دمشق العمق الاستراتيجي لحركة فتح والثورة الفلسطينية

بقلم: علي ابوحبله

الضجة المفتعلة من بعض الجهات الحاقدة والأصوات الناعقة المنتقدة على إحياء احتفالية الذكرى الحادية والخمسون لانطلاقة حركة فتح في دمشق تدلل على مستوى الانحدار الذي وصل إليه البعض في تآمره على قلب العروبة النابض ،

صمود دمشق وانتصارها على المؤامرة التي استهدفت سوريا قلعة العروبة وقلبها النابض أرعب الكثيرين وأحبط المتآمرين على سوريا بفعل ما تحقق لسوريا من قدرة على تغيير موازين القوى الدولية والاقليميه .

ولم تكن تلك الاحتفالية الأولى من نوعها التي تجري في ذكرى ألانطلاقه الواحدة والخمسين بل شهد العام الماضي كذلك احتفالية في هذا التوقيت بالضبط و بحضور شخصيات سياسية وازنة إلى جانب شخصيات سورية سياسية ضمن موقف فلسطيني يؤكد على عمق العلاقة ألاستراتجيه التي تربط دمشق في فلسطين

التعليقات والانتقادات التي تواترت بشكل سريع عقب انتشار صور الاحتفالية لا مبرر لها لان العلاقات السورية الفلسطينية هي علاقات استراتيجيه في ظل الوضعية الاقليميه والدولية وحساسية المفاصل التي تمر فيها القضية الفلسطينية ومحاولات البعض للتضحية في القضية الفلسطينية ضمن عملية المقايضة على القضية الفلسطينية لإسقاط سوريا .

دمشق كانت مركز انطلاقة حركة فتح ففي العام 1963 انتقل الشهيد ياسر عرفات من الكويت إلى دمشق ليعمل على تطوير التنظيم على خط المواجهة في لبنان وسوريا والأردن وفلسطين ، خاصة في ظل الدعم السوري آنذاك لحركة فتح ، وفي 31 /12/1964 قررت قيادة فتح بدء الكفاح المسلح وقامت قوات العاصفة بالعملية الشهيرة التي تم فيها تفجير شبكة مياه إسرائيليه ، تحت اسم عملية نفق عليبون ثم تواصلت حركة فتح تتصاعد منذ العام 1965 مسببة انزعاجا شديدا لإسرائيل والدول العربية التي لم تجد مناصا من الاعتراف في حركة فتح .

ليست مستهجنا أو غريبا أن تحيي حركة فتح انطلاقتها الواحد والخمسين في دمشق مركز انطلاق الحركة وانطلاقة رصاصتها الأولى .

لان حقيقة ما يجمع حركة فتح ودمشق علاقة استراتجيه وان ما يجمع الفلسطينيين بالسوريين علاقات وطيدة ولن يستطيع المتآمرين من إفساد وشائج العلاقة بين الشعبين السوري والفلسطيني نظرا للاهتمام السوري بالفلسطيني الذي يتمتع بكامل الامتيازات التي يتمتع فيها السوري .

ولكل المراهنين على إسقاط دمشق فان دمشق صامدة وهي كانت وستبقى قلب العروبة النابض وسيسقط على أسوارها كل المتآمرين على فلسطين ودمشق التي كانت وما زالت باهتماماتها القضايا العربية في أولويتها الصراع مع إسرائيل.

بقلم/ علي ابوحبله