على مدار سنوات هذا الكيان العنصري ....سقطت العديد من الحكومات بفعل عوامل داخلية وخارجية وتغير المزاج العام للناخبين الاسرائيلين ...الرئيس الخالد الشهيد ياسر عرفات أسقط يهود باراك ما بعد فشل مفاوضات طابا ...وواي ريفر ....وما قبل باراك وما بعده ومنذ جولدا مائير ..ومناحم بيجن ..وشامير ..وبيرس ..وأولمرت ...وشاورن وحتي رابين الذي قتل على أيدي الصهاينة المتطرفين جميعهم يمثلون تاريخ فشل الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة...سواء كان من احتل أراضي عربية وفلسطينية جديدة ...او من انسحب منها..... جميعهم وقد أصابهم الفشل والسقوط..... حتي جاء وقت السقوط المتوقع والمحتمل لحكومة نتنياهو العنصرية.... التي تعيش حالة العزلة...بفعل ممارساتها وغطرستها واجرامها المتواصل ...وحتي محاولة التقارب مع بعض دول الاقليم مثال تركيا وقبرص واليونان ...والتي تأتي في اطار مصالح نفطية اقتصادية ...تحاول اسرائيل من خلالها تقاسم خيرات المنطقة وتجاوز حقوق الفلسطينيين .
حكومة نتنياهو العنصرية لا زالت على استيطانها وعدوانها واحتلالها ...كما لا زالت على حصارها وممارسة أبشع وسائلها العنصرية بحق شعبنا .....الذي لازال على ثباته ومقاومته ...كما لا زال على حراكه وتحركه السياسي والدبلوماسي .....الذي اصاب اسرائيل وسياساتها بحالة اعاقة وشلل ....اوقف الكثير من الزيف والتضليل والخداع الاسرائيلي.... ولم يكن بان كيمون الامين العام للأمم المتحدة وخطابه أمام مجلس الامن ....الا تأكيدا وتعبيرا على رفض المجتمع الدولي للاحتلال والاستيطان وكافة الممارسات والجرائم التي ترتكب بحق الفلسطينيين.... حتي أن أمين عام الامم المتحدة قد أوضح أن حالة الاحباط وعدم الاستجابة للحقوق..... واستمرار الاحتلال لأكثر من نصف قرن يولد حالة من الغضب ورده الفعل ....أي بمعني أن مقاومة الاحتلال ...والانتفاضة بوجه المحتل وقطعان مستوطنيه ومستوطناته غير الشرعية في اطار السياسة الدولية وقراراتها الاممية ...وحتي في صلب المواثيق والاعراف الدولية التي تعطي للشعوب حق الدفاع عن نفسها ...وحق مقاومة محتليها والحق الكامل بالحرية وتقرير المصير .
المجتمع الدولي وبكافة مؤسساته ودوله الكبرى اصبح على يقين وادراك تام أن هذا الاحتلال العنصري لم يعد مقبولا ...ولم يعد متاحا له استمرار خداعه وتزييفه للحقائق ...في ظل وضوح الصورة وتبيان الحقيقة ...وما تكشفه الايام والمشاهد من عنصرية احتلاليه ...وارهاب منظم تمارسه دولة الاحتلال ....وما يجري من قتل واعدام ....حرق وتدمير... نهب واستيلاء ...تدنيس للمقدسات وعدم احترام الاديان ...ممارسات عنصرية تزداد بوحشيه هذا الاحتلال وعنصريته .
السياسة الفلسطينية ..والتحركات التي تقوم بها القيادة وعلى راسها الرئيس محمود عباس تعتمد على المكاشفة والوضوح والثبات بالمواقف ...وعلى قاعدة الاتفاقيات الموقعة وقرارات الشرعية الدولية ومؤسساتها ذات الاختصاص ...الا ان اسرائيل تضرب بعرض الحائط كافة القرارات الدولية وتتنصل من كافة الالتزامات حول الاتفاقيات الموقعة .
من هنا حكومة نتنياهو العنصرية وائتلافها الحكومي قد وضعت نفسها على خط المواجهة مع أطفال وشباب فلسطين ...الذين انتفضوا بما يمتلكون من وعي وارادة ...ومن قدرة على الثبات والصمود ...ومن عزيمة جعلت من هذا الاحتلال احتلال عاجز ومشلول ...وحتي قواته ومؤسساته الأمنية تعيش العجز والفشل وعدم القدرة على تقدير الموقف ...حتي اصبحت المؤسسة السياسية الحكومية في مواجهة المؤسسة العسكرية الامنية ....حالة من التضارب والتناقض جعل من هاتين المؤسستين ..مؤسسات غير قادرة علي استقراء الواقع وتحليل الافاق والمتغيرات بصورة صائبة ...وبوعي.... يمكن من اتخاذ القرارات التي يمكن لها أن توقف هذا المد الشبابي المنتفض .
حكومة نتنياهو وقد أصبحت عاجزة ومشلولة وهذا باعتراف العديد من الخبراء والمحللين. كما أنها حكومة غير قادرة علي بلورة رؤية سياسية ....حول ما يمكن أن يتم في أي مفاوضات او تسويات سياسية .
