ثمانية وتسعون عاما علي ميلاد جمال عبد الناصر ....وما يقارب 4 عقود علي رحيله زعيما وقائدا لمصر وللأمة العربية .....انسانا عروبيا قوميا ....وزعيما ملهما من زعماء دول عدم الانحياز ....غادرنا جمال عبد الناصر في لحظات عصيبه ....وفي ظروف شديدة الصعوبة ...ونحن أحوج ما نكون اليه لمصر وللعرب ....لكنه القدر وحتميته .
فقدنا عبد الناصر الزعيم ....الانسان والقائد العربي القومي ...لكننا لم نفقد الفكرة ومنطلقاتها ومبادئها ....التي لا زالت تشكل عناوين التحرر ...ولا زالت تشكل مجموعة المبادئ التي تسعي الشعوب الي تحقيقها .....وما العدالة الاجتماعية ومجانية التعليم والصحة ....ودعم القطاع العام الحكومي ...ومحاربة الفساد ....وتغليب القطاع العام وصناعاته الوطنية على كل ما يتم استيراده في ظل الحماية الاقتصادية ....التي تحمي الاقتصاد الوطني ....وتوفر معدلات الدخل الفردي والقومي .....التي يمكن لها أن تساعد وتلبي احتياجات كل مواطن ....انجازات تسجل لحكم عبد الناصر ....وما اضافه من استصلاح الاراضي ...وتوزيعها ...اضافة للعديد من الانجازات التي يصعب حصرها بهذا المقام .
الزعيم الخالد عبد الناصر والذي فقدناه في سبتمبر من العام 70 ...ما بعد انتهاء احداث ايلول المؤسفة....وما بعد نكسة حزيران 67....والتي المت بنا.... وأوجعتنا بقلوبنا..... وما ترتب عليها من احتلال لا زال جاثما ومنتهكا لحقوقنا .
جاءت نتائج حرب حزيران بعكس ما تم التخطيط له ....وبعكس ما أرادت حكومة الاحتلال التي كانت تنتظر عبر سماعة الهاتف ....ليعلن عبد الناصر عن استسلامه .....لكن الحقيقة قد اثبتت ان عبد الناصر لم يهزم ....ولم ينكسر.... وما شعب مصر الذي خرج في التاسع والعاشر من يونيو ....هاتفا بحياة عبد الناصر ...ومطالبا ببقائه ....الا ردا قويا علي حكومة اسرائيل والقوي الاستعمارية وعلى راسها الولايات المتحدة .
عبد الناصر لم يستسلم منذ بداية مشواره ....فلقد عمل بكل جد واجتهاد ما بعد ثورة يوليو 52 ....حيث احدث ثورة حقيقية.... وعلى كافة الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية .....واعاد للفلاح المصري مكانته وحقوقه .....كما أعاد للعامل المصري مميزاته ودوره .
عبد الناصر أعاد للأمة وجودها .....وحافظ على كرامتها ....ووفر متطلبات الصمود بما اتخذه من اجراءات ....كانت بدايتها تاميم قناة السويس ...وبداية مشروع بناء السد العالي .
عبد الناصر الحريص على مصر والعرب ....وكافة حركات التحرر التي قدم لها كافة سبل الدعم والاسناد من جبهة التحرير الجزائرية ....الي الثورة الفلسطينية ..والتي قال عنها أنها وجدت لتبقي..... وأكمل زعيمنا الخالد ياسر عرفات ...( ولتنتصر ) ....كما قدم المساعدة والدعم للثورة اليمينية ....وللعديد من حركات التحرر الافريقية .
الزعيم الخالد جمال عبد الناصر من رواد الفكر القومي والذي عمل طوال حياته .....من أجل مصر والعروبة ....ومن أجل فلسطين وحريتها ...ولا زالت أفكاره ومبادئه تشكل عنوانا لكافة الثورات التحررية المناهضة للاستعمار وقوي الطغيان .
فلسطين التي حارب على ارضها عبد الناصر.... وسالت دماء الجنود المصريين على ثري ترابها ....لا زالت تشكل تاريخا ناصعا ....وصفحات مجد.....وتاريخ لا ينسي للقوات المسلحة المصرية.... التي اكدت على عروبتها وقوميتها.... على استبسالها وتضحياتها ....وما دماء وجثامين الشهداء الاطهار في ثري فلسطين .....الا دليل قاطع على أواصر العلاقات ....وعمق جذورها التاريخية ....والتي ستبقي نبراسا وهاديا للكافة .
غزة هاشم المحاذية حدوديا لمصر الشقيقة ....والتي كانت ولا زالت تشكل عمقا استراتيجيا لهذا البلد العربي الشقيق..... وما عشناه علي مدار عقود من رعاية مصرية ابان حكم الزعيم الخالد عبد الناصر ...الذي تعامل مع القطاع واهله ....كما التعامل مع كافة ابناء فلسطين بمثل ما يتميز به الاشقاء المصريين من مميزات وتسهيلات ...سواء على صعيد التعليم او الصحة أو الاقامة أو حرية الحركة .
غزة وأهلها ...وعلى الدوام يجددون الوفاء لمصر وزعيمها الخالد جمال عبد الناصر ....كما يجددون الوفاء المتواصل لمصر عبر التاريخ ....وحتي يومنا هذا ....لأن مصر ليست جارا حدوديا عاديا ...ولم تكن العلاقة بحكم جوار جغرافي ...بقدر امتزاج دماءنا ...ودماء اشقائنا ....ومن منا لا يعلم تضحيات مصر وجيشها الباسل ...ومن منا لا يعلم تضحيات مصر وشعبها من اجل فلسطين وحريتها .
نحن في فلسطين.... سنبقي علي وفائنا وعهدنا.... مهما طال الزمن ....ومهما اشتدت الظروف...لان مصر ما زالت في القلب والوجدان .....ولن ننسي افضالها علينا ...ولن ننسي ما قدمت وما زالت تقدم من دعم واسناد ....لقضيتنا ...ولقيادتنا.
سيبقي الزعيم الخالد جمال عبد الناصر عهدا وتاريخيا .....مصريا وعربيا وقوميا ....نعتز ....ونفخر به....لما لهذا الزعيم الخالد من مواقف قومية .....لا زالت تسجل بصفحات التاريخ ...ولن نستطيع نسيانها ....أو التغاضي عنها ..... مع مرور هذه العقود من الزمن .....الذي لن ولم ننسي فيه عبد الناصر ....الزعيم ... والقائد ...والانسان .
الكاتب : وفيق زنداح