عطوان ...شايل سيفه !!.

بقلم: وفيق زنداح

كما يقال اما أن نرجم ونصمت .....واما وأن نرجم ويتوجب الرد ......لكن ليس بكل الأحوال ...ولكن ببعض الاستثناءات ...ولبعض التجاوزات والقضايا ....على اعتبار أن الرد ضرورة وواجب وطني .....في اطار الواجب المهني الاعلامي .
نؤمن بحرية الرأي ...وديمقراطية الحوار والنقاش ...كما ونؤمن بتعدد الآراء والمواقف ....نؤمن بكل شيء ...يؤدي للمزيد من الحرية واتساعها وتناميها ....لكنها الحرية التي نفهمها والتي تربينا عليها....وليس الحرية المنفلتة من عقالها ....والتي تخرج عن مسارها واهدافها ....لنسمع منها ....ونشاهد فيها ....ونقرأ عنها ....ما يسي لنا ....وما يجرم مؤسساتنا ...ومن يخوننا ....ويريد ان يبيعنا ..وطنية زائفه ....لبضاعة فاسدة ....ربما أكلنا وشربنا منها ...ومرت علينا لبعض المراحل....لكننا ولقد استيقظنا وأدركنا وتعلمنا من تجاربنا ....ان ليس كل ما يقال صحيح ....وليس كل من يحاول أن يبادلنا المحبة ....يكون محبا لنا ....او ودودا لنا ....أو خائفا علينا .
الحرية التي نفهمها ...حرية الالتزام بالوطن والشعب والقضية ....حرية الأصول والآداب الوطنية .....وليس الكلام الجارح والطاعن ...بوطنيه الوطنيين من المناضلين ....والذين لا يحتاجون لشهادة الوطنية ...لمن يعيشون في العواصم ....ومن يجلسون براحتهم ...ومن حولهم ما لاذ وطاب .
أن تصل الامور ومن خلال مقالة عبد الباري عطوان ...بعنوان (جاسوس اسرائيلي في مكتب عريقات ...ما الجديد ؟) . .....العنوان يتحدث عن حدث قد حصل في سياق ما يمكن أن يحدث .....لكن محاولة التضخيم وخلط الاوراق ....واستغلال الحدث .... بكل ما بداخل الكاتب من أحقاد ومواقف ....وما تؤكده أقواله من تربص لحدث هنا او هناك .....ليفتح ما بداخله ...وليطعن بوطنيه الأجهزة الأمنية ...ومعظمها ان لم تكن بمجموعها من أبناء الحركة الاسيرة ممن تخرجوا من أكاديمياتها ...ومن تربوا ورضعوا الوطنية منذ نعومة أظافرهم ....وفي ريعان شبابهم ...حيث تم تعبئتهم بعقيدة وطنية خالصة .....وبعقيدة أمنية تدرك معني الوطن وأمنه....الوطنية التي تربي عليها هؤلاء الشباب والقادة ....لا تباع ولا تشتري .....وغير قابلة للقسمة والتجزئة ....ولن تكون في سوق المزايدات الاعلامية ....والسياسية ...لأنها تعبيرعن اجيال وطنية سلكت طريقها على درب عشرات الالاف من شهداء فلسطين ....وعلى طريق مئات الالاف ممن اسروا وجرحوا .
فلسطين وشعبها وقياداتها ومؤسساتها المدنية والامنية .....وبكافة فصائلها الوطنية والاسلامية ...لا تقبل ...ولا يرضيها ...ولا يمكن لها أن تشتري مثل هذه البضائع الفاسدة والخارجة عن الاصول واللياقة والاخلاق الوطنية .
ولم نكن نقبل ....وليس بسياستنا الرد على أي موقف أو راي.... حتي ولو كان مخالفا ومعارضا .....لكن الرد في هذا المقام كان ضرورة ...حتي تكون الامور واضحة ....وحتي لا يترك المجال باستمرار القذف والتجريح والتشهير والتخوين .....بأجهزتنا الامنية ...وبسلطتنا الوطنية ....وبقيادتنا الشرعية ....فالسكوت عن مثل هذه التجاوزات جريمة وطنية ....كما أنها جريمة اخلاقية .....لان المتحدث والكاتب الذي تجاوز بكلماته وعباراته ما هو ممكن ومألوف يستوجب الرد ....عندما يقول بالحرف الواحد بمقالته .....سلطة فاسدة ....اقيمت أساسا بقرار اسرائيلي ...لكي تخدم الاحتلال .....وتغطي على جرائمه ...وتمنع مقاومته ....وتعفيه من مسئولياته كسلطة احتلال ...واضاف عطوان ...أنه بانتظار رصاصة الرحمة التي تطلق عليها .
