جامعات فلسطين للواسطة او التجربة او التطوع

بقلم: سهيله عمر

اكتب مقالي للتأكيد على مصداقية مقال نشر بالنت ان الجامعات الفلسطينية تعتمد اسلوب الواسطة او اساليب التفافيه للتوظيف مما يتسبب في تدهور التعليم، واصبح من الطبيعي ان يكون المعينون في جامعاتنا او كلياتنا من حملة البكالوريوس او الماجيستير بينما يتم استبعاد حملة الدكتوراه بأساليب مشبوهة. علما انني حاصله على دكتوراه هندسه كهرباء وغطيت جميع مواده هندسه الاتصالات والكمبيوتر خلال مراحل دراستي المختلفة، لكن كلما اتقدم للتدريس في جامعات غزه او الضفة اجد ردود تثير التقزز والاحباط كأن يقال لي لا يوجد حاجة لمدرسين جدد او يتم الطلب مني بالتطوع بحجة الازمه المالية للجامعة او ان الجامعة لا تقبل تدريس السيدات في الجامعة لان السيدة لا تدرس للشباب او ان مؤهلي اعلى من احتياجاتهم. وعندما اشتكي للإدارة اتفاجأ بتهربهم واعادة الامر للكلية التي ترد بنفس الرد. كل هذه الردود تعبر عن الفشل الاداري والاكاديمي الذي يجتاح جامعاتنا. اغلاق الباب في وجهي من جامعات غزه كان يدفعني ان ابحث عن فرص تدريس بجامعات عربيه واجنبيه خارج الوطن، وكنت اتفاجأ بفرق شاسع في تقييمهم لمؤهلاتي، حتى انه كان يتم استغلالي لتدريس حوالي 17 ساعه أكاديمية وكان الطلاب يتخصصون بهندسة الكهرباء من دون التخصصات الاخرى كالاتصالات او الالكترونيات بسبب رغبتهم ان اتولى تدريسهم وانصافي في تقييمهم. كنت اتفاجأ من تمكنهم من الماده مع ان امتحاناتي كانت جدا شاقه وطويله. كانت شركة الكهرباء تتبنى توفير عقود مؤقته لهم لعمل مشاريع للشركه. وكل ذلك اثار استغرابي لماذا تجاهلني جامعات غزه وتتعامل معي بالتهميش ولا تسمح لي ان ادرس حتى مادة واحده بينما ادرس بالخارج بعقود عمل برواتب عاليه ؟؟ اضطررت لا نهاء عملي بالخارج والعودة للقطاع لظروف شخصيه عام 2014 ومن ثم حاولت مجددا البحث عن فرصة تدريس بالجامعات والكليات في غزه، لكن تفاجأت ان الحال لم يتغير ومازالت الجامعات تسير بنفس الاليه في التعيين مما اثار نقمتي عليهم. واستعرض هنا تجربتي التعيسة مع جامعات غزه والضفة:

جامعه بيرزيت: قمت بالتدريس في جامعة بيرزيت عام 2003 بقسم الهندسة الكهربائية فصل دراسي واحد، ولم ارى في حياتي اسوأ من طلبتهم فهم يعتقدون انهم يتحكمون في مصير المدرس من خلال التقييم ومن ثم المدرسون كانوا يلجؤون لتسهيل الامتحانات او تدريس اقل قدر من المادة ليستحوذوا على رضا الطلاب ويضمنوا استمرارهم بالجامعة. كان عقدي تجريبي لفصل واحد وقمت بتدريس ثلاث مواد حينها مع مختبراتهم. عانيت كثير مع سلوكيات طلابهم حيث كان واضحا انهم مستهترون ويعتقدون ان مصير المدرس بين ايديهم فانتهجت اسلوب الامتحان والمنهج الطويل حتى اشعرهم بالمسئولية وان الدرجه لا يمكن ان تأتي بسهولة كما تعودوا ولم اكترث للتقييم خاصه انني لم اكن اخطط ان ابقى في الضفة. وكانت النتيجة ان الطلبة تامروا علي بان يقيموني سيئا في احد الفصول، بينما كان التقييم متوسط في فصل اخر اما الفصل الثالث فكانوا طلبة سنه ثانيه ومؤدبون ولم يتسببوا لي بازعاج وكان تقييمهم لي ممتاز. بناء على نتيجة التقييم لم يجدد عقدي ولم تكترث ادارة الجامعة بتظلمي ولم يسمح لي حتى بمقابلة رئيس الجامعه د حنا ناصر. ومن ثم يتضح الخطأ في سياسة جامعة بيرزيت انها تحضر مدرسين للتجريب فصل واحد فقط وتجعل مستقبله بين ايدي طلبه مستهترين يعرفون انهم من يتحكم بمصير المدرس وبهذا تخسر الجامعه المدرس للابد. وصدقا انني رفضت المشاركة بالانتخابات عام 2006 عندما علمت ان رئيس اللجنة د حنا ناصر لا نني رأيت ان الانتخابات قد تقوم على الفوضى وعدم المصداقية كما يحدث في جامعه بيرزيت وهذا ما ثبت بشكل او باخر فالانقسام نشأ بسبب نتيجة الانتخابات.

