اياكم.. والوقوع بالشرك المنصوب !!

بقلم: وفيق زنداح

تشهد الساحة الاعلامية العديد من التصريحات الاسرائيلية ...التي توجه أصابع الاتهام والتحريض ضد السلطة ....والرئيس .....وحتي المقاومة الفلسطينية ....التي تستعد كعادتها ...وبحسب ما يصدر من تصريحات اسرائيلية .....أن المقاومة تجري استعداداتها للاعتداء على اسرائيل بحسب مفهومهم .....وحتي وصل الامر بتصريحاتهم أن المقاومة ستهدد سديروت وربما احتلالها ....كما أن المقاومة تمتلك من القوة الصاروخية ما يمكنها من تهديد اسرائيل وامنها .

حق المقاومة الفلسطينية بإجراء استعداداتها وتجهيزاتها للدفاع عن شعبها وارضها حق مكفول وطبيعي ولا مناقشة به ...لان من يعتدي علينا يجب الرد عليه بكل ما نمتلك ونستطيع من قوة .

حق الدفاع والمقاومة والتجهيز لأي مواجهة مسألة طبيعية وفي سياق حقنا المشروع ...لكننا يجب أن نحذر ....لأننا نشتم رائحة المؤامرة والعدوان المبيت ....من خلال التصريحات الاعلامية ...نشتم رائحة تضليل وتجهيز لعدوان ...تجهيز للراي العام العالمي أن هناك شيء يجري داخل القطاع يحتاج الي توجيه ضربة عسكرية ...وأن هناك من المخططات الهادفة الي احتلال مناطق اسرائيلية بحسب زعمهم .

هناك شيء ما يجري اعداده وترتيبه والتخطيط له ...وليس هذا بجديد في سياسة عدونا ....وسياسات قادته التي خبرناها منذ عقود ....خاصة ما يسبق كل عدوان يشن علينا ....وحملة اعلامية مدبرة ومنظمة.... تسبق كل عدوان وتستهدف اثارة الرأي العام العالمي ....رغم أن اسرائيل بغطرستها وعنجهيتها ...لا تحتاج الي اذن او تصريح لأنها كيان منفلت وارهابي ومجرم ...تقوم بعدوانها وتختلق الاعذار والذرائع التي تحاول تسويقها ....على اعتبار ان امنها مهدد ....وأن سكانها يقتلون ....وأمن منازل مستوطناتها تقصف ....ليضاف أن مستوطنيها يطعنون بالسكاكين .....ويدهسون بالسيارات .

تحريض اسرائيلي منظم ومدروس ..ويعي الي أي المحطات والنتائج يريد ان يصل.... ولكننا نحن وللأسف الشديد لا زلنا على حالنا من التخبط .....كما ولا زالنا نخون بعضنا ....ونشكك بوطنيه بعضنا ....لا زلنا نفرق ما بين المقاوم والمفاوض ....رغم توقف المفاوضات ....وما زلنا نفرق ونقسم ونضعف أنفسنا دون مبرر او سبب يمكن أن يفيدنا في أي ساحة من ساحات المواجهة ....أو يمكن أن يعود علينا بفائدة او عائد وطني يساهم في حرية أرضنا وشعبنا .

وحتي تكون الامور واضحة وجلية نري ضرورة التأكيد على التالي :

أولا : المقاومة الفلسطينية بكافة أذرعها وأشكالها هي مقاومة الشعب الفلسطيني بكافة فئاته وشرائحه واتجاهاته السياسية .

ثانيا : ليس هناك شيئا أو المفترض والواجب أن لا نفصل ونقسم ما بين فصائل مقاومة ...وفصائل غير مقاومة ...فالتصنيف والتقسيم لا يزيد المقاومة قوة ....ولا يزيد المفاوضين قوة ...بل يزيدنا ضعفا ولا يعزز من مقومات قوتنا .

ثالثا : اسرائيل المحتلة التي تحاول تضخيم قوي المقاومة واثارة الرأي العام العالمي عليها ...يأتي في اطار سياسة التضليل والخداع .....والعمل على تهيئة المجتمع الاسرائيلي والدولي لعدوان جديد وجرائم جديدة.

رابعا : التضليل الاسرائيلي المستمر على أن القوة العدوانية المستخدمة ...هي لمواجهة الارهاب الفلسطيني ...في اطار ما يجري دوليا من محاربة الارهاب ....في محاولة دنيئة وكاذبة للخلط ما بين حق مقاومة الشعوب ومشروعيتها .... وما بين الارهاب والرفض له ولأفعاله من قبل الكافة على الساحة الفلسطينية .