بماذا سنرد على هذا المسمى عطوان ....المتلون بحسب لون النقد المدفوع .....والعاصمة التي دفعته لقول ما قاله .
وحتي يدرك عطوان وغيره ....فان السلطة الوطنية الفلسطينية ...سلطة الشعب الفلسطيني ....والتي اقيمت وتأسست بقرار المجلس المركزي الفلسطيني .....والتي جاءت تعبيرا وتجسيدا لقرار المجلس الوطني بالعام 74 حول حقنا بإقامة سلطة وطنية على أي جزء يتم تحريره ...وأن انشاء السلطة الوطنية الفلسطينية قد تم في اطار اتفاقية أوسلو في ايلول 93 ...وأنها سلطة وطنية فلسطينية ...لخدمة شعبها ورفع رايته ....وعلمه ....ونشيدها الوطني ...سلطة لرعاية مصالحه ...وتأمين سبل حياته ...وتوفير الامن لشعبه ....سلطة تبني مؤسسات دولته ...وتمهد الطريق لدولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية ...سلطة وطنية لكشف جرائم الاحتلال ومقاومته بكافة الطرق السياسية والدبلوماسية والشعبية ...وليس كما يزعم عطوان بالتغطية على الاحتلال ....وعليه أن يتابع كافة التحركات السياسية والدبلوماسية والقرارات الصادرة عن الامم المتحدة ومجلس الامن وكافة المؤسسات الدولية...وما يجري من تأييد دولي واسلامي وعربي ....وما يتم من مشاركة فلسطينية بعشرات المؤسسات الدولية ....وما يجري من اعترافات بدولة فلسطين ....كما على عطوان أن يدرك جيدا ما تعيشه اسرائيل المحتلة والمجرمة من ضائقة سياسية دولية .....ومن هواجس امنية داخلية .....ومن انهيارات اقتصادية ....ومن هجرات معاكسة ....وما يجري من مناهضة لسياساتها الاستيطانية .....وما يخرج عن الاتحاد الاوروبي من مواقف داعمة لفلسطين ....وما تشهده امريكا من حرج نتيجة لعزله اسرائيل ووقوفها منفردة .....وبدعم امريكي أمام العالم بأسره .
السلطة الوطنية الفلسطينية لا تحتاج لشهادات وطنية من عطوان وغيره ....كما انها لا تحتاج الي من يقول لها ماذا عليها أن تفعل ....لأنها أول من رفعت شعار مقاومة الاحتلال والاستيطان بسلمية ....وبدعم من جماعات الضغط الاوروبي التي انتشرت داخل الاراضي الفلسطينية واستشهد منهم البعض ....كما أن مواجهه الاستيطان والاحتلال بالمظاهرات السلمية التي تخرج من البلدات والقري الفلسطينية ....وتغلق الشوارع ....وتربك المستوطنين ...وتجعلهم يعيشون بحالة هوس أمني من خلال انتفاضة شباب فلسطين الذين اذاقوا المستوطنين والاحتلال ما يستحقوا نتيجة احتلالهم وغطرستهم وعنجهيتهم ....كما أن مقاطعة المنتجات ووسمها ...وما أحدثته من ارباك وتضييق على المستوطنات والمستوطنين ....الا دليل نضال مستمر ...وحركة سياسية دؤوبة ...واعلام فلسطيني هادف وملتزم .
كما أن السلطة الوطنية الفلسطينية لا تعفي الاحتلال من مسئولياته ...بل تحمله كامل المسئولية على كل ما يجري من جرائم ومجازر ....أمام كافة المنابر والمؤسسات الدولية ....كما وتقوم السلطة بالتنديد والكشف عن كافة المحاولات الاحتلالية والاستيطانية ...وما يصدر عنهما من اجراءات تعسفية ...ومحاولات للنهب والسلب .
أما حول رصاصة الرحمة التي سماها عطوان لإنهاء السلطة الوطنية .....فالسلطة الوطنية الفلسطينية قائمة ...ومستمرة على طريق دولة فلسطين .....بعاصمتها القدس الشرقية ....اما رصاصة الرحمة التي يسميها عطوان فلقد اطلقت منذ سنوات عديدة وما زالت ...وكانت من خلال المدافع والطائرات والدبابات ....وعلى مدار سنوات ثورتنا المعاصرة ...وحتي على مدار عمر السلطة الوطنية التي استهدفها الاحتلال منذ نشأتها ... بقصف مقراتها وأجهزتها الامنية ومؤسساتها المدنية وحتي مقر الرئاسة بمدينة غزة ...كما وتم قصف مقر الرئاسة عندما قامت اسرائيل بمحاصرة الرئيس القائد الشهيد ابو عمار في مقر المقاطعة برام الله .