جامعه الاقصى الحكوميه: طلب مني رئيس القسم بقسم الكمبيوتر بتدريس 12 ساعه بنظام الساعة لمادتين مع مختبراتهم في الكمبيوتر للطلاب والطالبات بشكل منفصل. بدأت التحضير باللغة الإنجليزية وتوجهت للتدريس وطلبت من الطالبات شراء كتب باللغة الإنجليزية ، فتفاجأت ان الطالبات رفضن شراء الكتب وينقلن ما اكتبه على السبورة باللغة الإنجليزية بصعوبة شديده. فقلت لهن ما هي المشكلة ؟؟ قالوا لي انهم لا يعرفون لغة انجليزيه. تفاجأت واعتقدت ان الطالبات ضعيفات، ولم اجد حل الا ان اترجم المحاضرات للغة العربية وتوزيعها لشرائها من مكتبه الجامعة فتفاجأت بتغير كبير في مستوى الطلاب والطالبات وكانوا ينقلون كل كلمه بالسبورة ويحصلون على درجات عالية بالامتحانات حتى ان اغلب الطلاب والطالبات حصلوا على اكثر من 80 بل بعضهم حصل على اكثر من 100 لا نني وضعت بونس في الامتحان النهائي لطوله. ولم احاول ان اطلب التدريس لديهم بعد ذلك لانني كنت اعمل اعمال اخرى وادرس بالخارج. في عام 2014 تقدمت مجددا لجامعة الاقصى للتدريس، لكنهم يتعذرون بعدم الحاجه لمدرسين جدد بنظام الساعة. وهذا يعكس الفرق بين مستوى طلاب غزه من الضفة، فطلاب غزه يتعاملون بجد واجتهاد في دراستهم بالمقارنة مع الضفة.

الجامعة الإسلامية: اتقدم اليها بالعمل منذ عام 1998 عندما كنت حاصلة على ماجيستير هندسة كهربيه لكنهم كانوا يرفضون اعطاءي أي فرصه، مره بحجه انني لست حاصلة على دكتوراه ومره بحجه انني انثى ولن استطيع التدريس للذكور وان كان السبب معروفا وهو انهم يقتصرون اعطاء فرص تدريس للمنتمين لحماس. وبعد تخرجي عام 2003 من الدكتوراه كنت اتفاجأ انه يتم استبعادي من المقابلات، وعندما كنت اراجعهم كانوا يقولون لي بصراحه ان الاعلان نزل لتعيين شخص بعينه ينتمي لحماس ودعوه للمقابلة واستثنوا الباقين. هذا بالإضافة لتعذرهم انهم لا يعينون فتيات للتدريس لا نه ليس باستطاعتها تدريس الشباب مما يتسبب في مشكلة لدى توزيع المواد. بعد عودتي من الخارج عام 2014 اصبحت حجتهم ان الجامعه تعاني ازمة ماليه واوقفت التعيينات منذ فتره. استغربت بصراحه ان تغلق الجامعه لان من يرى مدى فخامة مكتب رئيس الجامعة الإسلامية سيعرف ان الجامعة مدعومة ومستحيل ان تغلق وتوقعت ان الاغلاق لجلب المساعدات، وهذا بالفعل ما ثبت بإعادة فتح ابوابها بعد يومين من الاغلاق.

جامعة الازهر: اتقدم بالعمل منذ عام 2003 لكلية هندسة الكهرباء وتكنلوجيا المعلومات وكانت حينها كلية تكنلوجيا المعلومات فقط. كان رئيس القسم د سامي ابو ناصر والعميد د نبيل ابو شعبان يدعون انه لا يوجد حاجة لمدرسين جدد لكن كان يتم التعيين من تحت بطن سواء بنظام الساعه او غير ذلك. تقدمت بشكوى لرئاسة الجامعة وتم دعوتي على اثر اعلان وظيفه عام 2007 . عددت لهم مؤهلاتي لكن لاحظت انه كان يتم التعامل معي بعدم اكتراث، ولم يتم اعطاءي أي ماده ولو على نظام الساعة. الغريبة انه بعد المقابلة حصلت على عقود عمل لسنوات للتدريس بجامعات بالخارج وعدت عام 2014. كتبت شكوى لرئاسة الجامعة انه ليس من الطبيعي ان لا يستعان بي من 2003 وانا مدرسه أكاديمية لسنوات بالخارج ولم يتم الاهتمام بشكوتي بل تعذر لهم العميد د سامي ابو ناصر انني قابلت لديهم كثيرا ولم اوفق بدون التفاصيل. فاستغربت متى قابلوني وانا كنت ادرس بالخارج؟؟ هم لم يقابلوني الا عام 2007 مره واحده ولم يتعاملوا معي باكتراث، ولم يسمحوا لي بتدريس أي ماده منذ 2003 بينما قمت بالتدريس سنوات بجامعات بالخارج. واليوم بعد ان ملأوا الفراغ لتدريس المواد العادية، اصبحت جامعه الازهر لا تعلن الا عن اعلانات توظيف لتدريس مواد تخصصيه نادرة من الصعب الحصول على مدرس لها كالروبوت او embedded systems او أنظمة التحكم الصناعي بنظام الساعة . وفي احدى المرات استدعاني مدير قسم التعليم المستمر ا كمال مرتجى للاتفاق على تدريس دورات. طلب مني ان اعد له دورتين لإعلانهما، فأرسلت له دورتين احدهما matlab, linux لكن لم يتعامل بجديه ولم يعلن عنهما.