خامسا : حكومة نتنياهو تعيش أزمة خانقة وعلى كافة الصعد والمستويات حيث أنها تعيش عزلة دولية سياسية ...كما انها تعيش بحالة أمنية غير مستقرة نتيجة انتفاضة القدس وما حدث على المجتمع الاسرائيلي من تغيرات نتيجة هذه الانتفاضة ...وهوس أمني وحالة من الفزع ...وما ترتب على ذلك اقتصاديا من خلال تراجع السياحة وحالة الكساد بالأسواق وضعف اليات الانتاج.

سادسا : اسرائيل وعبر حكومة نتنياهو العنصرية المأزومة ربما لا تجد طريق للخروج من ازماتها الا من خلال شن عدوان جديد على قطاع غزة يحاولون من خلاله تحقيق بعض الأهداف التالية ومنها :

1- حرف مسار الانتفاضة وخلق وقائع جديدة.

2- اعادة حالة التماسك الداخلي داخل دولة الكيان في ظل خلافات حزبية ...وتهديد حقيقي للائتلاف الحكومي .

3- تغيير مجريات الاحداث ..وانهاء حالة العزلة السياسية والازمة الاقتصادية ..وتسليط الضوء على اسرائيل بمحاولة تضليل العالم أنها لا زالت تتعرض لما يسمي بالارهاب الفلسطيني كذبا وافتراءا وتضليلا.

4- اشعار المجتمع الدولي ان اسرائيل لا زالت تشكل راس الحربة بالمنطقة وأنها على راس الدول المحاربة للإرهاب والتطرف الاسلامي ..كما يدعون ويكذبون .

5- توجيه ضربات قوية واستباقية لقوي المقاومة لإضعاف الموقف الفلسطيني ...بأكثر مما هو عليه ...وذلك من أجل تمرير سياسة الاملاءات وفرض المفاوضات بنتائجها كما يراد لها اسرائيليا .

6- أوهام اسرائيلية بمحاولة استمرار الخداع والتضليل للراي العام الاسرائيلي كما للمجتمع الدولي وتغييب الحقائق ...حتي ينقلب السحر على الساحر ....كما كل مرة .

برغم ما تم التأكيد عليه بالنقاط السالفة الذكر .....وما تم توضيحه من أهداف اسرائيلية من وراء أي عدوان جديد .

الا أننا فلسطينيا يجب أن ندرك ....وأن نوكد ...ما يجب أن نكون عليه والمحدد بالتالي

أولا : الاسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية قادرة على معالجة الازمات ومواجهة التحديات .

ثانيا : انضمام حماس والجهاد الاسلامي في اطار منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسسات الشرعية الفلسطينية.

ثالثا : انهاء كافة أشكال الانقسام وما ترتب عليه وبصورة نهائية .

رابعا : حل كافة الاشكاليات بصورة توافقية وبعيدا عن الاعلام وما يجري من مناكفات ومزايدات وتجاذبات .

خامسا : تحديد وصياغة الخطاب السياسي والاعلامي الفلسطيني القادر على المواجهة وتلبية متطلبات المرحلة وتحدياتها .

سادسا : الاستعداد والتجهيز لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية وتعزيز الديمقراطية والشراكة الوطنية .

سابعا : احداث تقييمات جذرية لكافة فصائل العمل الوطني والاسلامي وترتيب وتصويب اوضاعها بما يكفل وحدتها ومسار عملها الوطني في اطار المنظومة الوطنية العامة .

ثامنا : انهاء كافة المناكفات والتجاذبات والحملات الاعلامية وسياسة التصيد ...وما تسببه من اضرار سياسية ومعنوية ...تضعف من مقومات الصمود .

تاسعا : انهاء المزايدات السياسية ومحاولة تحميل الاخر والادعاء بامتلاك ناصية الحقيقة دون الاخرين ....في ظل غياب ثقافة المسئولية الجامعة والعمل المشترك .

عاشرا : تولي حكومة الوحدة الوطنية زمام الامور ...وبسط سيطرتها وولايتها على كافة اراضي السلطة الوطنية .

من خلال كل ما سبق ...وما يمكن ان يستجد على الساحة الفلسطينية.... نحتاج الكثير من العمل ...كما نحتاج الي الكثير من اليقظة والحذر ...والاستعداد الكافي لما هو قادم ...وما يستجد من تحديات .....نحتاج الي الكثير مما نعرفه وندركه ونعي أهميته ..ولكننا وللأسف لا نعمل عليه...وكأن بيننا وبين الحقيقة خطوات ....مع أنها خطوة واحدة .....يمكن أن تخرجنا من أزمتنا .

بقلم/ وفيق زنداح