إذا كان رسولنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم ،قد غضب وتغيرت ملامح وجه لما بلغه معايرة أبي ذر ،لبلال رضي الله عنهما حيث قال له بعدما اختلفا في الحوار .. حتى أنت يابن السوداء تخطئني.. فقال عليه الصلاة و السلام : يا أبا ذر أعيرته بأمه .. إنك امرؤ فيك جاهلية ..!!أسرع أبو ذر رضي الله ،وهو يلوم نفسه آسفا ..لم تأخذه العزة بالإثم ولا الكبرياء أو الغرور ولما ذهب لبيت بلال رضي الله عنه .. طرح أبو ذر رأسه في طريق بلال ووضع خده على التراب ..وقال : والله ..يابلال لا ارفع خدي عن التراب حتى تطأه برجلك .. أنت الكريم وأنا المهان ..!! فماذا كان رد الفعل من قبل بلال ..؟ ! هل ثأر لنفسه آخذا بذريعة أن تلك فرصة سانحة للقصاص وأن ، العين بالعين ..والسن بالسن أي هل ترجم على هواه دستورنا الإسلامي ، كما حالنا اليوم.. عندما يختلف البشر مع بعضهم البعض ..؟! طبعا كلا.. لكنه رضي الله عنه وأرضاه ..اقترب منه.. ومسح خده من ترابه أي خد أبا ذر ، فأخذ بلال يبكي ثم قاما وتعانقا وتباكيا وقبّل ذلك الخد، وقال: والله لا أطأ وجها سجد لله ..قد يسأل سائل ..وما الجديد في ذلك أستاذنا فكثيرٍ منا يعلم تلك الرواية ..وهنا أقول لهم ..لكن الجديد في أيامنا..بكل أسف هو.. أن هناك من يقطع الرأس التي سجدت لله ..واللسان الذي ذكر الله ..وهناك من يمزق الجسد ،ويشوه معالمه ذاك الجسد الذي عبد الله سبحانه وتعالى ،والطآمّة الكبرى أن الذين يقطعون الرءوس اليوم من أبناء جلدتنا يفعلون تلك الجرائم البشعة لم يكتفوا بذلك ،بل يقومون بنشر مثل تلك الصور عبر النت أو الفيس بوك فيدعون بزعمهم الباطل أنهم ما يقومون به.. ما هو إلا من أجل ابتغاء مرضات الله، وإحياء لسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ..أولئك الطغاة المجرمين إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد غضب لما أسلفت في مقالي هذا حيث قال لأبي ذر .. إنك امرؤ فيك جاهلية..فأين هؤلاء المجرمين من قول النبي صلى الله عليه وسلم ..؟! وهل ما قاموا به من تشويه صورة الإسلام والمسلمين،أمام المجتمع الشرقي والغربي ، ومن إساءة متعمدة للدين مقابل حفنة دراهم معدودة..و من تكفير عباد الله وقطع رءوسهم هل هم أناسٌ بهم جاهلية فحسب ..؟! وماذا تبقى بعد قتلهم النفس التي حرم الله إلا بالحق ..بل هم أشد كفرا ..أقسم بالله أن الله ..سيسقطهم،ويُسقط دولتهم المزعومة، كما سقطت الإمبراطوريات الكبرى من قبل،وأن الله سينتقم منهم في الدنيا ،والآخرة إن لم يتوبوا إلى الله قبل فوات الأوان ..!!
بقلم/ حامد أبو عمرة