استهداف اسرائيل للسلطة الوطنية مستمر ومتصاعد وهي تحاول دائما اضعاف السلطة وتهديدها ...ومحاولة تطويقها وحصارها ...ومنع أموال السلطة عنها وما يجري من اجراءات وممارسات اسرائيلية يطول الشرح والتفصيل فيها .
أما بخصوص تلفزيون فلسطين والتي تطرق له عطوان مطالبا بأن يكون التلفزيون لكل الفلسطينيين ...وان تكون شاشته ساخنة ...وبرامجه وطنية ....فأنا استغرب ما يقوله عطوان ....ويبدو أنه لا يتابع جيدا ....كما أنه يبدو ايضا.... لم يشاهد قصف تلفزيون فلسطين في غزة ورام الله ....وعدد الشهداء الذين سقطوا من أبناء التلفزيون ...كما أنه يبدو لا يشاهد وليس لديه الوقت ليعرف أن تلفزيون فلسطين وفضائية فلسطين تشاهد بمعظم أنحاء العالم ...وتشاهده كافة الجاليات الفلسطينية والعربية والاسلامية ...كما يشاهده كافة أبناء الوطن باعتبار أن شاشة فلسطين هي لكل الفلسطينيين والاحرار والراغبين بمعرفة الخبر الفلسطيني ....بكل مصداقية وشفافية ...وبعيدا عن الاضافات والنواقص ....ومحاولات التسخين والتبريد ...وكأن السيد عطوان يريد من شاشة فلسطين أن تكون ساخنة وملونة وبصورة مستمرة ....بصورة الدم ....ولا يريد لشاشة الفضائية والتلفزيون الفلسطيني أن يكون متنوعا ببرامجه وثقافته الوطنية ...أن يكون متنوعا ببرامج الطفولة والتربية ....وبرامج الاقتصاد والاعمال ...وبرامج الصناعة والزراعة ..... برامج التراث والموسيقي ....والاغاني الوطنية .
تلفزيون وفضائية فلسطين برامجها وطنية خالصة ...ولا تحتاج شهادة أحد ....لأنها شاشة ملتزمة بالوطن وقضاياه ...وبالشرعية وخياراتها ....ولا تستخدم اسلوب الاثارة الاعلامية .
اعلامنا هادف ولا يبالغ ولا يتطاول على أحد ...ولا يتدخل بالشؤون الداخلية للأخرين ...اعلام الحقوق والثوابت ...والمدافع عن الكرامة الوطنية والشرعية الفلسطينية .....اعلام ذات بعد عربي قومي اسلامي .....يلتزم باحترام الاديان والثقافات ....والحريات العامة والخاصة ...اعلام لا يباع ولا يشتري ....اعلام سيبقي سيفا مدافعا عن الوطن والشعب والقضية .
النقطة الاخيرة للرد على عطوان ...وبإيجاز شديد ....الرئيس محمود عباس والسلطة الوطنية يتم التحريض عليهم على مدار اللحظة من نتنياهو وحكومته العنصرية....كما يتم التحريض عليهم من بعض الاقلام ووسائل الاعلام الصفراء .....الذين لا يقرأون ولا يدركون أن فلسطين وشعبها وفصائلها الوطنية والاسلامية تقف بخندق واحد ...لمواجهه الاحتلال ومستوطنيه من خلال انتفاضة القدس .....وما تمتلكه القيادة السياسية من قدرات التحرك السياسي والدبلوماسي لانتزاع القرارات الدولية ....والاعترافات المتواصلة بدولة فلسطين ...وحتي العمل على تجريم مجرمي الحرب الاسرائيليين ومحاكمتهم أمام محكمة الجنايات الدولية .
ندرك أن طريقنا شاق وصعب ...لكننا بالربع الاخير.... من مشوار العمل الوطني الفلسطيني الجامع والمؤحد لكافة القوي الفلسطينية ....والتي ستحقق اهدافها ....وتنجز نصرها ...واستقلال شعبها ....مهما اشتدت الظروف ...وتعاظمت التحديات .
الكاتب : وفيق زنداح