري لعدّة أيام، وحتى في مواجهة الجنود الاسرائيليين، حيث اغتاله جهاز "الشاباك"وسلاحه إلى جانبه في مسقط رأسه بلدة عرعرة الأبية . حيث أن العملية النوعية لملحم الذي سطر بدمه الطاهر أرقى وأروع البطولات على أرض فلسطين بالرغم من أنه يحمل الجنسية الاسرائيلية وهي حتماُ ستعطي دفعاً للمنتفضين داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة نظراً لجرأة أسلوبها وطريقته والتمكّن من التواري عن عيون الاحتلال . وبعد أسبوع من البحث المكثّف من قِبل قوّات الاحتلال وجهاز و"الشاباك"والمستعربين في مختلف الأراضي المحتلة الذين لم يستطيعو النوم ولو لساعة واحدة جراء الكابوس الذي سببه لهم البطل ملحم ، فطوّقت قوّات من وحدات شرطيّة وعسكريّة خاصّة كامل أحياء بلدة عرعرة، بعد توافر معلومات استخبارتية عن وجود ملحم في مسقط رأسه، بجانب" المركز الإسلامي"في البلدة. فيما أكد جهاز "الشاباك"الخبر، مشيراً إلى أنّ نشأت ملحم كان مختبئاً في أحد المباني بعرعرة، وحاول إطلاق النار من بندقية "فالكون"التي استخدمها بالعملية، ولكن قوّات الشرطة ووحدات الجيش الاسرائيلي أطلقت النار عليه وارتقى شهيدا على الفور من فوهة بندقية لا تعرف سوى لغة القتل والتدمير . وحسب الرواية الاسرائيلية حيث أصدر بيان عمّمه بشأن نشأت ملحم، أنّه "بناءً على معلومات استخباراتيّة، وصلت قوّات خاصّة من الشّرطة والجيش الإسرائيليّين لمنطقة قرية عرعرة، إلى منطقة اختباء ملحم»وزعمت أجهزة الاحتلال "أنّ نشأت قام بالتعرّف على مقاتلي جهاز الأمن العامّ والوحدات الخاصّة الاسرائيلية الآخذة في الاقتراب من المبنى الذي اختبأ به فحاول الفرار، ليطلق النيران لاحقاً باتجاه القوّات، من سلاح "فالكون"الذي بحوزته، وردت القوّات الخاصّة بإطلاق النّيران صوبه وأردته على الفور شهيداً ». وزعم البيان أنّ السّلاح الذي استخدمه ملحم لحظةَ المواجهة (الجمعة)، هو ذات السّلاح الذي استخدمه يومَ الجمعة الفائت في عمليّة تل أبيب ومنذ أنْ نفّذ البطل ملحم عمليته، عاش سكّان منطقة وادي عارة عموماً وعرعرة خصوصاً، أيّاماً عصيبة في أعقاب إجراءات التدقيق والتفتيش المكثّف لقوّات وأجهزة الاحتلال في المنطقة والعديد من المضايقات وذُكِرَ أنّه تم الكشف عن مكان ملحم بواسطة تعقّب جهاز الجوال لسيارة الأجرة التي سيطر عليها، وأنّه استخدم الهاتف في الاتصال بأحد أصدقائه بعد تنفيذ العملية، فشرعت المخابرات تراقب صديقه الذي تلقى الاتصال. وكشفت مصادر اعلامية اسرائيلية أن عينة من الحمض النووي DNA، الخاص بنشأت ملحم سحبت من مكان تنفيذ العملية وكان لها الدور الفعال في متابعته، حيث وصلت قوات خاصة وقامت بعمليات تفتيش في المنطقة المحيطة بمكان تواجده، وحينما اقتربوا من مكان تحصنه، أرسلوا كلباً بوليسياً تجاهه، فقام نشأت باطلاق النار عليه وقتله، بعدها داهمت القوات الخاصة واغتالته. أخيرا وليس آخراً وما أود قوله بهذه السطور بأن حكاية نشأت من هنا نشأت ولن تنتهي ، بعدأن ترك بصمته على انتفاضة القدس وثورة السكاكين حيث كانت عملية نشأت الفدائية ناجحة مئة بالمئة لأنها من العمليات الفردية البطولية ، التي يخطط لها الشخص وينفذها بنفسه، ولكن كان يحتاج إلى تغيير ملامح وجهه بلحية مستعارة وشنب مستعار، حتى يضلل العدو ْو كاميراته التي ينشرها بالمنطقة ، ولكن حماسة نشأت غلبته، فدخل في تحد صارخ لقوات الاحتلال الاسرائيلي ونفسه تطلب الشهادة ، وقد نال ما عمل له وتمنى ، فاستشهد بعد نكاية في العدو الاسرائيلي ربما حقق نشأت ما أرادته نفسه، وأراح بمخرجات عمله من خلفه، وقد كتب بدمه الطاهر عبارة سننتزع حقوقنا

وأرضنا غصب عنكم وسننتصر مهما قدمنا من تضحيات فدمائنا تهون فداء لفلسطين فهنيئأ لك الشهادة فشهادتك من هنا نشأت .

.بقلم الأستاذ وسيم وني