جامعة القدس المفتوحة: وضعها كجامعه الازهر ، تعيينات بالواسطة بدون اعلانات توظيف منذ عام 2003. اتقدم لقسم تكنلوجيا المعلومات والعلوم التطبيقية منذ 2003 لكن لم اعطى أي مجال للتدريس. تقدمت بشكوى لرئاسة الجامعة بغزه والضفة فكانوا يعيدون الامر للنائب الاكاديمي. ذهبت للنائب الاكاديمي حمدي يونس أبو جراد فقال لي لديهم ازمه مع كلية العلوم التطبيقية وتكنلوجيا المعلومات حيث لا اقبال للدراسة فيها والمدرسون المتفرغون لا يوجد لهم عبأ دراسي لقلة الطلاب واحيانا يدرسون المواد ساعات مكتبيه ولذا لا امل في حل المشكلة.

جامعة فلسطين: وضعها لا يختلف عن باقي الجامعات، كلما راجعتهم يرد علي انه لا يوجد حاجه لمدرسين جدد وان كلية تكنلوجيا المعلومات لا يوجد بها عدد كافي من الطلاب .

جامعة بوليتكنيك فلسطين بالخليل: طبعا لم اسعى للتدريس بها لانني من غزه، لكن اذكر منذ عام 2003 كانوا يطالبونني ان انتظر اعلانات توظيف ولم ارى أي اعلانات. عاودت المحاولة عام 2014 فطلب مني رئيس قسم الهندسة الكهربية د مراد ان اخرج من غزه للضفة لمقابلته ليسمح لي بالتدريس، فاستغربت وقلت له كيف سااتي من غزه لمجرد المقابلة ؟؟ عليه توفير عقد عمل اذا اراد مني ان ااتي. حاول الاتصال بي وكنت بالشارع بدون اشعار مسبق وتفاجأت به يسالني بعجلة بدون ان يعطيني فرصه للرد ماذا سأدرس في بعض المواد التي سردها لي وانا لم ادرسها بنفس الاسم، استغربت الاتصال المفاجئ والسؤال، كيف يطلب مني بدون اعطاءي فرصه للاجابه ان اعطيه توصيف مواد (لم ادرسها بنفس الاسم) في اتصال مفاجئ بالشارع. ايضا يجب عليه هو ان يعطيني توصيف المواد التي يطالبني ان ادرسها وليس انا. وفي نهاية الاتصال قال لي انني فشلت في اجابته لكن استطيع ان ااتي لمقابلته ان كنت اريد فرصه. كتبت اليه ايميل اوبخه فيه انه لم يعلمني بموعد مقابله عبر التليفون ولا يحق له ان يطلب مني توصيف مواد لم ادرسها بنفس الاسم وانا بالشارع كما ان توصيف المواد ياتي منه وليس مني وهو لن يستطيع ان يفشل الناس بهذه الاليه لان الهدف واضح من اتصاله. فرد انه لم يقصد أي مقابله لكن مجرد التعارف عما ممكن تدريسه وان كان ممكن ااتي الضفه.

جامعة النجاح بنابلس: منذ عام 2003 وانا احاول التقدم اليهم فيتم الطلب مني ان اتابع الاعلانات للجامعة، ولم ارى أي اعلانات توظيف منذ عام 2003 حسب متابعتي من حين الى حين، فكيف تتم اليه التوظيف، الله اعلم.