حكومة عنصرية فقدت الكثير من سياساتها واستراتيجياتها التي كانت تحاول من خلالها ايصال رسالتها للداخل والخارج ....أنها تتحكم بالآمن والاستقرار على الصعيد الداخلي ...كما انها تتحكم بتحديد مواعيد التفاوض من عدمه ....وها نحن نشاهد ونلمس أن هذه الحكومة العنصرية فقدت زمام أمورها الامنية ...كما فقدت زمام أمورها السياسية.... في تحديد المسارات والنتائج المرجوة ....مما أحدث خلل واضح وفاضح ....في هذا الائتلاف الحكومي العاجز والفاشل بتحديد رؤيته ووضع استراتيجياته ...على اعتبار أنه ينقاد من غولات المستوطنين واليمين المتطرف ....والذي اوصل هذه الحكومة العنصرية الي حالة من الافلاس السياسي والامني.... وهذا لا يعني أن اسرائيل وحكومتها العنصرية لم يعد لها القدرة العسكرية لإيقاع الدمار والأذى. وزيادة عدد القتلى من الامنين.... الا أن هذا الاسلوب الاجرامي المتكرر عبر سنوات طويلة لم يسعف اسرائيل وحكوماتها المتعاقبة.... ولم يوفر الامن للإسرائيليين بل أن كافة السياسات المتبعة تزيد من حالة الاحتقان ....وتوفر المزيد من عوامل التوتر... وردات الفعل ...وهذا ما حدث بعد أن أدارت الحكومات الاسرائيلية ظهرها للتسوية السياسية ومفهوم حل الدولتين ...وبعد أن وصل الحال بالعنصرية الاسرائيلية وقطعان المستوطنين أن يجعلوا من حل الدولتين غاية يصعب تحقيقها ...بل ويستحيل تنفيذها ....في ظل توجهات يمينية متطرفة لا زالت تحكم سياسة هذا الكيان ..وتشكل ائتلافه الحكومي.... مما يضع هذا الائتلاف أمام مفترق طرق ..فإما السلام والتسوية السياسية ...ومفهوم حل الدولتين على أساس الانسحاب الكامل والاخلاء الكامل ..والزوال الكامل ....أرض فلسطينية خالية من المستوطنين والمستوطنات ودون جدار عنصري ..ودون أي جندي احتلالي ....ارض فلسطينية ذات سيادة كاملة للنظام السياسي الفلسطيني ....واما الطريق الاخر طريق المواجهة المفتوحة .
الرئيس عباس. والذي أعرب عن خشيته من دخول داعش لإسرائيل في ظل تعنت حكومتها وتنصلها من عملية السلام ....تصريح له أبعاده ودلالاته .
موقف اطفال وشباب فلسطين ...هؤلاء الرافضين المنتفضين المدافعين عن ثري وطنهم وكرامة شعبهم ....الذين أوصلوا رسالتهم المقاومة للمجتمع الاسرائيلي بكافة فئاته وشرائحه ...وللمستوطنين وقوي اليمين المتطرف .....داخل هذا الكيان والذين يعبثون بأمننا ...ويسلبون حقوقنا ..وينهبون خيرات بلادنا ..ويقتلون أبنائنا ..ويحرقون اطفالنا ..ويدمرون منازلنا ...ويقطعون اشجار زيتوننا .....لكل من يمارسون بحقنا اجراما مكشوفا ..وعنصرية.... يقول أطفال فلسطين ..وزهرات شبابها وفتياتها .....أن فلسطين لنا ...وأن الارض التي تقيمون مستوطناتكم عليها هي ملكنا ....لأنها ارضنا.... التي كنا نلعب عليها ....ونقوم بزراعتها ... منازلنا عليها.....ونأكل من ثمرات أشجارها ... وعظام أبائنا وأجدادنا وشهدائنا بباطن أرضها ...اطفال وشباب فلسطين يقولون لمن اغتصبوا وسرقوا واستوطنوا ....هذه أرضنا ..ونحن الباقون عليها ..وانتم الراحلون عنها.... مهما فعلتم وقتلتم ...ومهما أجرمتم واغتصبتم ...فأفعالكم وعنصريتكم لا تجدي نفعا ...ولا تلغي تاريخا ...ولا تغير واقعا ...في ظل الملايين من البشر المؤمنين بأرضهم وحرية شعبهم.....أطفال وشباب فلسطين ومن خلال هبتهم ورسالتهم والتي تحمل بمضمونها رسالة سلام وامن وتنمية ...وليس رسالة قتل ودماء ....كما يحاول المحتل الغاصب أن يصور براءة اطفالنا ورجولة شبابنا ...أنهم من هواه القتل وسفك الدماء ...مع أنهم المحبين للحياة والرخاء والاستقرار ....العاشقون للحرية والكرامة والاستقلال ....الذين يريدون أن يعيشوا كباقي اجيالهم ...وكما كافة شعوب الارض ...هؤلاء الاطفال والشباب لا يحركهم اطار أو تنظيم ...ولا يدفع بهم اعلام أو تصريح.... بل هم يتحركون بفعل ضمائرهم وارادتهم ...بفعل ثقافتهم ومحبتهم لأرضهم ...بحكم عشقهم لأحيائهم ومدنهم ومقدساتهم.
شعب يريد الحياة الحرة الكريمة ...ولا يقبل بديلا عنها ..شعب يريد حريته واستقلاله واقامة دولته ...هكذا يعبر المنتفضين بانتفاضتهم .....ولا زال الاحتلال علي عنجهيته وغطرسته ....لا زالت هذه الحكومة العنصرية على اجرامها واستيطانها ....وهذا ما يقرب بحلها وفشلها ...وانهيار ائتلافها ....حتي يضاف للتاريخ أن هذه الحكومة العنصرية ....قد اسقطت بفعل ارادة الفلسطينيين ...وانها قد اسقطت بفعل غباء من يشكلونها ....وعدم قدرتهم على قراءة واستقراء الواقع والتاريخ .
الكاتب : وفيق زنداح