الرئيس الأمريكي باراك أوباما للوبي الصهيوني إلغاء الاتفاق النووي مع إيران يعرض إسرائيل للخطر

بقلم: علي ابوحبله

في حديث غير مسبوق للرئيس الأمريكي أوباما مع الجالية اليهودية في أمريكا حذر الرئيس الأمريكي من محاولات الكونغرس الأمريكي إلغاء الاتفاق النووي مع إيران ، جاء التحذير للرئيس الأمريكي في اجتماع باراك اوباما مع الجالية اليهودية في أميركا في حضور مسئول الأمن القومي سوزان رايس ونائبه جون بايدن وشرح لهم أن تقديم مشروع من نائب جمهوري للتصويت على إلغاء الاتفاق النووي الذي تم بين الدول الخمس وألمانيا أي ست دول مع إيران هو أمر خطير وسيؤدي بالضرر على الأمن في المنطقة كلها وفي الشرق الأوسط وآسيا، إضافة إلى الضرر الذي سيصيب إسرائيل بشكل كبير.

وقال الرئيس الأمريكي في معرض تحذيره للوبي الصهيوني إذا قام الكونغرس بإلغاء الاتفاق النووي مع إيران فان إيران ستلغي الاتفاق من جانبها أيضا وعندها سيكون من أهداف الولايات المتحدة ضرب إيران عسكريا كي لا تتقدم في المجال النووي، وبالتالي، فان إيران سترد بأمرين، أولا الطلب إلى حزب الله بقصف إسرائيل بالصواريخ، وأن لدى حزب الله كل أنواع الصواريخ، البرية والجوية والبحرية، كما أن البحرية الإيرانية ستقوم بإرسال زوارق انتحارية ضد حاملات الطائرات والبوارج الأميركية في الخليج وباب المندب وقبالة شواطئ إيران، والبحار الموجودة هناك، ولدى إيران حوالي 1500 زورق انتحاري مليء بالمتفجرات وهنالك أشخاص إيرانيون من الحرس الثوري مستعدون للموت في سبيل تنفيذ هذه المهمة وبالتالي سيتم ضرب الأسطول الأميركي مع أن الأسطول الأميركي قادر على الدفاع عن نفسه بحسب قول الرئيس الأمريكي أوباما ، وقصف الزوارق الانتحارية، إلا أن بعض الزوارق الانتحارية ستصل إلى البوارج وحاملات الطائرات وتنفجر فيها، وكل زورق يحمل طن من المتفجرات مما سيؤدي إلى ضرر كبير في البحرية الأميركية.

وقال إن إيران ستقصف السعودية بالصواريخ البالستية والقواعد الأميركية هناك،

واعتبر الرئيس الأمريكي قيام الكونغرس بإلغاء الاتفاق النووي يعد خطأ كبير ويعد في حال الإقدام عليه الثالث في تاريخها ،حيث كان الخطأ الأول حرب فيتنام والخطأ الثاني حرب العراق والخطأ الثالث الآن سيكون مع إيران إذا شنت الولايات المتحدة حربا ضد إيران،

وبحسب تصريحات أوباما إيران قارة كبرى هي اكبر من فيتنام واكبر من العراق. وبات لديها صواريخ بالستية تصل إلى 3 آلاف كيلومتر، ولديها سلاح بحرية متطور والاهم سلاح الصواريخ الذي يصل إلى حوالي نصف مليون صاروخ وأكثر بالستي، يصل مدى هذه الصواريخ إلى ما بين 500 كلم إلى 3 آلاف كلم، أي أن إيران قادرة على الوصول بصواريخها إلى سواحل أوروبا في فرنسا واسبانيا وايطاليا.

وأضاف الرئيس الأمريكي في معرض تحذيره أن إيران ستشن حرب في الصواريخ على إسرائيل، وستطلب من حزب الله شنّ حرب على إسرائيل بالصواريخ، وعندها سيكون المتضرر الأول هو إسرائيل، لذلك تساءل الرئيس الأمريكي أوباما لماذا تسعى الجالية اليهودية واللوبي اليهودي ونتنياهو إلى إلغاء الاتفاق السلمي الذي تم مع إيران والتزمت به إيران، ووقعت عليه. وأصبح قانونا دوليا لا تستطيع إيران الخروج منه. فما الفائدة من الضغط على الكونغرس الأميركي لإلغاء الاتفاق مع إيران وتعريض إسرائيل لخطر الصواريخ الإيرانية التي تصل إلى 100 ألف صاروخ إضافة إلى الصواريخ الإيرانية التي تصل إلى إسرائيل بكثافة 5 آلاف صاروخ في اليوم الواحد، إضافة إلى حرب أميركية - إيرانية،

المتمعن في مضمون حديث الرئيس الأمريكي أوباما في اجتماع اللوبي الصهيوني ، أن أمريكا يهمها في الدرجة الأولى تحقيق امن إسرائيل على حساب الأمن القومي العربي ، وعلى حساب الأمن القطري العربي ، وان أمريكا تدفع دول المنطقة لشن الحروب والصراعات بالوكالة وذلك ضمن المسعى الأمريكي لخدمة امن إسرائيل .

الحرب على العراق هدفت لتدمير مقومات العراق وحل الجيش العراقي ، وان الصراع على سوريا هدفه تقسيم سوريا وتدمير الجيش العربي السوري لأجل ضمان وحماية امن إسرائيل .

