تصريحات الدكتور صائب عريقات والأبعاد الخطيرة على الواقع الفلسطيني

بقلم: علي ابوحبله

تصريحاتش الدكتور صائب عريقات بان يوئاف مردخاي منسق شؤون الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية بات الرئيس الفعلي للشعب الفلسطيني .

حيث قال صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في تصريحات صحفيه ، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أحيا الإدارة المدنية الإسرائيلية، وان يوئاف مردخاي منسق شؤون الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية بات الرئيس الفعلي للشعب الفلسطيني.

وحذر عريقات في تصريح صحفي، من غياب فلسطين عن الخارطة السياسية لمائة عام بسبب الإجراءات الإسرائيلية.

وقال عريقات، أن كلفة غياب فلسطين عن الخارطة السياسية هي أكثر كلفة من تحديد العلاقة مع إسرائيل.

وأشار عريقات إلى أن إسرائيل تسيطر على أراضي الأغوار بنسبة 54% مناطق عسكرية مغلقة و22% كمحميات طبيعية ستحولها إسرائيل إلى مستوطنات لاحقا، و16% مستوطنات و8% فقط للجانب الفلسطيني.

وأوضح عريقات أن وفدا فلسطينيا سيتوجه إلى الجانب الإسرائيلي لتبليغه بتحديد العلاقة مع إسرائيل، وأشار أن الرئيس محمود عباس طلب لقاء نتنياهو ليبلغه عن تحديد العلاقة مع إسرائيل نتنياهو رفض

هذه التصريحات تحمل مدلولات خطيرة وهي بالفعل تحول السلطة بلا سلطه وهي بهذا التصريح وكان السلطة الفلسطينية هي سلطة تسيير لشؤون الفلسطينيين وتقبيض رواتب وإعفاء للاحتلال من مسؤولياته تجاه الفلسطينيين بصفتهم إقليم محتل ويخضع الشعب الفلسطيني للاحتلال ،وتسري على الشعب الفلسطيني الاتفاقات الدولية التي تحكم المحتل تجاه الإقليم المحتل وتخضع سلطة الاحتلال لهذه الاتفاقات الدوليه المتمثلة في اتفاقيات جنيف ولائحة لاهاي والقانون الدولي الانساني وتلزم سلطة الاحتلال بتوفير كل مستلزمات الحياة .

دولة فلسطين المعترف فيها دوليا تخضع للاحتلال الإسرائيلي ووفق التصريحات التي ادلى فيها الدكتور صائب عريقات تتطلب من قيادة منظمة التحرير الفلسطينية اتخاذ قرار استراتيجي لضرورة إعادة تصويب الأوضاع الفلسطينية والرد على إجراءات حكومة الاحتلال الصهيوني ووضع التوصيات والقرارات التي اقرها المجلس المركزي الفلسطيني واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية موضع التنفيذ

وان تحذير الدكتور صائب عريقات لم يأتي من فراغ وهو مسئول المفاوضات، وحين حذر في تصريح صحفي من غياب فلسطين عن الخارطة السياسية مائة عام وقال إن كلفة غياب فلسطين عن الخارطة السياسية هي أكثر كلفه من تحديد العلاقة مع إسرائيل

وان إسرائيل تسيطر على 54 في المائة من أراضي الغور و22 في المائة محميات طبيعيه و16 في المائة مستوطنات و8 بالمائة فقط للفلسطينيين والسيطرة الفعلية هي لقوات الاحتلال الصهيوني التي تستبيح كل الأراضي الفلسطينية وتخرق كافة الاتفاقات مع منظمة التحرير وتتحلل من كل التزاماتها مع منظمة التحرير الفلسطينية

تصريحات الدكتور صائب عريقات ترسم صوره قاتمة للوضع الفلسطيني وهي بلاشك حقيقة وواقع سياسة حكومة نتنياهو التي ترفض العودة إلى طاولة المفاوضات وترفض التوقف عن الاستيطان والاستيلاء على الأراضي ومستمرة في جرائمها بحق الشعب الفلسطيني وسياسة العقاب الجماعي وهدم البيوت ومصادرة الأراضي وتهويد القدس

ولم تعد بيانات الاستنكار لتنفع ولم يعد لأية مواقف ما لم تكن متبوعة بإجراءات وقرارات تضع حكومة نتنياهو اليمنية المتطرفة أمام المساءلة الدولية وأمام ملاحقة محكمة الجنايات الدولية ولا بد للفلسطينيين من اتخاذ موقف ردا على إجراءات حكومة الاحتلال الإسرائيلي ضد السلطة الوطنية الفلسطينية ، وإجراء فعلي وعملي حتى وان أدى هذا الإجراء والموقف لأية نتائج ، لأنه لا بد من تحريك المياه الراكدة لوقف مسلسل إسرائيل الذي يسعى فعلا لتقويض السلطة الوطنية الفلسطينيةوتسييد وفرض لسلطة الاداره المدنية

وان تصريحات الكابينت الإسرائيلي عن إمكانية انهيار السلطة الفلسطينية لم تأتي من فراغ وان الدكتور صائب عريقات أوضحها وبين إجراءات إسرائيل التي تدلل أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي هي من تدفع بسياستها وإجراءاتها لحل السلطة الوطنية الفلسطينية او تعمل لإضعافها ، ضمن مخطط يقودنا إلى الخيارات التي ما زالت تعشش في عقلية الإسرائيليين لجهة تحويل المناطق الفلسطينية لكنتونات والعودة إلى خيار الوطن البديل وهذه مخططات ما زالت في ذهنية المتطرفين الإسرائيليين بوجهة نظرهم استكمال المشروع التوسعي الصهيوني ليشمل إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات

حيث تستغل إسرائيل الضعف والوهن العربي في ظل الصراعات المحتدمة التي تعيشها المنطقة وهي تسعى عبر علاقاتها مع الدول العربية وفرض وجودها لملئ الفراغ الأمريكي في ظل غياب رؤيا استراتجيه عربيه لمواجهة المشروع الصهيوني وحرف النظام العربي عن رؤيته لأولوية الصراع مع إسرائيل واعتبار إيران العدو وإسقاط سوريا واليمن خدمه مجانية تقدم لإسرائيل لاستكمل مشروع إسرائيل الكبرى.

بقلم/ علي ابوحبله