الانروا والاحتلال في مواجهة شعبنا

بقلم: رامز مصطفى

ما تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة من انتفاضة في مواجهة الاحتلال " الإسرائيلي " ، وما تشهده المخيمات الفلسطينية في لبنان من هبة شعبية في مواجهة سياسات إدارة الانروا ، قاسمهما الجامع ، أن الفلسطينيين يعانون مر الظلم والقهر والمعاناة على يد كيان اغتصب الأرض منذ 67 عاماً ، وقد عمل ولا زال يعمل كل ما في وسعه من أجل تصفية القضية وعناوينها الوطنية ، لكي يخرج على العالم قائلاً :- " إنها أرض بلا شعب ، لشعب بلا أرض " . ورغم سياساته التي ارتكب من أجلها كل الجرائم والمحارق ، فهو هودّ الآرض وصادرها ليني عليها مستوطناته ، وقتل واعتقل الآلاف المؤلفة من شعبنا ، مستغلاً ضعف إرادة المراهنين من أبناء جلدتنا على سراب أوهام التسويات ، ومقولة العاجزين " ليس بالإمكان أكثر مما كان " . وها هو شعبنا في فلسطين يقلب الطاولة في وجه الجميع وأولهم الاحتلال ورعاته ، معلناً انتفاضته التي اربكت ولا تزال قادة الكيان ، ووضعتهم أمام حقيقة لا تقبل التأويل ، أن شعبنا عصي على الانكسار والانصهار .

واليوم وبالتزامن مع دخول الانتفاضة شهرها الرابع ، تطل علينا إدارة الانروا كما هي عادتها منذ ما يزيد عن العقدين من الزمن ، بشخص مديرها العام في لبنان " ماتيوس شمالي " ، بإجراءات وقرارات تؤشر مباشرة فيما ذهب الكثيرين إليه أن الدول المانحة تتحضر من أجل تصفية أعمال وكالة الانروا ، الشاهد الحي على قضية اللاجئين الفلسطينيين ونكبتهم عام 1948 . وعندما التقت الفصائل السيد ماتيوس بناءً لطلبه ، في خطوة كان المراد منها القول لشعبنا في المخيمات أن الفصائل شريكة في اتخاذ قراراته الظالمة حول الاستشفاء . ولكن رُدّ الخبثُ لصدر صاحبه السيد ماتيوس ، وجاءه قرار الشارع الفلسطيني ، كما أُبلغّ بأن المطلوب التراجع وإلغاء القرارات ، وإلاّ فتحمل مسؤولية ما تُخفيه جموع شعبنا من غضب متراكم ضد سياسة الانروا ، التي تتقاطع والاحتلال وبإرادة المانحين عند نقطة واحدة هي تصفية قضية اللاجئين وحق العودة ، العنوان الأبرز والمحوري بل والإستراتيحي في قضيتنا الوطنية الفلسطينية .

بقلم/ رامز مصطفى