وان الحرب على اليمن تهدف إلى إشعال الصراع المذهبي الطائفي وتهدف إلى إغراق السعودية بصراعات تقود لصراع مذهبي طائفي بين إيران ودول المنطقة

هي حروب بالوكالة تفتعلها وتشجع عليها أمريكا لحماية امن إسرائيل وان مضمون حديث الرئيس الأمريكي أن الاتفاق النووي مع إيران هو لتحقيق امن إسرائيل وتحييد إيران وفق ألاستراتجيه الامريكيه ودفعها للانخراط بصراعات المنطقة .

إن حقيقة ما تشهده المنطقة من صراعات هو بفعل المخططات الامريكيه وهو يهدف إلى إغراق المنطقة العربية بالفوضى وتفكيك دول المنطقة لتحقيق امن إسرائيل

الرئيس الأمريكي باراك أوباما متسائلا سأستعمل القوة، وسوف اضرب إيران عسكريا. ولكن إلى أين سنصل بهذه الحرب، سنصل إلى استنزاف الولايات المتحدة بحرب في إيران لن تنتهي بعشر سنوات، وستكون أطول من حرب فيتنام. وإذا كانت حرب العراق انتهت بسرعة فلان الشعب العراقي كان يريد الانتهاء من الرئيس صدام حسين، ونحن وضعنا ثقلنا فوق العادة في العراق، أما في إيران فمساحة إيران كبيرة جدا ولا يمكن نشر الجيوش الأميركية في إيران لأنها ستتعرض للخسارة كما تعرض الاتحاد السوفيتي للخسارة في أفغانستان، وبالتالي فلا مصلحة للولايات المتحدة بشن حرب على إيران طالما أنها وافقت على الملف النووي.

بنتيجة حديث الرئيس الأمريكي أوباما حصل انقسام في الجالية اليهودية التي قابلت الرئيس باراك أوباما وحصل توتر بين الفريقين، ففريق يهودي يريد القبول بالاتفاق مع إيران، وفريق يهودي يريد إلغاء الاتفاق مع إيران،

ويرى الفريق الذي يرغب بإلغاء الاتفاق أن إيران ستصبح دولة كبرى ومداخيلها عظيمة ومع إلغاء العقوبات الأوروبية والأميركية عنها، ستصبح دولة غنية، إضافة إلى أنها تقوم بتصدير النفط ولديها مخزون نفطي وغاز كبير، وليس لإسرائيل أي مصلحة في أن تصبح إيران دولة كبرى في منطقة الشرق الأوسط والشرق الأدنى.

لكن الرئيس باراك أوباما بقي على رأيه، وقال انصحهم بتجنب تعريض إسرائيل لحرب جديدة وتلقي الصواريخ الإيرانية من حزب الله على إسرائيل بالآلاف ، ودفع الولايات المتحدة لشن حرب على إيران لن نعرف متى تنتهي، والخاسر الأكبر سيكون اسرائيل لأنها ستصاب بمئات آلاف الصواريخ من حزب الله وهذه الصواريخ فعالة وتصل إلى تل أبيب والقدس والى كل مناطق إسرائيل، وليس من مصلحة إسرائيل واللوبي الصهيوني الدفع في اتجاه إلغاء الاتفاق النووي مع إيران،

في الوقت الذي يستعد الكونغرس الأميركي لبحث مشروع قانون قدمه نائب جمهوري يقضي بالتصويت على إلغاء الاتفاق مع إيران، ووجه نتنياهو بيانا الى اليهود في اميركا، والى الايباك والى الكونغرس الاميركي يطالبهم فيه، بالغاء الاتفاق النووي بين اميركا والدول الخمس الاخرى مع ايران، معلنا ان ايران ستكون اكبر خطر على المنطقة كلها. وسيصوّت الكونغرس في الأيام القادمة على مشروع قانون الاتفاق مع إيران. فإذا اسقط الاتفاق فهنالك مرحلة جديدة خطيرة سيدخلها العالم ولا نعرف ماذا سيحصل لان الحرب مع إيران بين أميركا وإيران قد تصل إلى استعمال سلاح نووي من أميركا ضد إيران، في الوقت الذي وجهت فيه موسكو وفرنسا وبريطانيا والصين رسائل تحذير إلى أميركا بأن استعمال السلاح النووي عندها لن يبقى في غيران بل سينتشر في العالم، وان دولا ستستخدم السلاح النووي لضرب دول أخرى. وإذا كانت الولايات المتحدة ستسمح لنفسها بضرب السلاح النووي في إيران، فان روسيا ستضرب سلاحا نوويا على أوكرانيا. وان الصين ستضرب سلاحا نوويا على الصين الوطنية، وان بريطانيا وفرنسا قد تستعمل سلاحا نوويا في الموصل في العراق أو في الرقة في سوريا، لذلك الأمر خطير والكونغرس الأميركي أمام تصويت على أهم مشروع اتفاق حصل في القرن الحادي والعشرين والأيام القادمة تخبرنا بخطورة الأمور وماذا سيحصل إذا صوّت الكونغرس على إلغاء الاتفاق بين الدول الست الكبرى وإيران.

ويبقى السؤال هل من موقف عربي يعيد حساباته وفق منظور الرؤيا الامريكيه لحقيقة الصراعات التي تشهدها المنطقه وهل من تغير استراتيجي عربي يقود الى تغير في الموقف العربي من الصراعات واعادة توحيد الموقف العربي وفق ما يحقق المصالح العربيه والامن القومي العربي ويقود الى تصويب لاولوية الصراع مع اسرائيل التي هدفت امريكا من وراء تغذيتها للصراعات تحقيق امن اسرائيل وتصفية القضيه الفلسطينيه.

بقلم/ علي ابوحبله