كلية العلوم والتكنلوجيا بخانيونس الحكومية: بما انها حكومية فمن الصعب التدريس بها الا بإعلان عمل لنفس التخصص الذي يضعونه بالإعلان وهذا كان يشكل عائق لي. تم الاتصال بي مره لتدريس مادتين بنظام الساعة مع مختبراتهم عام 2015 واعطاني النائب الاكاديمي جدولهما وقال لي انني سأتقاضى اجري بنهاية الفصل بدون عقد رسمي. طلب مني ان اذهب لشئون التوظيف، وعندما رأى شئون التوظيف في اوراقي ما يدلل انني لست من حماس، اعترض على ان اقوم بالتدريس وطلب مني ان اعود للشئون الأكاديمية الذي اعتذر لشئون التوظيف وسحب المادتين مني. اشتكيت لوكيل وزارة التربيه والتعليم العالي بغزه د زياد ثابت وطلبت منه اذن للتدريس لكنه اهانني وقال لي انه يعتبرني غير مؤهله بسبب عدم انتمائي لحماس ويحق لهم استبعاد من يشاءون. رفعت شكوى للمجلس التشريعي فحفظوها بحجة عدم التدخل في شئون الوزارة وان قالوا لي انه لا يوجد ما يمنع ان ادرس بنظام الساعه. وحتى اليوم الموضوع بلا حل.

جامعه غزه: اتصلت بي عام 2007 وكان اسمها جامعة غزه للبنات وتم اعطائي عقد عمل للتدريس اذا فتحت الجامعة بعام 2008، وتم استدعائي مع باقي المتقدمين لمقابلة مع التعليم العالي لدى زيارتهم لها لاعتمادها. لكن تفاجأت انه مع بداية العام، ان الجامعة تقول لي ان العقد غير ملزم وكانوا فقط يعطون عقود عمل بغرض اعتماد الجامعة لدى التعليم العالي. سافرت بعد ذلك للتدريس خارج قطاع غزه وحاولت معاودة التقديم عام 2010 فاستدعاني رئيس الجامعه يطلب مني ان ادرس كمتطوعة لعدم وجود عدد كافي من الطلاب بالجامعة وسيتيح لي العمل مستقبلا بعد عام. استغربت ورفضت الطلب. وحتى اليوم يتم استبعادي من العمل لديهم.

كلية العلوم التطبيقية: تقدمت بالايميل اليها فاتصل بي عام 2014 شخص يطلب مني ان اقدم مقترحات مشاريع وسيتم اعطائي اجر لو تم تمويل المشروع. فسالته الا يوجد فرص تدريس لديكم ؟؟ فقال علي ان اتابع اعلانات التوظيف للتدريس ولم ارى أي اعلانات للتدريس. حاولت ان اقابل رؤساء الاقسام في نظام البكالوريوس فكان الرد واحد لا يوجد حاجه لمدرسين جدد.

كلية النماء للتكنلوجيا: تقدمت للتدريس اليها ولم يقدموا لي فرصة عمل وطلبوا مني العمل التطوعي بحجة قلة عدد الطلاب.

كلية المستقبل للتطبيقي: اتصل بي العميد م خالد مطلق على اثر اعلان لي بالنت فسالته (من انت ؟؟) فاغلق السماعة قائلا انه لا يمكن التعاون معي. اتصلت به وسالته نتعاون على ماذا ؟؟؟ فقال انه كان معد لي حوالي 15 ساعه وتراجع لا نه لم يعجبه طريقة سؤالي من انت ؟ فقلت له وهل اتشرف انا بالعمل مع شخص مثلك، ثم هل تريد ان تخدعني انك اعددت لي 15 ساعه وسحبتهم فجأة لا نه لم يعجبك اسلوبي في الرد على التليفون ؟؟ والباقي عندكم

جامعه البوليتكنيك بغزه: تقدمت للتدريس اليها وقابلت د زاهر كحيل فطلب مني ان اعطيه ارقام تليفون لمعرفين، فلم اهتم وقلت له انني عملت بالخارج الفترة السابقة. خرج مستعجلا للقاء له، ولم يقدموا لي فرصة للتدريس .

هذا ملخص عن خبرتي بهذه الجامعات والكليات، وأتساءل كيف تعتمد جامعات من ادارة الجودة في التعليم العالي تبحث عن متطوعين للتدريس او تكون تعييناتها بالواسطة لحملة ماجيستير بينما تهمش حملة الدكتوراه ذوي خبره أكاديمية وعمليه؟؟ الخلاصة ارى ان جامعات فلسطين للواسطة او التجربة او التطوع وتعاني من فوضى أكاديمية واداريه. بينما الجامعات بالخارج تستقطب حملة الدكتوراه وتتعاقد معهم من اقصى بقاع الارض وتلتزم معهم، بل احيانا تتعاقد مع محاضرين اعمارهم تزيد عن 70 عام لتستفيد منهم بينما جامعاتنا تهمش حملة الدكتوراه وهم لا يبعدون كيلومترات قليله عن الجامعة وان قدرتهم تطلب منهم العمل التطوعي. اتمنى ان ارى جامعه تستحق ان يقال عنها جامعه في فلسطين.

بقلم/ سهيله عمر